اخبار فلسطين
موقع كل يوم -سما الإخبارية
نشر بتاريخ: ١١ حزيران ٢٠٢٥
من جديد سالت دماء المجوعين على أعتاب مراكز توزيع المساعدات التي تخضع لسيطرة قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي استهدفتهم بشكل متعمد، بعد دخولهم المنطقة المعروفة باسم “مصائد الموت”، واستشهد وأصيب عشرات المواطنين، فيما واصل جيش الاحتلال شن هجماته العنيفة على القطاع، والتي أوقعت الكثير من الضحايا بينهم أحد أفراد طاقم المشفى الميداني الأردني.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، عن ارتقاء 123 شهيد، وإصابة 474 مواطن خلال الـ 24 ساعة الماضية، وقالت إن حصيلة العدوان الإسرائيلي ارتفعت إلى 55,104 شهيدا و127,394 إصابة منذ السابع من أكتوبر 2023، فيما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
مجازر المساعدات
ولم يلبث أن وصلت جموع المجوعين الذين يخاطرون بحياتهم للحصول على قوت أطفالهم واسرهم اليومي، إلى مقربة من مركز التوزيع الذي يخضع للآلية الإسرائيلية، وتشرف على إدارته الشركة الأمريكية، في محيك “محور نتساريم”، حتى فتحت قوات الاحتلال النار على المواطنين الذين قدموا من مناطق في مدينة غزة والشمال ومن وسط القطاع.
وذكرت مصادر طبية أن 25 مواطنا استشهدوا جراء هذه المجزرة الجديدة اتي استهدفت المجوعين، فيما أصيب أكثر من 200 آخرين بينهم شبان ورجال كبار في السن ونساء، حيث جرى نقل الضحايا إلى عدة مشافي في مدينة غزة ووسط القطاع، وأعلنت مستشفى القدس عن استقبال 6 شهداء وأكثر من 95، فيما أعلن مستشفى العودة في مخيم النصيرات عن استقبال أربعة شهداء وإصابات كثيرة وصلت من ذلك المكان، فيما جرى نقل باقي الضحايا إلى مشفى الشفاء.
وكالعادة واجهت جموع السكان من طالبي المساعدات صعوبات كبيرة في إيصال الضحايا الذين سقطوا بنيران قوات الاحتلال، خلال محاولتهم الحصول على المساعدات إلى منطقة تواجد عربات الإسعاف، وحسب روايات شهود عيان فأن إطلاق النار عليهم جرى في منطقة مفتوحة يصعب الاحتماء فيها من النيران الكثيفة التي أطلقها جنود الاحتلال، بما يؤكد نية الجيش الإسرائيلي قتلهم، في مشهد تكرر عدة مرات منذ بدء الاحتلال العمل بهذه الآلية.
وفي السياق، أطلقت الآليات العسكرية الإسرائيلية النار من رشاشات ثقيلة، صوب منتظري المساعدات شمال غربي مدينة رفح، والتي يقيم فيها الاحتلال أربعة مراكز توزيع، سبق وأن شهدت مجازر دامية، وذكرت مصادر طبية أن تسعة مواطنين استشهدوا وأصيب آخرون في محيط مركز المساعدات هناك.
ومع تواصل مجازر المجوعين، طالب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، بالوقف الفوري لنقاط توزيع المواد الغذائية الأمنية الأميركية الإسرائيلية، والتي قال إنها “تحولت بفعل ممارسات الاحتلال إلى ممرات وساحات للموت الجماعي، يُستدرج إليها المدنيون الجوعى بفتات من الغذاء، ليواجهوا بعدها رصاص الإعدام وقذائف القتل في مشهد يختصر قسوة الاحتلال وصمت العالم”، مؤكدا أن هذه السياسات ليست حوادث معزولة، “بل هي إستراتيجية إبادة ممنهجة، تُستخدم فيها أدوات الحصار والتجويع لاستدراج المدنيين إلى مصايد القتل تحت مسميات مضللة مثل الإغاثة والممرات الآمنة التي باتت تدار كمسار تصفية جسدية جماعية”.
