اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٨ تموز ٢٠٢٥
لم تهدأ العاصفة التي أثارتها زيارة وفد من أئمة يُقال إنهم يمثلون الجاليات المسلمة في أوروبا، إلى إسرائيل، ولقائهم بالرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ في القدس المحتلة، في وقت تواصل فيه إسرائيل حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة.
الزيارة، التي قادها الإمام الفرنسي من أصول تونسية حسن الشلغومي، فجّرت موجة من الغضب الشعبي والإعلامي في أوساط الجاليات المسلمة ونشطاء مناهضين للتطبيع في العالم العربي وأوروبا، وسط اتهامات مباشرة للوفد بـ'العمالة' و'خيانة القضية الفلسطينية'.
الوفد، الذي ضم شخصيات من فرنسا وبلجيكا وهولندا والمملكة المتحدة وإيطاليا، ظهر في مقاطع مصورة وهو يشارك في طقوس بروتوكولية أمام الرئيس الإسرائيلي، فيما أنشد أحد أفراده النشيد الوطني الإسرائيلي 'هتكفا'، وسط انتقادات حادة اعتبرت المشهد مهينًا ومجرد 'خضوع مذل' لرئيس دولة متورطة في حرب إبادة ضد الفلسطينيين، على حد تعبير مدونين.
الرئيس الإسرائيلي سارع إلى التفاخر بالزيارة، مؤكدًا في منشور له عبر منصة 'إكس' (تويتر سابقًا) أنه استضاف 'قيادات مسلمة مهمة من أنحاء أوروبا'، معتبرًا أن اللقاء يعكس رغبة في 'بناء الجسور والحوار' بين الأديان، وسط ما وصفه بـ'التوتر العالمي بين اليهود والمسلمين'.
لكن الزيارة وُوجهت بإدانة شديدة من مؤسسات دينية وشعبية، كان أبرزها بيان صادر عن المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، الذي وصف اللقاء بأنه 'جريمة ما فوق التطبيع'، مؤكّدًا أن الوفد يضم 'منتحلي صفة أئمة' لا يمثلون الجاليات الإسلامية. ووفق المرصد، فإن التحريات أظهرت أن الوحيد الذي يحمل صفة إمام فعلًا هو يوسف مصيبح، مغربي الجنسية، إمام مسجد بلال في مدينة ألكمار الهولندية.
وقد سارعت إدارة المسجد إلى إصدار بيان تتبرأ فيه من مشاركته، مؤكدة أنه تصرّف فردي لا يمثل المؤسسة، وأعلنت وقفه عن العمل واتخاذ إجراءات قانونية بحقه 'لما سبّبه من ضرر بالغ لسمعة المسجد'، بحسب ما جاء في بيان لمبادرة الأئمة والدعاة في هولندا.
تدوينات عديدة على منصات التواصل وصفت المشاركين بأنهم 'شرذمة من الأئمة المزيفين'، واعتبرت ما جرى 'اختراقًا للموساد'، بينما ذهب آخرون إلى وصفهم بأنهم 'عمائم على باب التطبيع'، في إشارة إلى خضوعهم الرمزي لإسرائيل في ظل مجازر غزة.
وكتب الباحث المغربي التجاني بولعوالي أن المشاركين 'نكرات لا يمثلون أحدًا'، فيما اعتبر الشيخ الحسن بن علي الكتاني أن على المسلمين 'مقاطعة الصلاة خلف هؤلاء المشايخ الذين جلبوا العار'.
كما استُغلت الزيارة من قبل خصوم التيارات الإسلامية للهجوم على عموم الإسلاميين، حيث قال الصحفي محمد الضو السراج إن 'الإخوان المسلمين ينددون في المغرب ويطبّعون في أوروبا'، وهو ما رد عليه ناشطون بأن الزيارة تمثل قلة لا علاقة لها بالمؤسسات الإسلامية الحقيقية.
الحدث، الذي روجت له منظمات مقربة من دوائر إسرائيلية مثل 'شبكة الريادة الأوروبية (إلنت)'، فتح باب النقاش واسعًا حول واقع الاختراق الثقافي والديني الذي تمارسه إسرائيل في أوروبا تحت يافطات الحوار والتسامح الديني، في وقت لا تزال فيه غزة تحت القصف، وآلاف الشهداء تحت الركام.