سلطتهم ودولتنا - نتانياهو هو الاب الروحي لدونالد ترامب وليس العكس

الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام

دونالد ترامب ، لا هو بطل حرب ولا هو صانع سلام . ترامب رجل اعمال فج فشل مرتين في قيادة الشعب الأمريكي نحو الحضارة الإنسانية وأعادها الى مربع العالم السفلي والعدوان اللفظي الذي لم يعد يشد انتباه النقاد . في فترة حكمه الأولى كانت الصحافة الغربية ( هي التي روّجت له كظاهرة تستحق التجربة ) تكترث كثيرا بتجاوزاته العدوانية تجاه الاخرين وضد الشعوب الأخرى ، وبدلا من انتقاده على هذا السلوك المنحط راحت تقدم اخباره كوجبة مسلية تستحق الخبر الأول . وجعلت بعض القنوات الامريكية من هجومه المتواصل على الخصوم والمقامات والشعوب والرموز الدينية مدعاة مجد وقوة !!!

ويعتقد البعض ان ترامب هو الاب الروحي لدونالد ترامب ، وفي الحقيقة ان نتانياهو هو الاب الروحي لدونالد ترامب ، ولا يحتاج الامر الى ذكاء لنعرف ان ترامب معجب جدا بشخصية رئيس وزراء الاحتلال وتشبثه بالحكم حتى كتب العديد من المحللين والمراقبين وقادة الامن في العالم ان نتانياهو هو الذي يحكم أمريكا وقرارات البيت الأبيض وليس العكس . بل ان ترامب في الأشهر الستة الأخيرة يقلد نتانياهو في الشأن الداخلي الأمريكي ويحاكي خطواته .

مطلوب نواة سياسية صلبة وشعار واضح وأدوات طاهرة

اعلان الدولة لا يحتاج الى سلطة ، ولكن إقامة السلطة كان يحتاج الى شرعية منظمة التحرير .. فقد أنجزت منظمة التحرير في الشتات اعترافا دوليا وفتحت سفارات وكانت حاضرة في الأمم المتحدة وفي المحافل الدولية .

الأشهر التي يعيشها الفلسطينيون الان صعبة وقاسية ولا يعلم بحال المواطن الا الله . ولكن :

ممنوع اتخاذ قرارات مصيرية تحت الضغط وتحت تهديد المتطرفين .

المطلوب نواة سياسية صلبة قادرة على التفكير بإيجابية .

المطلوب أدوات طاهرة ونماذج تليق باللحظة التاريخية الصعبة ، ولا يليق بمسؤول العيش بترف ورحلات استجمام بينما شعبه لا يجد لقمة الخبز لأطفاله .

المطلوب ان تبقى غزة وشعبنا في غزة هو الاهتمام الأول في كل سلوكنا السياسي وخطابنا الداخلي .

بقي عدة اشهر لحكومة المستوطنين والمتطرفين التي شكلها نتانياهو ، والمطلوب ان يصمد العرب والمسلمين فقد تعب بعض العرب والمسلمين ، تعبوا كثيرا وهم يشاهدون الشعب الفلسطيني وهو تحت القصف ويذبح ويموت ونحن نعتذر لهم لأننا تسببنا لهم بالكدر والحزن .

هناك دولة تعتبر نفسها صديقة للعرب وصديقة لفلسطين لم يخرج منها أي تظاهرة تضامن مع غزة او مع الفلسطينيين لأنها تحكم على من يتظاهر ضد إسرائيل بالسجن ست سنوات !!!

واما الدول غير العربية وغير المسلمة فيخرج منها كل يوم مئات الاف وملايين المتظاهرين والوزراء يهتفون للعدالة ولرفع الظلم عن فلسطين وعن اهل غزة !!