وقال “هذه الجرائم تمثل تحولا خطيرا في قواعد الإبادة وطرائقها، إذ يتحول الخبز إلى مصيدة، والمساعدة الإنسانية إلى موت، في انتهاك صارخ لكل الأعراف الدولية واتفاقيات جنيف وخاصة ما يتعلق بحماية المدنيين في مناطق الصراع”، محملا حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذه المجازر، كما حذر من أن الصمت الدولي والتغطية السياسية والعسكرية التي توفرها الإدارة الأميركية لحكومة الاحتلال يسهمان في استمرار الجريمة، وطالب بتحقيق دولي مستقل، وفرض حماية دولية عاجلة على المدنيين في قطاع غزة، ومحاسبة مرتكبي المجازر أمام العدالة الدولية، وإسناد توزيع المساعدات الإغاثية والإنسانية كما كانت سابقا إلى منظمة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والأممية.
ودعت حركة حماس الدول العربية، إلى التحرك الفوري والفاعل، وتصعيد كافة أشكال الضغط لـ “وقف جريمة العصر التي تُرتكب بحق شعبنا الفلسطيني، وتثبيت حقه في الحرية والحياة الكريمة”، ونددت بالجريمة ودعت لتفعيل القوانين الإنسانية الدولية التي قالت إنها مصداقيتها “أصبحت على المحك، في ظل هذا الصمت المريب الذي يشجع الاحتلال على التمادي في جرائمه”.
هجمات على مناطق التوغل
وفي سياق قريب، استمرت الهجمات على مناطق وسط قطاع غزة، وارتقى شهيدان وأصيب مواطنون آخرون، جراء استهداف من مسيرة إسرائيلية لمحيط دوار أبو فياض شمال غربي مخيم النصيرات، وذكرت مستشفى العودة، استقبال شهيد وعدد من الإصابات جراء إطلاق طائرات مسيرة عدة قنابل تجاه تجمع للمواطنين في منطقة الدعوة، واستشهد مواطنان وأصيب آخرون في استهداف مجموعة مواطنين قرب جسر وادي غزة على أطراف المخيم، كما ارتقى شهيدان وأصيب آخرون في قصف استهدف نقطة شحن هواتف في شارع البيئة غرب دير البلح.
إلى ذلك فقد أطقت الطائرات المسيرة النار على المناطق الواقعة شرقي المخيم، وعلى شارع جولس شمالا، فيما شنت طائرة مروحية غارة على النصيرات، كذلك تعرضت أطراف المخيم الشمالية هي والمناطق الواقعة شمال مخيم البريج لقصف مدفعي.
أما في مدينة خان يونس فقد تواصلت الهجمات البرية العنيفة على المناطق الواقعة شرق وجنوب ووسط المدينة، والتي صاحبها عمليات قصف جوي ومدفعي عنيف.
وذكرت مصادر من المدينة أنه جرى انتشال جثمان شهيد من بلدة عبسان الكبيرة شرقا، والتي تتعرض لهجوم بري كبير، فيما سقط 12 شهيدا حتى ساعات الظهيرة، جراء سلسلة غارات استهدفت مناطق متفرقة في المدينة، من عائلات صيام وأبو هداف والنجيلي وأبو جامع وأبو علون وأبو مور وأبو العوف والعرجاني، حيث جرى تشييع جثامينهم من مشفى ناصر غرب المدينة، بعد إتمام صلاة الجنازة، في مشهد حزين يتكرر كل يوم.
إصابة أحد أفراد الطاقم الأردني
وأصيب ممرض أردني أصيب جراء قصف إسرائيلي طال محيط المستشفى الميداني الأردني غربي خان يونس، وصرح مصدر عسكري مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية، بأن الممرض أصيب باليد والفخذ الأيسر بواسطة شظية أثناء تواجده داخل المستشفى، وأنه تم إدخاله لغرفة العمليات لإجراء الجراحة اللازمة، مبيناً أن حالته العامة متوسطة وسيتم إجلاؤه إلى أراضي المملكة تمهيداً لاستكمال علاجه.
إلى ذلك فقد واصلت قوات الاحتلال عمليات القصف المدفعي العنيف على مناطق التوغل، وطال القصف البلدات الشرقية والمناطق الواقعة جنوب خان يونس، ومنها بلدات القرارة وعبسان وخزاعة ومنطقة بطن السمين وقيزان أبو رشوان.
