اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١٩ تموز ٢٠٢٥
يشكّل خطاب أبو عبيدة الناطق العسكري لكتائب عز الدين القسام فصل الخطاب ويغني عن آلاف الخطب والخطباء، حتى إذا أطلّ على الناس كان كالشمس عندما تشرق فتختفي كل نجوم السماء. وقد أشرق بالأمس عبر شاشات التلفزة بعد غياب انتظره الناس طويلا ليعود من جديد ليسطع في قلوب الناس وليروي ظمأها وليوصل رسائله بكل حنكة وبراعة وذكاء:
- كان خطابا حاسما قاطعا سريعا واضحا جليّا، يبلسم جراح الحرب ويزرع في القلوب طمأنينة تهدهد ضجيجه وتخفّف من اضطراب لوعته، يأتي خطاب أبي عبيدة روحا تسري في عروقنا ، يأتي كنطّاس بارع يقوم بعملية جراحية بارعة، يستلّ قلب السردية الاسرائيلية البائسة من عمق الوجود ويزرع قلبا نابضا يمثّل نبض المقاومة الفلسطينيّ الصادق.
- يأتي غنياّ قويا شاملا مرتفعا ساميا، يصيب الأهداف المطلوبة بدقّة في سياق شديد الحساسية.. يغطّي المعركة ويرسم المشهد ويستحضر الامكانيّات والقدرات والفعاليات التي تؤكد صمود المقاومة وثباتها وقدرتها على مواصلة الطريق بكل عنفوان واقتدار.
- يوجّه سهامه للمجتمع الاسرائيلي بما يكشف من نذر يسير مما يجري في الميدان وبما يشير إلى حجم الخسارة البشرية من جنود جيشهم وبهذا يوجّه ضربة معلم في حلبة صراع شديدة الحساسية داخل ملعب الاحتلال.
- خطاب يصيب بأسهمه أهداف متعدّدة بوقت قصير، خاطف وسريع. ويشنّ حربا نفسية هادئة قوية واثقة، حطّم فيها قواعد حربهم النفسية بكل جسارة وبراعة .
- ثمّ يقدّم تلخيصا للمطلوب العملي بنقاط محددة وفق أولوياتها ووفق وقت مرسوم بدقة متناهية أجاب فيها عن أسئلة كثيرة تدور في الاذهان وتطرح في أروقة التحليل السياسي .
- أمّا لغة الخطاب فهي اللغة البارعة التي يفهمها الجميع ويفهم المراد منها دون بساطة يستهان بها ولا قوية معقدة تغلق الفهم دونها، وسطية سهلة يستعذبها السّامع ويصل مرادها بسلاسة ويسر وبلاغة وعمق. .
- يتمتّع خطاب أبو عبيدة أيضا بنفس وحدوي، يجمع ولا يفرق وينصف ولا ينقص أحدا حقه، أشاد بأنصار الله في اليمن وموقفهم الأصيل في مساندتهم العظيمة للمقاومة الفلسطينية.
- هز الأمة قادة وأحزاب ونخب، هز جذع نخوتها ووضعها أمام المرآة وأراها حقيقة خذلانها ووضعها في موضع الخصومة أمام اطفال غزة وجوعها وذبح نسائها.
- كان خطابا عميقا قويا جريئا صارخا مدويا، زلزالا مذهلا عبر عن كتائب سطرت أعظم أشكال البطولة وعن شعب سطر أعظم أشكال الصبر والثبات والتضحيات الجسام. خطاب يحفظ في سجل من يصنع التاريخ بأنصع صفحاته المشرقة، خطاب ثلة واجهت كل قوى شر العالم، واجهوا الصهيونية بوجهها النازي المتحالفة مع الصليبية الإمبريالية وكل قوى الاستكبار مجتمعة، ثبات القلة مع داود عليه السلام في مواجهة جالوت العصر وعرباته التوراتية العنصرية الحاقدة.
فصل الخطاب يتحول الى حجارة داود وهي تطارد عربات النتن المتهالكة.
هذا شيء من فصل الخطاب الذي يحوي جمال اللغة وقوة المحتوى، رسائل تطرق جدران القلوب وتزلزلها من أعماقها.