اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٥ تشرين الثاني ٢٠٢٥
من طفلةٍ تضجُّ بالحيوية والنشاط، لا تعرف للتعب معنى، إلى جسدٍ هزيلٍ برزت عظامه للعيان، طريحة الفراش لا تستطيع السير حتى لمسافاتٍ قصيرة، أسيرة خيمةٍ لا تقي حرّ الصيف ولا برد الشتاء.
هكذا انقلبت الحال بالطفلة بيان صقر (10 أعوام)، بسبب المجاعة التي تفتك بقطاع غزة منذ عدة أشهر.
فكلُّ معاناة الحرب في كفة، والمجاعة في كفة أخرى. فبعد اختفاء المواد التموينية من الأسواق، وعجز والدها إسماعيل صقر عن توفير الحد الأدنى من احتياجات أسرته المكونة من ثمانية أفراد، تدهورت صحة طفلته بيان بشكلٍ خطير.
يقول صقر: 'لم نكن نتناول سوى العدس والأرز، فأصبحت معدتها لا تتقبلهما وتستفرغ فور تناولهما، وأُصيبت بإسهالٍ مزمن. تنقلتُ بها بين عدة مستشفيات، وشخّص الأطباء حالتها بأنها نزلة معوية.'
لكن مع استمرار الأعراض وارتفاع درجة حرارتها، وتحولها إلى طفلةٍ كسولة لا تقوى على الحركة وتقضي أغلب وقتها نائمة، أدرك الأطباء أنها مصابة بسوء تغذية حاد.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد؛ فبعد إجراء المزيد من الفحوصات الطبية، تبيّن أن بيان أُصيبت بحساسية قمح حادة سببت ضررًا كبيرًا في أمعائها. وبسبب نقص الإمكانات الطبية، قرر الأطباء تحويلها للعلاج في الخارج.
غير أن استمرار إغلاق الاحتلال الإسرائيلي لمعابر قطاع غزة ومنع إجلاء المرضى، جعل أسرتها تكابد معاناةً كبيرة. يقول والدها: 'فقدت الشهية تمامًا، حتى الخبز المخصص لمرضى حساسية القمح لم تتقبله معدتها، وهي تقضي أغلب وقتها في المستشفى.'
ويضيف: 'الإسهال المزمن لم يتوقف حتى الآن، ووزنها يتناقص يومًا بعد يوم. لا يقدم لها الأطباء سوى مكملٍ غذائي خاص بسوء التغذية.'
وفي ظل الأوضاع الاقتصادية المنهارة، وتعطل والدها عن العمل بعد فقدان منزله في خان يونس، أصبحت حياة الأسرة بالغة الصعوبة. يقول: 'أسعار الفواكه والخضار أعلى من قدرتنا الشرائية، لا أستطيع شراء شيء لبيان دون إخوتها. وإذا تناول إخوتها بعض المسليات كالأندومي، تبدأ بالبكاء لأنها تريد أن تأكل مثلهم رغم أنه ممنوع عنها.'
ويتابع: 'نعيش في دوامةٍ من العجز؛ لا نحن قادرون على توفير احتياجاتها، ولا المؤسسات قادرة على تأمين الدقيق المخصص لها بشكلٍ دائم، ولا الأطباء يملكون الوسائل لعلاجها.'
أصبحت بيان حبيسة خيمة أهلها لا تغادرها أبدًا، فهي غير قادرة على بذل أي مجهود. يقول والدها: 'تقضي أغلب وقتها تشاهد الهاتف أو ترسم على الدفاتر أو تمارس بعض الأشغال اليدوية، فخيارات الترفيه داخل مخيمات النزوح محدودة، كما أن الهدوء والجو المناسب للمريض غير متوفرين.'
ورغم محاولات العلاج، ما زالت بيان تتعرض لانتكاساتٍ صحية متكررة، لتقضي فترات طويلة داخل المستشفيات.
ويختتم والدها مناشدًا: 'أناشد منظمة الصحة العالمية سرعة إجلاء بيان لتلقي العلاج في الخارج قبل أن تتدهور حالتها الصحية أكثر.'

























































