اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٧ نيسان ٢٠٢٥
تواصل قيادة السلطة وأبناؤها إظهار أنهم فوق القانون في الضفة الغربية، فقد باتت حوادث البلطجة من أبناء المسؤولين مشهدًا مألوفًا يثير استياء المواطنين، ويؤكد حالة الانفلات المتعمّد.
آخر هذه الحوادث تمثل في الاعتداء السافر من أبناء محمود الهباش، مستشار رئيس السلطة للشؤون الدينية، على أحد رجال شرطة المرور في قلب رام الله.
وفي تفاصيل الحادثة التي أثارت غضبًا شعبيًا واسعًا، أوقف أحمد الهباش مركبته في مكان ممنوع بالقرب من دوار المنارة وسط المدينة. وعند تدخل شرطي المرور لتحرير مخالفة قانونية له، انفجر أحمد غاضبًا وانهال على الشرطي بالشتائم والتهديدات اللفظية.
ولم تتوقف الأمور عند هذا الحد؛ إذ حضر أنس الهباش سريعًا إلى المكان بناءً على اتصال شقيقه، وبدلًا من احتواء الموقف، انخرط مع شقيقه في الاعتداء على الشرطي والقوة الأمنية المرافقة.
مقطع فيديو وثّق المشهد الفاضح، حيث ظهر أبناء الهباش وهما يشتمان ويهددان رجال الشرطة بكل وقاحة، دون أي اعتبار لهيبة الدولة أو سلطة القانون.
هذه الحادثة ليست الأولى التي يظهر فيها أبناء الهباش سلوكياتهم الفوقية؛ فقد سبق أن أُلقي القبض على أنس الهباش لحيازته مواد مخدرة، في واقعة شكلت آنذاك صدمة للرأي العام.
وأعادت الحادثة للواجهة مجددًا الحديث عن فساد أبناء المسؤولين وتغوّلهم على المواطنين العزّل، وسط حالة من الإحباط الشعبي من غياب أي محاسبة حقيقية لهؤلاء، الذين يعتقدون أن مناصب آبائهم تمنحهم حصانة مطلقة ضد القانون.
ويتساءل الشارع الفلسطيني: إلى متى ستبقى الضفة الغربية رهينة نزوات أبناء الكبار، في ظل سلطة تتغاضى عن جرائمهم وتوفر لهم الغطاء السياسي والأمني؟
عقب انتشار الفيديو، انفجرت موجة عارمة من الغضب على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث عبّر المواطنون عن سخطهم من الفساد وحماية أبناء المسؤولين، مؤكدين أن أبناء الهباش يمثلون نموذجًا صارخًا لغياب العدالة وتغوّل أبناء فتح على القانون.
وكتب الناشط فايز سويطي في منشور عبر حسابه في موقع 'فيسبوك': 'بلطجة أولاد الهباش تتكرر مرة أخرى. قبل سبع سنوات تقريبًا، اتصل بي أحد أفراد مكافحة المخدرات قائلًا: (أخ فايز، مسكنا ابن الهباش متلبسًا وبحوزته مخدرات. حاولنا اعتقاله فاتصل بأخيه الأكبر أنس وجاء مصطحبًا معه عسكريًّا كبيرًا من أمن الرئاسة، وخلصوه منا. رجاءً اكتب عن الموضوع). وكتبت في حينه، واليوم يتكرر نفس المشهد'.
القاضي السابق الدكتور أحمد الأشقر علّق على الواقعة قائلًا: 'لا أدري مدى صحة ما تم نشره من وثيقة شرطي المرور حول الاعتداء عليه من قبل أبناء مسؤول رفيع، ولكن إن صحت الرواية، فإن هؤلاء يجب أن يُقدموا لمحاكمة عاجلة وعادلة، وأن ينالوا عقابًا مشددًا... احترام رجل المرور أثناء تأدية واجبه واجب قانوني وأخلاقي، ولا يجوز مطلقًا التغاضي عن مثل هذه الجرائم تحت ذريعة أنهم أبناء مسؤولين'.
وفي السياق ذاته، طالب الناشط عامر حمدان، مدير عام الشرطة الفلسطينية اللواء علام السقا، باتخاذ موقف حازم، قائلًا: 'نطالبكم بحماية رجال الشرطة من زعرنة أبناء المسؤولين، لأن الكرامة العامة وهيبة الدولة أهم بكثير من إزالة السيارات المشطوبة من الشوارع. لو كان المعتدي مواطنًا بسيطًا، لقضى أسبوعين على الأقل يتوسل لإطلاق سراحه!'.
أما الناشط عقيل عواودة، فكتب ساخرًا عبر حسابه الشخصي: 'تنويه عاجل: حفاظًا على سلامتكم، ننصح بعدم الاقتراب من رام الله حاليًا... أبناء سماحة الهباش معصّبين، والبلد فيها ما يكفيها من هموم!'