بعد غزة كل تاريخكم مزيف

في زمن الأزمات تختبر المبادئ وفي لحظات الدم والخذلان تتعرى الشعارات بعد ما جرى في غزة لم يعد هناك مجال للسكوت او التجميل انكشفت كل الأكاذيب وتهاوت كل الروايات التي قيل لنا انها امجاد تلك الحكايات عن امة لا تنام على ضيم وعن الشهامة العربية وعن الرجولة والنخوة صارت نكتة سوداء في وجه الدم الذي يراق والطفل الذي يدفن تحت الركام والصراخ الذي لا يسمعه أحد

اين وامعتصماه لا صدى لها اين إغاثة الملهوف لا مجيب اين كلنا معكم لا احد معنا الحقيقة المرة هي ان التاريخ الذي تعلمناه كان مليئا بالأوهام ومضخما ببطولات لم تحدث او حدثت في كتب الأدب لا في واقعنا القاسي

الخذلان لم يأت فقط من الحكومات بل من الشعوب التي تعودت ان تشجب وتندد وتغضب يوما ثم تعود إلى يومياتها العادية كأن شيئا لم يكن الشعارات المكررة اصبحت بلا طعم بلا معنى قلوبنا معكم نريد افعالا لا قلوبا تذوب بالكلام وتموت بالصمت

تاريخنا الذي لطالما افتخرنا به لم يمنع المجازر لم يرد صاروخا ولم يحصن طفلا ولم يسكت طائرة لم يعد التاريخ سلاحا بل صار عبئا نستخدم لتخدير الوعي لا لتحريك الضمير

ما حدث في غزة كشف الكل كشف الزيف والنفاق والانقسام وتواطؤ العالم وسقوط الداخل قبل الخارج لم يعد هناك قداسة للكلام ولا لرايات مرفوعة فوق جثث الأبرياء حان الوقت لنقول الحقيقة مهما كانت مرة تاريخنا مزيف حاضرنا مهزوم ومستقبلنا في مهب الريح ما لم ننهض على صدق لا على شعارات

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية