×



klyoum.com
palestine
فلسطين  ٦ كانون الأول ٢٠٢٥ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

klyoum.com
palestine
فلسطين  ٦ كانون الأول ٢٠٢٥ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

موقع كل يوم »

اخبار فلسطين

»سياسة» فلسطين أون لاين»

ثقافة النجاة.. كيف نعيد ضبط المجتمع؟

فلسطين أون لاين
times

نشر بتاريخ:  السبت ٦ كانون الأول ٢٠٢٥ - ١٣:٣٠

ثقافة النجاة.. كيف نعيد ضبط المجتمع؟

ثقافة النجاة.. كيف نعيد ضبط المجتمع؟

اخبار فلسطين

موقع كل يوم -

فلسطين أون لاين


نشر بتاريخ:  ٦ كانون الأول ٢٠٢٥ 

الحرب المستمرة على غزة لم تترك أثرها فقط على المباني والبنية التحتية، بل ضربت عميقًا في البنية القيمية والنفسية للمجتمع.

فحين يعيش الناس تحت القصف، وفي حالة طوارئ غير منتهية، تبدأ المنظومة القيمية بالتحول من قيم الصلاح والنظام والمسؤولية إلى قيم النجاة والبقاء.

وهنا تتشكل ما نسميه بـ 'ثقافة النجاة'؛ ثقافة تعيد تعريف السلوك البشري من خلال معيار واحد: كيف أبقى؟

هذه الثقافة تحمل جانبًا إيجابيًا، لكنها تصبح خطيرة حين تمتد إلى ما بعد الحرب، فتُضعف العلاقات الاجتماعية، وتشوّه السلوك الأخلاقي، وتحدث فجوة بين القيم الدينية وبين الواقع العملي.

أولًا: ما هي ثقافة النجاة؟

ثقافة النجاة هي مجموعة أنماط سلوكية وقيمية تنشأ حين يواجه الفرد أو الجماعة خطرًا مستمرًا يهدد وجودها.

وتتجلى في:

- تقديم السلامة الشخصية على أي قيمة أخرى.

- قبول سلوكيات كان المجتمع يرفضها سابقًا.

- البحث عن 'الحلول السريعة' بدل 'القيم الثابتة'.

- استخدام القوة أو الفهلوة أو الواسطة لضمان الحصول على الموارد.

- ضعف الإحساس بالآخر لأن التركيز منصبّ على حماية الذات.

وفي مجتمع يعيش حربًا مفتوحة، تصبح هذه الثقافة آلية بقاء لا يمكن تجاهلها.

ثانيًا: كيف غيّرت الحرب قيم المجتمع؟

1. من التضامن الجماعي إلى الفردانية الدفاعية

في أيام الحرب الأولى، برزت قيم مثل:

- التكافل.

- المشاركة.

- التضحية.

لكن مع طول أمد الحرب واشتداد الضغط.

- بدأ الناس ينشغلون بحماية أسرهم فقط.

- تراجعت المبادرات الجماعية.

- وصعدت روح 'كل واحد يدبّر حاله'.

2. من الثقة المتبادلة إلى الشك الحذر

ضعفت ثقة الناس بالمؤسسات وبالقرارات وبالآخرين بسبب:

- نقص المعلومات.

- تضارب الأخبار.

- الإخفاق في توفير الأمن أو الغذاء أو المأوى.

فصار الشك قيمة بحد ذاته داخل ثقافة النجاة.

3. من القيم الدينية الهادئة إلى التدين الانفعالي

الحرب دفعت كثيرين إلى:

- زيادة العبادة والدعاء.

- ربط كل حدث بتفسيرات قدَرية.

لكن عند البعض ظهرت صورة مقلقة:

- تدين مشحون بالخوف لا بالفهم.

- أحكام متسرعة.

- تحميل الضحية مسؤولية فقدها.

4. من الانضباط الاجتماعي إلى الفوضى المبررة

الحرب فرضت ظروفًا معيشية صعبة:

- ازدحام.

- فقر.

- ندرة موارد.

وهذا جعل الناس يبرّرون لأنفسهم:

- التجاوز على الدور.

- التحكم بالطوابير.

- الخداع البسيط.

- التعدي على الممتلكات عند الضرورة.

كل ذلك تحت شعار: 'الناس محروقين.. خلّيك عاقل!'

ثالثًا: مظاهر ثقافة النجاة في سلوك الناس

1. الانفعالية والحدة في التواصل

لأن الأعصاب مشدودة والتهديد مستمر، أصبحت:

- النقاشات تنتهي بصراخ.

