اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٣ حزيران ٢٠٢٥
أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة الدكتور حسن نافعة أن العالم العربي لن يحقق نهضته إلا إذا تبنى مشروعًا مقاومًا شاملا يواجه المخططات الصهيونية والأمريكية في المنطقة، ويستند إلى تحالفات استراتيجية مع الأطراف التي تشاركه نفس الأهداف، وعلى رأسها إيران.
وقال نافعة لصحيفة 'فلسطين': إن 'هزيمة دولة الاحتلال ليست مستحيلة، بل ممكنة إذا توفرت إرادة عربية موحدة واستراتيجية واضحة في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية'.
وأوضح أن الولايات المتحدة لم تعد مؤهلة لقيادة النظام العالمي في المرحلة المقبلة، مشيرًا إلى تراجع هيمنتها وفقدانها للثقة الدولية.
وشدد على أن المطلوب من العرب فتح آفاق تعاون قوية ومتينة مع دول الجنوب، مثل الهند والبرازيل، ومع القوى الصاعدة عالميًا كالصين وروسيا.
وحول التصعيد العسكري بين الاحتلال وإيران، قال نافعة: إن 'الضربات الإسرائيلية ضد إيران لم تكن مفاجئة في حد ذاتها، لأن الجميع يدرك أن تل أبيب كانت تخطط منذ أكثر من عقد لشن حرب ضد طهران'. وأشار إلى أن المفاجأة كانت في التوقيت، إذ جاءت بالتزامن مع الإعلان عن جولة جديدة من المفاوضات الأمريكية الإيرانية في مسقط، والتي كان من المتوقع أن تتوج باتفاق قريب حول الملف النووي الإيراني.
ورأى أن بعض المحللين بالغوا في تقدير قوة الاحتلال، واعتقدوا أنها باتت قادرة على خوض حرب طويلة وتحقيق نصر حاسم، حتى ضد قوى إقليمية كبرى مثل إيران، لكن، بحسب نافعة، فإن هذا التقدير يتغافل عن حقيقة أن (إسرائيل) لم تحقق أي انتصار حاسم ضد فاعلين غير دوليين، مثل حركة حماس وحزب الله، رغم التفوق العسكري الهائل.
ولفت إلى أن الحرب الحالية تختلف عن سابقاتها، وأن امتدادها إلى إيران سيضع (إسرائيل) أمام تحديات استراتيجية وأمنية غير مسبوقة.
وأشار إلى أن الاحتلال فشل في القضاء على المقاومة في غزة، رغم الدمار الهائل، وأن حزب الله لا يزال يحسب له حساب، فيما تواصل جماعة أنصار الله إطلاق صواريخها ومسيراتها.
طاعة عباس
وانتقد نافعة بشدة أداء السلطة في رام الله، مؤكداً أكد أن رئيسها محمود عباس يدير الشأن منذ أكثر من عشرين عاماً، قدم خلاله كل أشكال الطاعة والولاء للاحتلال الإسرائيلي، وتعاون معه أمنياً على مختلف المستويات، بما في ذلك ملاحقة عناصر المقاومة المسلحة.
وقال الخبير المصري، إن هذا النهج لم يشفع لعباس لدى المجتمع الإسرائيلي، ولم يقنعه بأن الوقت قد حان لقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، رغم أن هذه الأراضي لا تمثل سوى 22% من مساحة فلسطين التاريخية.
ورأى نافعة أن المجتمع الإسرائيلي ازداد صلفاً وغطرسة مع كل تنازل جديد قدم من السلطة، واعتبر تلك التنازلات علامة ضعف وليست مرونة سياسية.
وأضاف أن من المفيد تذكير عباس بأن القضية الفلسطينية كانت قد طواها النسيان تماماً قبل اندلاع عملية 'طوفان الأقصى'، مشيراً إلى أن السعودية كانت على وشك الانخراط في 'اتفاقيات أبراهام' دون أي اشتراط بإقامة دولة فلسطينية.
وأوضح، لولا عملية طوفان الأقصى، وما تلاها من صمود أسطوري للمقاومة الفلسطينية وعموم الشعب، لما عادت القضية لتتصدر جدول أعمال النظام الدولي، بل وربما ما كانت فرنسا لتنضم إلى السعودية في رعاية المؤتمر الدولي المزمع عقده في نيويورك لرسم خريطة طريق نحو الدولة الفلسطينية.
وحذّر نافعة من خطأ سياسي فادح قد يرتكبه عباس، يتمثل في اعتقاده أن مطالبة حماس بتسليم سلاحها قبل قيام الدولة الفلسطينية سيشجع المجتمع الدولي على التحرك الجاد. وأكد أن الحقيقة هي العكس تماماً، وأن مثل هذه المطالب تعرقل أكثر مما تساهم في تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني.