اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٢ حزيران ٢٠٢٥
في تطور غير مسبوق فجر اليوم الأحد، استهدفت طائرات أميركية ثلاث منشآت نووية إيرانية استراتيجية في نطنز، فوردو، وأصفهان، مستخدمة قنابل خارقة للتحصينات، في هجوم وصفته مصادر عسكرية بأنه 'الأخطر منذ حرب الخليج الثانية'. جاء الهجوم بعد أسابيع من التوتر المتصاعد بين واشنطن وطهران، ووسط حالة ترقب شديد في الشرق الأوسط، ليشكّل منعطفًا خطيرًا على مستوى الإقليم والعالم.
بحسب مراقبين، الضربة لم تكن مفاجِئة فقط بحدوثها، بل بتوقيتها وطبيعتها العسكرية، خصوصًا أنها استهدفت منشآت نووية كانت تعتبر 'خطًا أحمر' في الحسابات الدولية.
الكاتب والمحلل السياسي وسام عفيفة اعتبر أن هذه الضربة جاءت في لحظة بدا فيها أن التوتر قد بلغ ذروته، ووصفها بأنها 'شرارة جديدة تشعل هشيم الشرق الأوسط'.
وأوضح عفيفة أن الضربة تمثل إعلانًا عن دخول الولايات المتحدة مباشرة على خط المواجهة، في الوقت الذي كانت فيه إيران تعتمد على أدواتها الإقليمية في العراق واليمن ولبنان لممارسة الضغط غير المباشر.
وقال عفيفة إن الضربة حملت رسالة مزدوجة: أولها إلى طهران بأن عتبة الاقتراب من إنتاج سلاح نووي لن تمر دون رد، وثانيها إلى تل أبيب بأنها ليست وحيدة في معركتها ضد البرنامج النووي الإيراني. لكنه أشار إلى أن ردّ طهران لا يزال غامضًا، وأن القيادة الإيرانية تجد نفسها أمام معادلة صعبة بين الحفاظ على هيبتها أمام جمهورها، وتفادي الانزلاق إلى مواجهة مباشرة قد تكون مدمّرة.
وفي حديثه عن السيناريوهات المحتملة، رأى عفيفة أن المشهد لا يزال مفتوحًا على ثلاثة احتمالات رئيسية: أولها أن ترد إيران بشكل محسوب من خلال استهداف قواعد أميركية في العراق أو سوريا، أو عبر تفعيل ساحات الصراع عبر وكلائها كالحوثيين في اليمن والحشد الشعبي في العراق.
السيناريو الثاني أكثر خطورة، ويتعلق برد واسع يقود إلى انفجار إقليمي شامل، يشمل تهديد الملاحة في الخليج، وتدخل حزب الله من لبنان، وإطلاق صواريخ من اليمن نحو أهداف خليجية أو إسرائيلية.
أما السيناريو الثالث، فهو احتواء التصعيد دوليًا، من خلال ضغوط على الطرفين للعودة إلى طاولة التفاوض، وهو ما قد تسعى إليه قوى كالصين والاتحاد الأوروبي لتفادي الانهيار الكامل في الإقليم.
فيما خلص محلل الشؤون العسكرية رامي أبو زبيدة، للقول إن الرد الإيراني لم يبدأ بعد، ما يشير إلى أن طهران لا تزال تدرس خياراتها. وأشارت المنصة إلى استمرار الهجمات الصاروخية الإيرانية على أهداف داخل إسرائيل، بينها استهداف مطار بن غوريون ومراكز أبحاث ومراقبة، لكنها لم تسجل حتى الآن أي رد مباشر على المصالح الأميركية في المنطقة، ما يعزز فرضية الرد المتأخر أو المرحلي.
ونقلت المنصة عن مصادر أميركية لشبكة NBC قولها إن 'الساعات الـ48 القادمة ستكون حرجة'، مع ترجيح تنفيذ عمليات انتقامية قد تطال قواعد عسكرية في الخليج.