وكان جيش الاحتلال أصدر مؤخرا تحذيرا لغالبية سكان المدينة بالنزوح القسري والتوجه إلى غرب المدينة وتحديدا في منطقة المواصي، وبدء عملية توغل برية لا تزال مستمرة وتتويع يوما بعد يوم.
في الموازاة استمرت هجمات جيش الاحتلال على مدينة غزة، وأعلنت مصادر طبية عن استشهاد أربعة مواطنين من عائلات أبو رمضان والشندغلي، جراء قصف إسرائيلي استهدفهم في منطقة الصفطاوي شمال غربي المدينة، فيما جرى تقل سبعة شهداء إلى المستشفى الأهلي، جراء استهدافهم في حي التفاح.
وجاء ذلك في وقت واصلت فيه قوات الاحتلال قصف عدة مناطق تقع في أحياء الشجاعية والتفاح شرقا، وكذلك في حي الزيتون جنوب شرق المدينة.
كذلك واصلت قوات الاحتلال هجماتها على بلدات ومناطق شمال القطاع، والتي تتعرض لهجوم بري كبير منذ عدة أسابيع، أجبر غالبية عوائل تلك المناطق على النزوح القسري، حيث لا تزال عمليات النزوح مستمرة تجاه مدينة غزة، بعد انذار جيش الاحتلال خلال اليومين الماضيين أحياء جديدة هناك.
وارتقى عدد من الشهداء وأصيب أخرون جراء استهداف طائرات الاحتلال منزلًا بشارع غزة القديم في جباليا البلد، وتعرضت بلدات بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا وكذلك مخيم جباليا وأحياء زايد وتل الزعتر لهجمات عديدة من قبل قوات الاحتلال.
أوضاع صحية صعبة
وبسبب تزايد الهجمات وارتفاع أعداد الضحايا قالت وزارة الصحة في قطاع غزة، إن ️هناك حالة من الاكتظاظ الشديد تشهدها المستشفيات مع استمرار منع الاحتلال إدخال الإمدادات الطبية المنقذة للحياة.
وأشارت إلى أن ️مئات المرضى والجرحى يُعانون من عدم استكمال التدخلات العلاجية لهم نتيجة الاستنزاف الحاد فيما تبقى من أقسام طبية، وحذرت من أن ️الوضع الصحي في محافظة شمال قطاع غزة “كارثي بعد إخراج كافة المستشفيات عن الخدمة”.
وقالت “️ما تبقى من مستشفيات عاملة مُهددة بانهيار الخدمات التي تُحاصر بأزمات خانقة تستحيل معها استمرار تقديم الخدمة الصحية”، مشيرة إلى أن ️الحلول الطارئة والتدخلات الاسعافية “لن تكون ذات معنى مع تفاقم المؤشرات الصحية والإنسانية الى مستويات ونتائج يصعب مُعالجتها”، وجددت النداء العاجل إلى كافة الجهات المعنية بالتدخل الفوري لإنقاذ المنظومة الصحية في قطاع غزة ومنع انهيارها.
هجمات المقاومة
وتصديا لهجمات الاحتلال، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أن ناشطيها تمكنوا من قنص جندي إسرائيلي ببندقية “الغول” القسامية في منطقة السناطي شرق بلدة عبسان الكبيرة شرق مدينة خان يونس، وقالت إن ناشطيها رصدوا هبوط الطيران المروحي للإخلاء.
من جهتها أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي إن ناشطيها أبلغوا بعد عودتهم من خطوط القتال، عن تدمير آلية عسكرية إسرائيلية بتفجير عبوة برميلية شديدة الانفجار مزروعة مسبقاً، في منطقة قيزان النجار جنوب مدينة خان يونس، وقالت كذلك إن ناشطيها يخوضون اشتباكات ضارية بالأسلحة المناسبة مع جنود وآليات الاحتلال المتوغلين شمال المدينة.
وفي سياق متصل أفادت هيئة البث الإسرائيلية، مساء اليوم، بإصابة 4 جنود بجروح متوسطة في معارك خان يونس في حادثتين منفصلتين اثنان نتيجة قذيفة صاروخية أطلقت على دبابة والآخران نتيجة نيران قناص.