اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكـالـة مـعـا الاخـبـارية
نشر بتاريخ: ٢ أيلول ٢٠٢٥
غزة- معا- قال الرائد محمود بصل الناطق باسم الدفاع المدني بغزة إن المخطط الإسرائيلي التهجيري لنحو مليون ونصف مليون مواطن من مساكنهم، يترتب عليه تداعيات خطيرة جدا ستقود إلى الكارثة الكبرى، في ظل دمار واسع ينفذه حاليا جيش الاحتلال لأحياء سكنية بأكملها في المناطق الشرقية لمدينة غزة والشمال لتحقيق مخططه غير القانوني .
واكد في مؤتمر صحفي ان التقارير الميدانية أظهرت أن الاحتلال دمر أكثر من 85% من منازل المواطنين والبنى التحتية في منطقتي الشجاعية والتفاح، ودمر 70% في مناطق الزيتون والصبرة وجباليا النزلة والبلد، عوضا عن دمار واسع أحدثه في شمال القطاع في بيت حانون وبيت لاهيا، وهو مؤشر واضحة نحو تدمير أكبر مساحة من قطاع غزة.
وقال ان تقارير المنظمات الدولية والأممية تقول أن 'المنطقة الإنسانية' التي يطالب جيش الاحتلال المواطنين بالنزوح فيها لا تتجاوز 12% من إجمالي مساحة قطاع غزة، وبالتالي فإن الاحتلال يخطط إلى الزج بأكثر من 2 مليون مواطن في سجن مطبق، يفتقر إلى أدني مقومات الحياة الآدمية.
واشار إلى أن معظم سكان قطاع غزة أجبروا على النزوح من 9 إلى 12 مرة، بفعل الإبادة الجماعية التي ينفذها الاحتلال بحقهم، منهم 75% لا يمتلكون حاليا خيمة أو ثمن خيمة أو حتى أماكن تؤوي أسرهم في ظل الاكتظاظ السكاني الهائل في منطقة جغرافية محدودة.
وأوضح إن تقارير المسح الميدانية بينت أن النازحين الذين يفترشون الآن الطرقات والشوارع والمتواجدون في مراكز الإيواء يحتاجون إلى 250 ألف خيمة بدل خيامهم المهترئة والتالفة، ونتساءل باستهجان واستغراب، كيف سيكون حال المواطنين لو دفع الاحتلال سكان غزة والشمال إلى النزوح في منطقة لا تتجاوز مساحتها 12% من مساحة قطاع غزة؟! بالطبع سيتركون في مواجهة المصير المجهول الذي يحكم عليهم ب'الموت المحتم'.
وقال إن عشرات الأطفال والمسنين والمرضى النازحين في المخيمات ومراكز الإيواء قد توفوا في الشتاء الماضي، بسبب البرد وأجواء الطقس القاسية التي أرغموا على العيش فيها، وأن مئات الخيام اقتلعتها الرياح والمد البحري المرتفع في مواصي خانيونس وغربي دير البلح.
وأشار إلى إن النزوح المتكرر الذي يمارسه جيش الاحتلال الإسرائيلي هو أحد وسائل 'التطهير العرقي' بحق المدنيين الفلسطينيين، ويمثل انتهاك واضح للقانون الإنساني الدولي موكدا على استمرار عمل الدفاع المدني والقيام بواجبه الإنساني تجاه المواطنين المدنيين في محافظتي غزة والشمال طالما بقي مواطن واحدة فيها، الأمر الذي كفله القانون الدولي الإنساني، ونحذر من استخدام القوة بحق الأجهزة والمؤسسات الإنسانية بهدف تحييدها عن خدمة المواطنين.
وأوضح إن تنفيذ هذا المخطط سيضع المواطنين المدنيين في المناطق التي سيجبرون على النزوح منها تحت القصف والنيران الإسرائيلية متوقعا سقوط 200 إلى 250 شهيد يوميا عوضا عن آلاف المصابين.
ورأى ان تنفيذ الاحتلال مخطط النزوح سيضع طواقم الدفاع المدني والطواقم الطبية أمام صعوبات كبيرة جدا في القيام بواجبها، سواء في المناطق التي سيعتبرها جيش الاحتلال مناطق قتال لعدم إمكانية وصول طواقمنا إليها، أو تلك المنطقة التي يعتبرها 'إنسانية أمنة' وتكتظ بالمواطنين النازحين وتفتقر إلى البنى التحتية السليمة أو لممرات تسمح بمرور مركبات الدفاع المدني والإسعاف.
واضاف:'ما زال جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة غير قادر على تلبية الاستجابة الإنسانية للمواطنين، بسبب تدمير الاحتلال لإمكاناته ومقدراته من معدات ومركبات خلال حرب الإبادة الجماعية'.
ودعا المؤسسات الإنسانية الدولية إلى التضامن مع مقدمي الخدمات الإنسانية في قطاع غزة، والمناداة بتطبيق القانون الدولي الإنساني والمواثيق الدولية والمطالبة بحماية فرق الحماية المدنية.
وطالب الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية بالضغط على الاحتلال من أجل إدخال خيام وكرفانات للنازحين في المخيمات ومراكز الإيواء لاسيما وأننا مقبلون على فصل الشتاء.
ووجه مناشدة عاجلة إلى الرئيس الأمريكي 'دونالد ترامب' وإلى الدول الإقليمية و العربية وإلى الإخوة الوسطاء أن لا تتركوا غزة وأهلها المكلومين النازفة دماؤهم أمام العدوان الإسرائيلي ومخطط النزوح الخطير، فلا تتركوا شعبنا الأعزل يواجه مصير الموت.