اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١٨ أيلول ٢٠٢٥
التعليم، قطارٌ ينقل الانسان والمجتمع من مرحلة لمرحلة أفضل، لذا يسعى كل فرد ومجتمع للحصول على أكبر قدر ممكن من التعليم ليمارس حياته ويقوم برسالته الربانية على أكمل وجه.
في حالتنا الفلسطينية سعى الاحتلال منذ بدايته لتدمير التعليم من خلال اغلاق المدارس واعتقال الكوادر التعليمية وتغيير المناهج الفلسطينية لإنشاء جيلٍ مسخٍ لا علاقة له بجذوره الدينية والوطنية.
وقفزاً على مراحل عديدة من معاناتنا في قطار التعليم، نصل لمرحلة عدوان اكتوبر2023، حيث تأثرت مناحي الحياة سلباً ومنها التعليمية، وسندخل قريباً العام الثالث واطفالنا وتلاميذنا وطلابنا بلا رياض أطفال أو مدارس أو جامعات.
لكن، هل نقف متفرجي ومكتوفي الأيدي إزاء ضياع الطلبة والموسم الدراسي؟ ونسمح للعدو بأن يحقق ما يصبو له وتدمير الجيل؟ كلا، فما الحل؟
كانت الفكرة تفعيل التعليم الالكتروني بما تيسر لإتاحة الفرصة للجميع للتعلم وتجاوز المرحلة، وكانت المرحلة الأصعب هي الثانوية العامة، إلى أن اهتدت وزارة التعليم لوضع خطة بديلة، فكان، التعليم الالكتروني.
التعليم الالكتروني ليس جديداً علينا، بل عشناه في فترة كورونا، لكن الصعوبة الآن هي في صعوبة الحياة بشكلٍ عام، فالمزاج النفسي للطالب والمعلم والأسرة ليس على ما يرام بسبب فقدان حالة الهدوء والاستقرار في مكان واحد، فلا ساعة تمر بدون قصف أو نسف أو تفجير، وربما يفقد الطالب نفسه، أو أحد أفراد أسرته، شهيداً أو جريحاً، ثم الانقطاع المتواصل للكهرباء منذ اكتوبر2023، والانقطاع المفاجئ لشبكة الانترنت، وعدم توفر الكتب.
لكن التعليم الالكتروني رغم فوائده، لا يخلو من نواقص، فقد لا يُظهر المستوى الحقيقي للطالب، وعدم امتلاك الطالب لجهازٍ حديث يؤهله لاجتياز الاختبار.
ومما أعجبني أن بعض المبادرين أسهموا في توفير أماكن خاصة للطلبة لاجتياز الاختبارات فيها مع توفير مياه ووجبة طعام خفيفة وبطاقة نت مجانية، وهذا يدل على أصالة الشعب وتكاثفه في وقت الشدة لاجتياز المحنة والاختبار.
ومن باب التمثيل على حب الشعب الفلسطيني للتعليم، سأحدثكم عن قصة واقعية لعائلة غزية تعيش ظلماً وقهراً، لكنها مفعمة بالحيوية والارادة (أُم عبد الرحمن) هي أمٌ، ونازحة من خانيونس في جنوب قطاع غزة، إلى دير البلح في وسط القطاع، كانت تحرص على الحضور مع ابنتها لمكان يتوفر فيه الانترنت لمعاونتها نفسياً في اجتياز الاختبار الالكتروني، وتبقى ملازمة لها حتى تنتهي فترة الاختبار.
إجمالا يبقى القول بأن المَهَمَة لم تكتمل على الوجه المطلوب تماماً، لكنها أفضل من الوقوف مكتوفي الأيدي بانتظار مرور الوقت دون تمكين الطلبة من اكمال دراساتهم المدرسية والجامعية