على خلفية التوتر بسبب الحرب على غزة.. مصر توجه رسالة إلى ترامب حول معاهدة كامب ديفيد

قالت الرئاسة المصرية، الخميس، إن رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، أكد خلال مشاركته في اجتماعات الأمم المتحدة بنيويورك، أهمية التمسك بخيار السلام، وحرص مصر على معاهدة كامب ديفيد.

وأوضحت الرئاسة المصرية في بيان، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، التقى مدبولي بعد عودته من نيويورك ومشاركته نيابة عنه في افتتاح الجمعية العامة للأمم المتحدة ومؤتمر حل الدولتين وحضوره الاجتماع الذي دعا إليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمناقشة الوضع في قطاع غزة وخطط ما بعد الحرب.

تشهد غزة منذ ما يقارب العام حربا إسرائيلية غير مسبوقة خلفت أكثر من 65 ألف شهيد غالبيتهم من النساء والأطفال، إلى جانب دمار هائل في البنية التحتية والمنازل والمستشفيات، ما حول القطاع إلى منطقة منكوبة. كما أدى استمرار العدوان إلى توتر متصاعد مع مصر وسط مخاوف حول تداعيات أمنية أوسع على حدودها.

وذكر المتحدث باسم الرئاسة السفير محمد الشناوي، أن مدبولي أوضح أنه أكد خلال الفعاليات والاجتماعات أهمية التمسك بخيار السلام، وحرص مصر على معاهدة كامب ديفيد باعتبارها خيارا استراتيجيا ونموذجا يُحتذى به إذا توفرت الإرادة السياسية.

وفيما يتعلق بالاجتماع الذي دعا إليه الرئيس ترامب بشأن غزة، أوضح مدبولي، أن الرئيس الأمريكي أكد رفضه لاستمرار الحرب، وأن الولايات المتحدة عازمة على إنهائها، وأنها وضعت خارطة طريق واضحة لوقفها فوراً، مضيفا أن ترامب أكد كذلك إمكانية تنفيذ خطة لإعادة إعمار القطاع دون تهجير أهله.

ووفق البيان رحب السيسي، بمبادرة ترامب لوقف الحرب في غزة، معربا عن تطلعه إلى تنفيذها في أقرب وقت ممكن.

وشدد السيسي على أن السلام هو خيار مصر الاستراتيجي لضمان مستقبل آمن ومستقر لشعوب المنطقة، مشددا على أن التاريخ أثبت أن الصراعات لا تخدم أي طرف، خاصة في ظل ما تعانيه المنطقة من نزاعات أنهكت شعوبها، مما يحمّل دولها وعلى رأسها مصر، مسؤولية كبيرة في حماية السلام وترسيخه.

وحول الوضع في غزة، أكد الرئيس المصري أهمية تكثيف التنسيق مع المجتمع الدولي لزيادة المساعدات الإنسانية الموجهة للقطاع، كما جدد التأكيد على موقف مصر الرافض لتهجير الفلسطينيين أو ضم أجزاء من الضفة الغربية إلى السيادة الإسرائيلية.

وسبق وأكدت مصر أن تهجير الفلسطينيين من أرضهم خط أحمر، لن تقبل به تحت أي ظرف.

كما استعرض رئيس الوزراء خلال الاجتماع، نتائج مباحثاته في نيويورك مع عدد من قادة الدول وكبار المسؤولين، والتي تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، بحسب بيان رئاسة الجمهورية.

وأوضح مدبولي، أن اعتراف عدد من الدول الكبرى بالدولة الفلسطينية خلال مؤتمر حل الدولتين شكل حدثا تاريخيا، وأسهم في خلق زخم دولي داعم للقضية، حيث ساد توافق واسع على رفض الممارسات الإسرائيلية، بما في ذلك رفض جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني، ومحاولات فرض الأمر الواقع على الأرض.

وأكد رئيس الوزراء أن كلمة مصر في المؤتمر شددت على ثوابت الموقف المصري الداعم للقضية الفلسطينية، وعلى أن التسوية لا يمكن أن تتحقق إلا بإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، مع رفض مصر القاطع لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، ومواصلة التنسيق مع المجتمع الدولي لدفع جهود حل الدولتين.

وأمس، صرح السيسي، بأن اللقاء الذي جمع ترامب، مع 8 قادة وممثلين عن دول عربية وإسلامية حول غزة، 'أساس هام يمكن البناء عليه لتحقيق السلام'.

وكتب السيسي، على حسابه بفيسبوك مساء الأربعاء، معربا عن تقديره لـ 'جهود رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب من أجل وقف الحرب الجارية بقطاع غزة بشكل خاص، وسعيه لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام'.

والتقى ترامب يوم الاثنين، في نيويورك مع قادة وممثلي 8 دول عربية وإسلامية، حول الحرب على غزة ومستقبل القطاع، وشارك في اللقاء ممثلا عن مصر رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، فيما حضره قادة الأردن وقطر وتركيا وباكستان وإندونيسيا، وكذلك وزيرا خارجية السعودية والإمارات.

المصدر: RT