- الخلافات تتصاعد بسرعة.

- الناس أقل قدرة على ضبط النفس.

2. اللامبالاة بمشاعر الآخرين

ليس لأنها قسوة فطرية، بل لأن: الدماغ في وضع 'النجاة' يوقف التعاطف ويوجه الطاقة للحماية.

3. تقديس 'الحل السريع'

مثل:

- تجاوز القانون.

- دفع الأموال للحصول على خدمة.

- استغلال علاقة للحصول على دواء أو تصريح.

4. تحميل الضحية مسؤولية ما حدث

لأن العقل المتعب يبحث عن تفسير يخفف قلقه، فيقول:

'أكيد هو غلطان!' لتجنب فكرة أن الخطر قد يصيب أي شخص.

رابعًا: هل ثقافة النجاة شرّ مطلق؟

كلا.

فلولا هذه الثقافة لما بقي الناس في غزة على قيد الحياة.

هي آلية تكيف ووسيلة استمرارية.

لكن خطورتها تكمن في استمرارها بعد الحرب، حين لا يعود هناك خطر يبرّرها.

خامسًا: كيف نعيد ضبط المجتمع بعد الحرب؟ (تشخيص + حلول)

1. العودة التدريجية إلى ثقافة 'الحياة' بدل ثقافة 'النجاة'

الحياة تحتاج:

- نظام.

- تخطيط.

- قيم ثابتة.

- ثقة متبادلة.

إعادة البناء النفسي يجب أن ترافق إعادة البناء العمراني.

2. إعادة ترسيخ القيم الدينية بطريقة صحية

ليس عبر خطاب الخوف، بل عبر:

- تعزيز قيم المسؤولية الاجتماعية.

- ربط الدين بالعمل لا بالانفعال.

- نشر الوعي حول الفرق بين القدر وبين سوء الإدارة.

- تحصين الناس من التبرير الديني للفوضى أو الظلم.

3. الإرشاد النفسي الجماعي

لأن المجتمع كله مصاب، نحتاج إلى:

- مجموعات دعم نفسي.

- جلسات تفريغ انفعالي.

- مراكز مجتمعية تتبنى برامج التعافي.

- تدريب المختصين والأهالي والمعلمين.

4. ضبط المجال العام عبر القانون

الحرب أضعفت تطبيق القانون، وبالتالي:

- يجب إعادة فرض النظام تدريجيًا.

-'منع سلوكيات 'النجاة' من التحول إلى سلوكيات دائمة.

- معاقبة الفهلوة والاستغلال.

- حماية الضعفاء ومتضرري الحرب.

5. استعادة الثقة بالمؤسسات

وذلك عبر:

- شفافية المعلومات.

- صدق التواصل.

- خطط واضحة لإعادة الإعمار.

- وجود قيادة قادرة على خلق الأمل.

6. تعزيز ثقافة 'نحن' بدل 'أنا'

من خلال:

- المبادرات المجتمعية.

- حملات التطوع.

- المشاريع التعاونية.

- الأنشطة المشتركة في المدارس والمساجد والمراكز.

7. العمل على تأهيل الأطفال والمراهقين

حتى لا تكبر ثقافة النجاة معهم:

- برامج صحة نفسية مدرسية.

- تدريب على الحوار.

- أنشطة تعبيرية (رسم – لعب – مسرح).

- تقوية الروابط داخل الأسرة.

خاتمة

ثقافة النجاة ليست عيبًا في المجتمع الغزي، بل نتيجة طبيعية لحرب مفتوحة.

لكن استمرارها بعد الحرب هو ما يهدد القيم والأخلاق والعلاقات الاجتماعية.

إن مهمة المختصين والمرشدين النفسيين ليست فقط فهم هذه الثقافة، بل قيادة عملية إعادة الضبط القيمي، وتحويل المجتمع من حالة 'البقاء' إلى حالة 'الحياة'.

وهو ما يمكن لغزة أن تفعله، فقد أثبت أهلها أنهم قادرون على النهوض رغم كل شيء.

موقع كل يومموقع كل يوم

أخر اخبار فلسطين:

خالد مشعل يطرح 10 خطوات لمواجهة الإبادة في مؤتمر العهد للقدس

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.

موقع كل يوم
4

أخبار كل يوم

lebanonKlyoum.com is 2228 days old | 365,744 Palestine News Articles | 1,412 Articles in Dec 2025 | 132 Articles Today | from 39 News Sources ~~ last update: 3 min ago
klyoum.com

×

موقع كل يوم


لايف ستايل