اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٧ تشرين الثاني ٢٠٢٥
أكد الناطق باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا عدنان أبو حسنة أن انتهاء عمل ما يُعرف بـ'مؤسسة غزة الإنسانية' (GHF)، المدعومة أميركيًا وإسرائيليًا لم يكن مفاجئًا، مؤكدًا أن المؤسسة فشلت في تحقيق أي أثر حقيقي في مواجهة الكارثة الإنسانية في قطاع غزة خلال الأشهر الماضية.
وقال أبو حسنة لصحيفة 'فلسطين'، إن هذه المؤسسة التي رُوج لها كحل للأزمة الإنسانية في غزة 'ليست سوى 'مجموعة من العسكريين المتقاعدين بلا أي خبرة في العمل الإنساني'، لافتًا إلى أن الشكوك السياسية والعسكرية التي رافقت إنشاءها كانت واضحة منذ البداية، باعتراف مسؤولين إسرائيليين قالوا إن الهدف كان دفع السكان للنزوح نحو جنوب القطاع عبر أربع نقاط غذائية فقط، مقارنة بـ400 نقطة تابعة للأونروا.
وكانت مؤسسة غزة الإنسانية، والتي واجهت انتقادات شديدة من الأمم المتحدة، أعلنت الاثنين الماضي أنها اختتمت مهمتها في قطاع غزة، بعد انتقادات على مدى أشهر إثر تسببها باستشهاد مئات الفلسطينيين خلال محاولتهم الوصول إلى مراكزها.
وأصدرت المؤسسة هذا الإعلان بعد أسابيع من تعليق عملياتها عقب وقف إطلاق النار في غزة في العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. وخلال عملها، لم تنسق المؤسسة عملية توزيع المساعدات الغذائية مع الأمم المتحدة أو وكالات الإغاثة المعروفة؛ ما أثار استياءًا دوليًا واسعاً.
وبدأت 'غزة الإنسانية' توزيع الغذاء على الفلسطينيين المحتاجين في القطاع أواخر مايو الماضي، وكانت معظم مراكزها تقع في جنوب غزة، بعيداً عن العدد الأكبر من السكان. ونظراً لبعد مراكزها، اضطر الفلسطينيون إلى السير مسافات طويلة للحصول على المساعدات.
استبدال الأونروا
وأضاف أبو حسنة أن فشل المؤسسة كان متوقعًا: 'قلنا منذ البداية إنها لن تستطيع مواجهة الكارثة الإنسانية، ولن تتمكن من استبدال منظومة الأمم المتحدة، وخاصة الأونروا التي تعمل منذ أكثر من 76 عامًا، ولديها 12 ألف موظف وقاعدة بيانات واسعة وكل الخبرات اللازمة لإدارة عمليات توزيع المساعدات'.
ورغم زعم المؤسسة توزيع ملايين الوجبات في القطاع، يشير أبو حسنة إلى أن هذه الأرقام غير معروفة ولا يمكن التحقق منها، موضحًا أن المؤسسة بنت حساباتها على كمية 'الكالوريز' المفترضة لكل شخص، لكنها لم تقدم أي مساهمة حقيقية لإنقاذ الوضع الإنساني، بدليل أن الأمم المتحدة نفسها أعلنت خلال فترة عمل المؤسسة أن غزة دخلت مرحلة المجاعة، مع وجود أكثر من نصف مليون إنسان جائع أو مُجوّع.
وأوضح أن إنهاء عمل المؤسسة يؤكد فشل المحاولات الإسرائيلية المتكررة لاستبدال الأونروا، سواء عبر إنشاء تجمعات محلية، أو توزيع المساعدات عبر المخاتير، أو عبر الممر المائي. وقال: 'ثبت عمليًا على الأرض أنه لا يمكن استبدال الأونروا، خاصة في ملف توزيع الغذاء، أما في التعليم والصحة، فلا أحد يستطيع أن يحل مكاننا'.
وأشار إلى أن الوكالة استعادت 300 ألف طالب للعملية التعليمية، ويُعالج يوميًا نحو 15 ألف مريض، إضافة إلى جمع النفايات الصلبة، وتوزيع المياه، وتقديم الدعم النفسي، وغيرها من الخدمات الأساسية التي ترتبط بحياة الفلسطينيين اليومية.
انهيار إنساني
وحول عمل الوكالة الحالي، أكد أبو حسنة أن الأونروا تواصل تشغيل المدارس والعيادات والنقاط الصحية المتنقلة، مبينًا أنها الجهة الوحيدة التي تعمل بشكل مؤسسي في القطاع، رغم أن دخول المساعدات أقل بكثير مما يجب.
وأشار إلى أن لدى الأونروا 6000 شاحنة محملة بمواد غذائية تكفي قطاع غزة لثلاثة أشهر، إضافة إلى مئات آلاف الخيام والبطانيات والفرش والأدوية 'لكنها جميعًا تنتظر على أبواب القطاع بسبب المنع الإسرائيلي'.
وأوضح أن منظمات أخرى تضطر لتسليم الأونروا المواد الغذائية التي تتمكن من إدخالها لأنها 'لا تستطيع تنفيذ العمليات اللوجستية المعقدة'، في حين تمتلك الأونروا القدرة على الوصول إلى كل الفلسطينيين في كل مناطق القطاع.
وذكر أن ما يدخل من مساعدات اليوم أفضل نسبيًا مما كان قبل وقف إطلاق النار، لكنه غير كافٍ، إذ لا يزال منع مئات الأصناف الغذائية وغير الغذائية قائمًا، بينها قطع غيار لمحطات التحلية والصرف الصحي، أجهزة طبية، أدوية وتطعيمات، وبروتينات أساسية، مؤكدًا أن مواجهة الانهيار الإنساني 'بطيئة'، وأن دخول عشرات آلاف الأطنان التي اشترتها الأونروا سيُحدث فرقًا كبيرًا، لو سمحت (إسرائيل) بذلك.
المشروع الأمريكي
وبشأن مستقبل الأونروا في ظل القرار الأممي الأخير المبني على مشروع القرار الأميركي، قال أبو حسنة إن النسخة النهائية من القرار لم تستبعد الأونروا، بل تحدثت عن 'منظمات الأمم المتحدة بشكل شامل بدون اشتراطات'، وهو ما اعتبره نقطة إيجابية.
وأضاف أن الواقع على الأرض هو ما يحسم الأمر، 'الناس في غزة تثق بالأونروا منذ 76 عامًا. نحن الجهة الأكثر حضورًا وتنظيمًا وخبرةً. لدينا 12 ألف موظف، مدارس، عيادات، مراكز توزيع، وقدرة على إعادة العملية التعليمية. نحن تقريبًا الجسم الوحيد المتماسك في القطاع'. ولفت إلى أن المنظمات الأخرى، رغم إدخالها للمواد الغذائية، تعتمد عمليًا على الأونروا في التوزيع لعدم امتلاكها القدرات اللوجستية.
وختم أبو حسنة حديثه 'الأونروا ليست 'جمعية خيرية إسرائيلية تخضع للقانون الإسرائيلي حتى يمكن منعها'، وأن أي جهة ترغب في إنهاء عمل الوكالة عليها أن تنتظر التصويت الأممي الشهر القادم على تجديد التفويض للوكالة الأممية، مشددًا على أنها ستواصل عملها في غزة والضفة ولبنان وسوريا والأردن، وكل أماكن تقديم خدماتها للفلسطينيين.

























































