اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١٧ نيسان ٢٠٢٥
في ظلمة الزنازين التي لا يدخلها ضوء الرحمة، وفي أقبية التحقيق التي شهدت على صمود الأجساد المُنهكة، سطّر الأسرى الفلسطينيون ملحمة نضالية عنوانها التحدي والكرامة. لم تكن السجون الإسرائيلية مجرد جدران إسمنتية، بل مقابر للموت البطيء، سُطرت خلالها قصص بطولية من المقاومة.
منذ احتلال عام 1967، وحتى اليوم، استُشهد أكثر من 301 أسير فلسطيني داخل سجون الاحتلال، نتيجة التعذيب، الإهمال الطبي، والقتل العمد. وفيما تحاول إسرائيل إخفاء معالم هذه الجرائم، تبقى ذكرى الشهداء الأسرى شاهدة على عنف ممنهج ومأساة مستمرة.
**من نظمي النمس إلى مصعب عديلي: قافلة لا تتوقف**
كانت البداية عام 1967، حين استُشهد الأسير نظمي النمس تحت التعذيب، ليكون أول من افتتح سجل الشهداء خلف القضبان. منذ ذلك اليوم، توالت التضحيات، وكان لكل اسم قصة تروى بدمٍ ووجع.
**أبرز الشهداء:**
إبراهيم أبو مخ (1991) – أقدم الأسرى، استُشهد بعد عقود من الاعتقال.
خالد أبو معلا (1989) – قضى نتيجة الإهمال الطبي.
سامي أبو دياك (2019) – خاض صراعًا مؤلمًا مع السرطان وسط إهمال واضح.
خضر عدنان (2023) – خاض إضرابًا بطوليًا عن الطعام رفضًا للاعتقال الإداري حتى الاستشهاد.
وليد دقة (2023) – رحل بعد صراع طويل مع السرطان داخل المعتقلات.
**تصعيد مروع بعد 7 أكتوبر 2023**
شهدت الحركة الأسيرة الفلسطينية بعد السابع من أكتوبر تصعيدًا غير مسبوق، حيث تعرض مئات الأسرى لحملات تعذيب قاسية وإهمال طبي ممنهج. وسجلت هذه المرحلة استشهاد عدد من الأسرى، أبرزهم:
عمر دراغمة – استُشهد بعد يومين فقط من اعتقاله في سجن مجدو.
محمد وليد حسين علي – فارق الحياة تحت التعذيب في سجن الجلمة.
عدنان البرش – معتقل منذ 2003، استُشهد بعد سنوات من الإهمال.
مصعب عديلي – آخر الشهداء الذين ارتقوا بتاريخ 16 أبريل 2025، في يوم إحياء فعاليات يوم الأسير الفلسطيني، ليرتفع عدد الشهداء إلى 64 منذ بدء حرب الإبادة على غزة.
**احتجاز الجثامين: الجريمة المستمرة**
لم تتوقف معاناة الأسرى وذويهم عند الموت، بل استمرت في صورة احتجاز جثامين الشهداء، إذ تواصل سلطات الاحتلال احتجاز جثامين أكثر من 73 شهيدًا من الأسرى، منهم 62 استُشهدوا بعد 7 أكتوبر، وتُخفى أماكن دفنهم في 'مقابر الأرقام'.
أرقام موجعة وحقائق دامغة
110 شهداء بسبب التعذيب.
105 نتيجة الإهمال الطبي.
79 بعمليات قتل عمد.
7 برصاص مباشر داخل المعتقلات.
هذه الأرقام لا تختصر حكاية الأسرى، بل تؤكد أن سجون الاحتلال ليست فقط مكانًا للاعتقال، بل ساحة مفتوحة لانتهاكات ممنهجة ضد الكرامة والحق في الحياة.
**في الذاكرة والوجدان**
الأسرى الشهداء ليسوا مجرد أرقام في تقارير أو صور على جدران، بل هم نبض وطن حي، وصوت حر لم تنجح الزنازين في كتمه. ستبقى حكاياتهم شعلة تُضيء درب النضال الفلسطيني، ورسالة أمل لكل من يؤمن بعدالة القضية.