اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٢ تشرين الثاني ٢٠٢٥
وُلدت مخيمات إيواء النازحين مع بداية العدوان 'الإسرائيلي' على غزة في أكتوبر2023، ويسكن في المخيم عائلات بها رجال ونساء وأطفال، ولكل شخصٍ حقوق حُرم منها، فمنهم من يصبر على الحرمان والظلم ويحتسب أجره على الله، ومنهم من لم يستطع ذلك، ولا يفهم كيف يفعل ذلك، ولا يدرك تفاصيل ومعطيات الحياة الجديدة، فتراه يرغب بالحصول على حقوقه رغم كل الظروف، هذه الفئة هي الأطفال، تراهم يرغبون في اللعب في كل وقت يستطيعون، وقد تعارف الأطفال على بعضهم في مراكز الإيواء، ونسجوا علاقات جديدة وصار لهم مع بعضهم ذكريات.
ومع غياب الظروف الطبيعية ونزوح كل طفل مع أسرته عن أماكن اللعب والترفيه التي كان يرتادها قبل العدوان، ظهرت فكرة الأنشطة الترفيهية في مخيمات النزوح حيث بدأ المبادرون بالتنسيق مع إدارة المخيمات والفرق الفنية ذات الاختصاص بتنظيم أنشطة ترفيهية داخل المخيمات للأطفال لتخفيف الضغط النفسي عنهم وعن أهاليهم في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها جميعاً، وقد نجحت تلك الأنشطة في هدفها إلى حدٍ ما رغم تزاحم الاحداث المؤلمة.
ومن باب تجربتي في هذا المجال فقد كنت مسؤولاً عن أحد مخيمات النزوح' مخيم أمير' للنازحين في محافظة رفح، وأذكر أنه في رمضان2024 قبل اجتياح محافظة رفح كان الأطفال يتجمعون حول بيتي بعد الإفطار، وأبدأ اللعب معهم حتى قبل صلاة التراويح كما ألعب مع أطفالي، وكنا ننظم أنشطة ترفيهية بشكلٍ مستمرٍ، تنوعت بين مسابقات جري للذكور يقطعون مسافة متفقا عليها، وإحضار مهرجين، وتوزيع هدايا وألعاب، ودبكة شعبية، وقفز في الهواء، والكرسي الدوار، ومسابقات منوعة، ورسم على وجوه الأطفال بالألوان المختلفة، وإلقاء الأناشيد والقصائد الوطنية، وقراءة القرآن، وتقليد الأصوات، كما كنا نوزع عليهم الألعاب كلما توفرت الفرصة لذلك؛ لخلق جو من المرح ينسيهم ما فقدوه وما عانوه.
لم ننس النساء من تلك الأنشطة فهن الأكثر قرباً للطفل في كل الظروف، فكنا ننظم لهن مسابقات وندوات توعوية، وأذكر أنه ذات نشاط نسائي سألتُ النساء: من تحفظ رقم هوية زوجها ظناً مني أن لا أحد منهن تحفظه، فاكتشفت أن ما يقارب من عشر نساء يحفظن ذلك، فطلبت ممن تحفظه أن تسمعني إياه، فحدث ذلك، وأخذن الجائزة.
وختام المقال، أحدثكم بما دار بيني وبين أحد الذين تعرفت إليهم في سيارة النقل، فقد أخبرني أنه يعاني مشكلات نفسية، ويأخذ حبوبا نفسية مهدئة، فلما سألته عن طبيعة عمله أجاب: مختص نفسي، وهذا دليل على أن الوضع بغزة أثر في نفسية الجميع بلا استثناء، مع اختلاف نسبة التأثير.

























