وأعلن الحوثيون في اليمن أن 'اتفاق التهدئة مع أميركا انتهى'، مؤكدين أن ردهم العسكري قادم، ما يعكس بوضوح تفعيل طهران لأذرعها في المنطقة. وتوقعت المنصة أن يشمل الرد الإيراني عمليات سيبرانية تستهدف بنى تحتية حساسة، إلى جانب تصعيد محسوب ضد إسرائيل لإظهار توازن الردع دون تجاوز خط اللاعودة.
من جهته، طرح الخبير العسكري والإستراتيجي، اللواء فايز الدويري مجموعة من السيناريوهات حول طبيعة الرد الإيراني المحتمل على الهجوم الأميركي الذي استهدف 3 منشآت نووية في كل من فوردو ونطنز وأصفهان.
وتوعد الحرس الثوري الإيراني الولايات المتحدة 'برد موجع' على الهجوم الذي شنته فجر اليوم الأحد على المنشآت النووية الإيرانية، وأكد أن الهجوم يمثل انتهاكا للقوانين والأعراف الدولية.
وأكد الحرس الثوري، في بيانه، أن 'اعتداء أميركا سيدفعنا لاستخدام خيارات خارج فهم وحسابات المعتدين دفاعا عن النفس'.
وأوضح اللواء الدويري أن الرد الإيراني الأول يتمثل في إغلاق مضيق هرمز والثاني هو إغلاق باب المندب، والثالث هو قصف القواعد الأميركية في المنطقة، ويقدر عددها بـ63 قاعدة، لكنه تساءل عما إذا كانت إيران قادرة على إدامة الحرب وإزعاج الأميركيين الذين يعتقدون أن القوة تفضي إلى السلام.
وأضاف أن الحرب بين إسرائيل وإيران تبقى مفتوحة على أكثر من اتجاه، ولا يعرف ما إذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية– سيقنع صديقه الرئيس الأميركي دونالد ترامب على توجيه ضربة ثانية للمفاعلات النووية الإيرانية.
وخلال أسبوع كامل من الحرب، ظلت إسرائيل تتوسل للولايات المتحدة بالتدخل في الحرب، لأنها عجزت عن الاستمرار وحسم المعركة، وخاصة ما يتعلق بالتعامل مع منشأة فوردو، وهي منشأة نووية إيرانية لتخصيب اليورانيوم، والتي تقع في عمق جبال منطقة فوردو.
وبشأن التقارير التي تحدثت عن نقل إيران لمعظم اليورانيوم إلى مكان آمن، قال الخبير العسكري والإستراتيجي إن هذه التقارير تثير الكثير من التساؤلات، هل تم نقل جميع مواد التخصيب؟ وهل تتبعت الأقمار الصناعية هذه المواد، بحيث يمكنها تحديد مكانها الجديد؟ وما مصير العاملين الذي بقوا داخل المنشأة؟.
وكانت وكالة رويترز نقلت عن مصدر إيراني كبير قوله إن معظم اليورانيوم عالي التخصيب بمنشأة فوردو النووية الإيرانية نقل إلى مكان غير معلن قبل الهجوم الأميركي، وقالت نقلا عن المصدر الإيراني الذي لم تذكر اسمه، إنه تم تقليص عدد العاملين في موقع فوردو إلى الحد الأدنى قبل الضربات الأميركية.
في المجمل، تبدو المنطقة اليوم أمام مفترق خطير، فإيران باتت أمام خيارين أحلاهما مر: إما الرضوخ للمطالب الأميركية والدخول في تسوية قسرية، أو الرد وتوسيع رقعة المواجهة، ما قد يقود إلى حرب إقليمية لا تُعرف حدودها. أما الولايات المتحدة، فهي تراهن على أن قوة الضربة ستجبر إيران على التراجع، لكنها في المقابل تدرك أن أي تصعيد إضافي قد يُشعل سلسلة من الحرائق تبدأ في الخليج ولا تنتهي في فلسطين.