اخبار فلسطين
موقع كل يوم -شبكة قدس الإخبارية
نشر بتاريخ: ٤ حزيران ٢٠٢٥
ترجمة خاصة - شبكة قدس: كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الأربعاء، أن العملية العسكرية التي قُتل فيها ثلاثة جنود من كتيبة “جفعاتي” في منطقة جباليا شمال قطاع غزة نُفذت في وضح النهار، على الرغم من تحذيرات الجنود أنفسهم من خطورة تنفيذها في هذا التوقيت، وهو ما زاد من احتمال وقوع كمائن أو اشتباكات مع المقاومة الفلسطينية.
ووفقًا لما نقلته الصحيفة عن جنود شاركوا في العملية، فإن مركبة “هامر” تابعة لجيش الاحتلال تعرضت لانفجار عبوة ناسفة خلال انسحابها ضمن قافلة كانت ترافق سيارة إطفاء أُرسلت لإخماد حريق اندلع في ناقلة جنود مدرعة (نمر) شرقي جباليا. وأسفر الانفجار عن مقتل ثلاثة جنود: لئور شتاينبرغ، أوفيك برهانا، وعومر فان غِلدر، بالإضافة إلى إصابة اثنين آخرين بجراح متوسطة.
وبحسب يديعوت أحرونوت، فإن قائد اللواء قرر تنفيذ المهمة نهارًا رغم المخاطر، بحجة أن ناقلة الجنود المشتعلة كانت تحمل أسلحة وذخائر، ولا يمكن تركها دون معالجة فورية. إلا أن جنودًا ممن تواجدوا في المكان أكدوا أن سيارة الإطفاء عادت دون أن تؤدي مهمتها، ما يثير تساؤلات حول الضرورة العملياتية الفعلية للمهمة.
وأوضحت مصادر عسكرية للصحيفة أن قوات الاحتلال حاولت بدايةً إخماد الحريق بشكل ذاتي لكنها فشلت، ما دفعهم إلى الاستعانة بسيارة إطفاء مدنية كانت تنتظر عند الحدود. ونقل الجنود شهاداتهم بأن مسار المركبات كان معروفًا مسبقًا، وأنه تم التعامل معه سابقًا، ما أثار شكوكًا بأن العبوات زُرعت في محور قديم تم ترميمه.
وأشارت الصحيفة إلى أن وحدة الهندسة العسكرية التي تمشط المكان بعد الانفجار، عثرت على 20 عبوة ناسفة مدفونة على طول الطريق، لم ينفجر منها سوى واحدة، ويُعتقد أنها فُجّرت عن بُعد. واستغرق العمل على تفكيك باقي العبوات ساعات طويلة.
ونقلت يديعوت أحرونوت عن الجنود أن 90% من الاشتباكات مع المقاومين الفلسطينيين تقع خلال النهار، وهو ما يجعل أي تحرك في تلك الساعات محفوفًا بمخاطر عالية. وأكد الجنود أن المهمة أُعطيت في البداية لقوات احتياط رفضت تنفيذها بسبب توقيتها، ليتم لاحقًا تحويلها إلى وحدة جفعاتي النظامية، والتي عبّر عدد من عناصرها أيضًا عن رفضهم لتنفيذ المهمة نهارًا، قبل أن يُجبروا على دخول المنطقة.
وتضيف الصحيفة أن التحرك تم باستخدام مركبات غير مصفحة، رغم التحذيرات المتكررة من القادة والجنود على الأرض، ما زاد من الخسائر البشرية. وأكد عدد من الجنود الذين تحدثوا للصحيفة أن المهمة لم تكن ضرورية على المستوى الميداني، وأن الأرواح أُزهقت بلا سبب عملياتي حقيقي.
وفي أعقاب الحادث، فتحت قيادة جيش الاحتلال تحقيقًا داخليًا، وسط توتر وخشية من تأثير الحادثة على معنويات الجنود، خاصة في ظل التقدم البطيء للقوات في محيط تل الزعتر شمال جباليا. ووفقًا لتقديرات جيش الاحتلال، فإن المقاومة أعدّت هذا الكمين مسبقًا ضمن استراتيجية استنزاف القوافل المتمركزة على الأطراف.
وأكدت يديعوت أحرونوت أن قوات جفعاتي لم تدخل بعد إلى عمق جباليا، وأن عملياتها ما تزال تتركز على أطراف المنطقة.