اخبار فلسطين
موقع كل يوم -ار تي عربي
نشر بتاريخ: ١١ أيلول ٢٠٢٥
من المستحيل أن تشعر أية دولة عربية بالارتياح لاستعداد الولايات المتحدة لرؤية قطر تُضرب. وطريق التعايش بين الفلسطينيين والإسرائيليين يبدو مسدوداً . مارك تشامبيون – بلومبيرغ
يمكن اعتبار الغارة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت قادة حماس في قطر يوم الثلاثاء رمزًا للحرب على غزة. فمن حيث المبدأ، كان الطرفان يدرسان اقتراحاً أمريكياً أخيراً للتوصل إلى اتفاق يفرج فيه عن جميع الرهائن المتبقين وينهي الحرب. وعملياً، نفذت حماس يوم الاثنين هجوماً على محطة حافلات في القدس أسفر عن مقتل 6 مدنيين أبرياء وإصابة آخرين. ومضت إسرائيل قدماً في حملتها للقضاء نهائياً على حماس في مدينة غزة، ثم حاولت قتل مفاوضي الحركة في قطر.
يبدو من المشكوك فيه أن أي طرف في هذه الدراما تصرف بحسن نية في محاولاته المعلنة لإيجاد حل تفاوضي. حتى الولايات المتحدة بدت وكأنها تقترح اتفاق سلام يعتمد كلياً على ثقة قادة حماس بكلمة إدارة ترامب عندما قالت إنها ستمنع إسرائيل من استئناف الحرب. لكن لماذا يفعلون ذلك؟
إن غياب أي التزام أمريكي جاد بالتوصل إلى اتفاق يبدو واقعاً حقيقياً، لا سيما مع استمرار البيت الأبيض في الترويج لخططه، التي كانت تُعتبر خيالية في السابق، لإخلاء القطاع وإعادة إعماره. ورغم أن القادة الإسرائيليين سارعوا إلى التأكيد على أن هجومهم على قطر، التي تستضيف قاعدة جوية أمريكية رئيسية، كان عملية مستقلة، يبدو أن إدارة ترامب أُبلغت به قبل وقوعه مباشرة. ورفض مسؤول في البيت الأبيض الإدلاء بمزيد من التفاصيل عندما سُئل عما إذا كانت الولايات المتحدة قد لعبت دوراً في تنسيق الهجوم أو وافقت على الخطة، لكن أي دولة عربية لن تشعر بالارتياح لاستعداد الولايات المتحدة لرؤية قطر تُضرب.
إن طريق التعايش يزداد غموضاً. ومع ذلك، ينبغي أن يكون قلق كل قائد إسرائيلي وفلسطيني وإقليمي هو أن ما يشهدونه ليس التصعيد النهائي للصراع، بل بداية وضع طبيعي جديد: مستقبل تكون فيه إسرائيل تحت تهديد دائم بالهجمات، والمنطقة في ترقب دائم لردها. وكما هو الحال دائماً، ستكون الخسائر في الغالب من المدنيين، مع وجود خطر اندلاع حرب أوسع بين الدولتين دائماً.
منذ نهاية الأسبوع، شنّ سلاح الجو الإسرائيلي غارات جوية على أهداف في ثلاث دول - لبنان وقطر وسوريا - بالإضافة إلى هدم مباني سكنية في مدينة غزة. ومن المرجح أن يكون إجمالي عدد القتلى جراء هذه الهجمات كبيراً. وقد استنكرت الدول الثلاث المستهدفة ما وصفته بانتهاكات سيادتها.
يزعم المتشددون الإسرائيليون أن الهجوم على قيادة حماس في قطر هو ببساطة نوع العدوان اللازم لتحقيق النصر. فهم يعتقدون أن بلادهم لن تكون آمنة حتى يتم طرد الفلسطينيين قسراً، ليس حماس فحسب، بل الفلسطينيين ككل - سواء في غزة أو الضفة الغربية؛ إذ أنهم يؤمنون بأن أعداء إسرائيل لن يستسلموا إلا عندما يدركون، كما قال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش يوم الثلاثاء: 'الإرهابيون لا حصانة لهم ولن يتمتعوا بها' في أي مكان في العالم.
ويمكن للمرء أن لا يتعاطف مع قادة حماس لكن الأفراد الذين استُهدفوا في قطر يوم الثلاثاء ليسوا التهديد الأكبر. وسيبقى هناك نسخ أخرى مقاومة تحت مسميات مختلفة إلى أن يتم التوصل إلى اتفاق يقبله الفلسطينيون والإسرائيليون. وحتى ذلك الحين سيستمر الصراع دون سلام ودون أمن للطرفين.
المصدر: بلومبيرغ
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب