اخبار فلسطين
موقع كل يوم -شبكة قدس الإخبارية
نشر بتاريخ: ٢٤ أيار ٢٠٢٥
غزة - قدس الإخبارية: انتقدت جمعية أصحاب المخابز في قطاع غزة الآلية التي يعتمدها برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في توزيع الخبز، ووصفتها بـ'المجحفة' وغير الكافية، في وقت تتفاقم فيه المجاعة بفعل الحصار الإسرائيلي المشدد، ومنع دخول المساعدات الغذائية والطحين بكميات تفي باحتياجات السكان.
وقال عبد الناصر العجرمي، رئيس الجمعية، في تصريحات صحفية، إن الخطة الأممية الحالية تقوم على تشغيل عدد محدود من المخابز بكميات مقنّنة من المواد الخام، بما في ذلك الدقيق والسكر والزيت والخميرة والوقود، على أن تتولى هذه المخابز تسليم الخبز الجاهز لبرنامج الأغذية العالمي، الذي يوزعه بدوره على الأسر.
واعتبر العجرمي أن هذه الآلية لا تلبي الحد الأدنى من الاحتياجات في ظل المجاعة المستمرة منذ مارس/آذار الماضي، مشيرًا إلى أن الجمعية اقترحت بديلاً أكثر فاعلية، يتمثل في توزيع كيس طحين مباشر لكل أسرة في مرحلة أولى، ثم تشغيل المخابز لاحقاً، إلا أن البرنامج الأممي رفض المقترح.
وأبدى أصحاب المخابز مخاوف متزايدة من استمرارهم بالعمل وسط أوضاع أمنية خطيرة، في ظل تصاعد الفوضى الناتجة عن حصار الاحتلال ومنعه دخول الإمدادات. كما حذر العجرمي من تكرار حوادث السطو على شاحنات نقل المواد الخام، التي أدت سابقاً إلى تعطل عمل المخابز وتفاقم الأزمة الغذائية.
وفي ذات السياق، حمّل المكتب الإعلامي الحكومي بغزة جيش الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية المباشرة عن تسهيل نهب المساعدات، مشيراً إلى أن قوات الاحتلال تعمدت استهداف منسقي الإغاثة وطرق التوزيع، كان آخرها غارات وسط القطاع أدت إلى استشهاد 6 من عناصر تأمين المساعدات.
من جانبه، قال برنامج الأغذية العالمي إنه لم يحصل حتى اللحظة على تصريح من سلطات الاحتلال لتوزيع الطحين والمواد الغذائية بشكل مباشر على العائلات في غزة، مشيرًا إلى أنه يعمل حالياً مع عدد محدود من المخابز والشركاء المحليين لإنتاج وتوزيع الخبز باعتباره 'الخيار الوحيد الممكن'.
وأوضح البرنامج، في بيان رسمي، أن آلية التوزيع تواجه تحديات كبيرة، منها القيود المفروضة على حركة التوزيع، وقلة عدد المخابز العاملة، والكمية المحدودة من المواد التي يسمح الاحتلال بإدخالها.
وأكدت المتحدثة باسم البرنامج عبير عطيفة أن خطة الاحتلال البديلة لتوزيع المساعدات 'لن تكون كافية'، مشددة على أن المساعدات المحدودة لا تفي باحتياجات الأسر، خصوصاً تلك التي تضم أطفالاً أو مرضى أو كبار سن.
ويوم الأربعاء، سمحت سلطات الاحتلال بدخول 87 شاحنة مساعدات، لأول مرة منذ 81 يوماً من الإغلاق الكامل للمعابر، في خطوة وصفتها مؤسسات الإغاثة بـ'المتأخرة والرمزية'.
وفي هذا السياق، وصف المفوض العام لوكالة 'أونروا'، فيليب لازاريني، المساعدات التي تصل إلى غزة بأنها 'مجرد إبرة في كومة قش'، مؤكداً أن القطاع يحتاج يومياً إلى ما لا يقل عن 500 إلى 600 شاحنة مساعدات تُدار من قبل الأمم المتحدة، لتلبية الحد الأدنى من الاحتياجات.
وتتهم جهات فلسطينية الاحتلال وحلفاءه بمحاولة استخدام ملف الإغاثة كأداة تهجير، من خلال تحويل مدينة رفح إلى مركز رئيسي لتوزيع المساعدات ودفع آلاف الفلسطينيين من الشمال للتوجه إليها، في إطار خطة لعزل شمال القطاع وإفراغه ديموغرافيًا.
ومنذ 2 مارس/آذار 2024، تواصل دولة الاحتلال تنفيذ سياسة تجويع ممنهج بحق 2.4 مليون فلسطيني في قطاع غزة، عبر إغلاق المعابر ومنع دخول المواد الغذائية والطبية. وترافقت هذه السياسة مع عدوان عسكري واسع النطاق بدأ في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، خلّف حتى الآن أكثر من 176 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين، في ظل انهيار شبه كامل للبنية الصحية والإنسانية.