اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكالة شمس نيوز
نشر بتاريخ: ١٢ أب ٢٠٢٥
في تحرك دولي جديد يعد الأكبر من نوعه منذ فرض الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة قبل نحو 20 عامًا، أعلنت الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ عن إطلاق 'أسطول الصمود العالمي' (Global Sumud Flotilla) بهدف كسر الحصار البحري المفروض على القطاع منذ 2007، وإيصال مساعدات إنسانية عاجلة لسكانه الذين يواجهون واحدة من أشد الأزمات الإنسانية في العالم.
وبحسب المنظمين، سيبدأ الأسطول رحلته من إسبانيا في 31 أغسطس/آب 2025، على أن تنطلق دفعة ثانية من السفن من تونس في 4 سبتمبر/أيلول، بالتزامن مع إبحار سفن أخرى من موانئ في البحر المتوسط. وسيضم أكثر من 50 سفينة بمختلف الأحجام، تقل نشطاء حقوقيين، وبرلمانيين، وفنانين، وصحفيين، من 44 دولة، في خطوة منسقة دوليًا.
أهداف ورسائل إنسانية
أكدت ثونبرغ في مؤتمر صحفي بمدريد أن الهدف الأساسي للأسطول هو فتح ممر إنساني بحري دائم يتيح تدفق المساعدات إلى غزة بعيدًا عن القيود الإسرائيلية، مشددة على أن 'البحر يجب أن يكون طريق حياة لا جدار موت'.
واعتبرت أن العالم فشل في حماية المدنيين، وأن الوقت حان لتحرك جماعي ضاغط.
يصف مراقبون هذا التحرك بأنه الأوسع منذ 'أسطول الحرية' عام 2010، الذي تعرض لهجوم دموي من القوات الإسرائيلية أثناء محاولته الوصول إلى غزة، وأسفر عن مقتل 10 متضامنين أتراك على متن السفينة 'مافي مرمرة'. تلك الحادثة أثارت حينها أزمة دبلوماسية بين تركيا و'إسرائيل'، وأحدثت صدى واسعًا في الإعلام العالمي.
تاريخ طويل لمحاولات كسر الحصار
منذ فرض الحصار على غزة عام 2007، جرت عدة محاولات بحرية دولية لإيصال مساعدات وكسر القيود المفروضة عليه:
2008: وصول أول القوارب التضامنية إلى ميناء غزة محملة بنشطاء أجانب ومساعدات إنسانية، ما شكل سابقة تاريخية.
2010: حادثة 'مافي مرمرة' التي غيرت مسار العمل التضامني الدولي، ودعت لاحقًا لتشكيل تحالف أسطول الحرية الذي نظم رحلات لاحقة.
2012 – 2018: إطلاق مبادرات مثل سفينة النساء إلى غزة وسفينة العودة، والتي حاولت كسر الحصار لكنها اعترضت جميعها من قبل البحرية الإسرائيلية، وتم احتجاز المشاركين فيها.
2023 – 2024: عودة الحديث عن مبادرات بحرية، لكن الظروف الأمنية في المنطقة حالت دون تنفيذها.
2025: وصول سفينتين بالقرب من المياه الإقليمية لفلسطين المحتلة وهما سفينتا مادلين وحنظلة، قبل أن تقتحمهما البحرية الإسرائيلية وتحتجز طاقمهما ثم تعيدهم إلى بلدانهم.
منظمات داعمة ومشاركات عالمية
تشارك في 'أسطول الصمود' منظمات مثل تحالف أسطول الحرية، والتحالف الأوروبي لدعم فلسطين، ومنظمات حقوقية وإنسانية من أوروبا وأمريكا اللاتينية وآسيا وإفريقيا. وستحمل السفن مواد غذائية، أدوية، معدات طبية، وأدوات إيواء للنازحين.
ويحذر مراقبون من احتمال تكرار سيناريوهات المواجهة مع البحرية الإسرائيلية، التي سبق أن اعترضت جميع القوافل البحرية السابقة تقريبًا، وسط دعوات من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي لضمان وصول السفن بسلام إلى سواحل غزة.
دلالات سياسية وإعلامية
ويرى محللون أن هذه الخطوة قد تضع 'إسرائيل' في مأزق سياسي أمام الرأي العام العالمي، خاصة مع تصاعد الانتقادات الغربية لسياساتها في غزة وتعليق بعض الدول الأوروبية صادرات الأسلحة إليها مؤخرًا.
كما يتوقع أن تحظى الرحلة بمتابعة إعلامية دولية حية، بما يعيد قضية حصار غزة إلى صدارة الأجندة السياسية والإعلامية.