اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكالة شمس نيوز
نشر بتاريخ: ٢٨ حزيران ٢٠٢٥
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد حاتم كريم الفلاحي إن التصعيد العسكري الإسرائيلي الأخير في قطاع غزة يشير إلى نية الاحتلال زيادة الضغط الميداني على المقاومة، في إطار السعي لإجبارها على القبول بصفقة تبادل أو وقف لإطلاق النار بشروط إسرائيلية.
وأوضح أن الاحتلال ركّز خلال الفترة الماضية على محورين أساسيين: الأول شمالا عبر جباليا والشجاعية وصولا إلى محور نتساريم، والثاني جنوبا في خان يونس من جهتي موراج والقرارة.
غير أن التحركات الأخيرة لجيش الاحتلال، حسبما يرى الفلاحي في تحليل للمشهد العسكري بقطاع غزة، تشير إلى احتمال فتح محور جديد نحو وسط القطاع، خاصة منطقتي الزهراء والمغراقة.
يأتي ذلك بعد أوامر إخلاء صدرت للسكان في بعض مناطق الوسط، مما قد يُمهّد لعملية توغل جديدة. وحسب الفلاحي، فإن الجيش الإسرائيلي يحاول تفكيك قطاع غزة إلى محاور قتال منفصلة، لتوسيع الضغط على المقاومة وإجبارها على القتال في أكثر من جبهة.
ويعتقد العقيد الفلاحي أن تركيز الجيش الإسرائيلي على العمليات النارية، بدلا من القتال المباشر، مردّه رغبته في تجنب الخسائر البشرية، خصوصا مع تراجع أداء بعض وحداته بعد سحب قسم من القوات من غزة نحو جبهات أخرى، مما أضعف التشكيلات المقاتلة ميدانيا.
وأضاف أن الضغط على المقاومة في 3 محاور -الشمال والجنوب والوسط- يهدف لإرهاقها وتوسيع دائرة الاشتباك، ويعتقد أن محور الوسط قد يشكل هدفا مرجحا للهجوم المقبل بسبب طبيعته السكانية وانفتاحه الجغرافي، مما يسهل تقدم المدرعات الإسرائيلية.
ورغم الحملة المستمرة منذ شهور، فلم يتمكن الجيش الإسرائيلي من السيطرة الكاملة على خان يونس جنوبي القطاع، ويرجع الفلاحي ذلك إلى التكتيك الدفاعي الفعال للمقاومة، التي تعتمد على مجاميع صغيرة مرنة، تستغل التضاريس وتنفذ عمليات نوعية ضد الوحدات الإسرائيلية، خصوصا الهندسية منها.
وفي هذا السياق، ذكرت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- أن عملياتها ركزت على استهداف القوة الهندسية الإسرائيلية التي تمثل طليعة التوغل، وأعلنت تدميرها حفّارات وجرافات ودبابات 'ميركافا'، وهي خسائر لوجستية حساسة في العمليات البرية.
وبالتوازي مع ذلك، أعلنت سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– استهداف آليات متوغلة في شمال خان يونس ومحيط نتساريم، مستخدمة العبوات الناسفة وقذائف الهاون، بالإضافة إلى صواريخ 107، التي أصابت خطوط إمداد عسكرية إسرائيلية.
ويرى الفلاحي أن المقاومة تُدير في هذه المرحلة ما تملكه من إمكانات باقتصاد وجهد محسوب، مما مكّنها من الحفاظ على وتيرة عملياتها رغم الحصار الشديد وظروف القتال القاسية.
ويربط الفلاحي تغيير الجيش الإسرائيلي لجبهات القتال بمحاولة لتجاوز عقدة خان يونس التي تحولت إلى ساحة استنزاف طويلة ومعقدة، ويقول إن القيادة العسكرية الإسرائيلية قد تتجه نحو محاور أسهل لتحقيق إنجاز ميداني يُستخدم كورقة تفاوض سياسي.