اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكالة شهاب للأنباء
نشر بتاريخ: ٢٠ أيار ٢٠٢٥
خاص - شهاب
قال المحلل السياسي مأمون أبو عامر إن قرار الاحتلال باستئناف دخول المساعدات إلى قطاع غزة بعد توقفها في 2 مارس 2025، لا يعكس تحولاً في الموقف الإسرائيلي بقدر ما هو نتاج ضغوط خارجية وتفاهمات غير معلنة.
ويشير أبو عامر في تصريح خاص بوكالة شهاب إلى أن القرار جاء بعد اتفاق مسبق بين حركة حماس والوسطاء الدوليين، حيث قدمت الحركة مبادرتها لفتح باب التفاوض، فيما مارست الولايات المتحدة ضغوطاً مكثفة على إسرائيل لقبول إدخال المساعدات كـ'إشارة إنسانية' تهدف إلى تحسين الصورة الأمريكية دولياً وتمهيد الطريق لعملية سياسية محتملة.
ويُلفت إلى أن التأخير في تنفيذ القرار يعود إلى محاولة نتنياهو تقديمه كـ'إنجاز' إسرائيلي مستقل، بينما الواقع يُظهر أنه خاضع للإملاءات الأمريكية.
من جهة أخرى، يرفض أبو عامر الرواية الإسرائيلية الرسمية التي تربط القرار بـ'أهداف عملية عربات جدعون'، موضحاً أن الخطة الحقيقية تهدف إلى إجبار النازحين في غزة على التمركز في مناطق محددة، خاصة في الجنوب، لتلقي المساعدات هناك، بما يتماشى مع المخطط الإسرائيلي لإعادة ترتيب القطاع جغرافياً وديموغرافياً. بذلك يحاول نتنياهو تسويق القرار للجمهور الإسرائيلي كخطوة 'أمنية' وليس إنسانية.
ويؤكد المحلل أن القرار نابع من عوامل فرضت نفسها على إسرائيل، أبرزها تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة مع انتشار المجاعة والأوضاع المأساوية التي أصبحت وصمة أمام المجتمع الدولي، بالإضافة إلى اتفاق غير معلن قد يكون مرتبطاً بملف الأسرى، حيث قد يشكل إدخال المساعدات جزءاً من صفقة لتخفيف التصعيد. كما يبرز دور الضغط الدولي المتصاعد، خاصة بعد إدانة مجموعة السبع وإسبانيا - على لسان رئيس وزرائها - للحرب ووصفها بـ'الإبادة الجماعية'، ما وضع إسرائيل في موقف دفاعي.
وفي سياق متصل، ينتقد أبو عامر محاولات نتنياهو الهروب من النقد الدولي من خلال اتهام المنتقدين بـ'معاداة السامية'، بينما يواجه العالم مشاهد يومية لجرائم حرب واضحة في غزة.
ويشير إلى أن القرار يمثل محاولة فاشلة لتحسين الصورة الإسرائيلية، في وقت يتفاقم فيه العزلة الدولية لإسرائيل بسبب نهج نتنياهو التصعيدي والخطابي.
يختتم أبو عامر تحليله بالتأكيد على أن قرار فتح المعابر لا يعكس تغييراً جوهرياً في السياسة الإسرائيلية، بل هو انعكاس لضغوط دولية وإقليمية لم تعد إسرائيل قادرة على تجاهلها.
ويبقى السؤال الأكبر وفق أبو عامر: هل ستكون هذه الخطوة بداية لمسار سياسي حقيقي، أم مجرد غطاء لاستمرار الحرب بأساليب أخرى؟