اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٥ كانون الأول ٢٠٢٥
أعلنت إذاعة جيش الاحتلال، أمس الخميس، مقتل قائد الميليشيا المسلحة شرق رفح ياسر أبو شباب داخل مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وتشير سيناريوهات نهاية ياسر أبو شباب سواء تمت على يد المقـاومة في غزة، أو عبر عشائر وأشخاص وطنيين، أو حتى بتصفية داخلية من الاحتلال نفسه إلى حقيقة سياسية واحدة لا لبس فيها: فشل أخطر مشروع أراد الاحتلال تمريره داخل قطاع غزة، وفقًا للمحلل السياسي إياد القرا.
وقال القرا في تحليل سياسي، أنَّ الاحتلال حاول صناعة “نموذج محلي” لمرتزقة يعملون كأداة لفرض واقع جديد في غزة، عبر تفكيك النسيج الوطني، وخلق سلطة بديلة في مناطق محددة، خاصة قرب المناطق الحدودية والخط الأصفر. كان هذا النموذج يعتمد على مجموعة يقودها أبو شباب، تعمل خارج الصف الوطني، وتنفّذ مخططات الاحتلال في التهجير والسيطرة، تحت شعار مضلل يسميه نتنياهو بـ”مناطق خالية من الوطنيين”.
وبمقتل أبو شباب انتهى معه المشروع الذي ظل الاحتلال يتفاخر به ويعتبره رافعة لتنفيذ خطته في التحكم بجزء من القطاع عبر وكلاء محليين، وفقًا للمحلل السياسي.
ويرى القرا أنَّ السقوط السريع لهذا النموذج يسجّل ثلاث حقائق، أولها فشل الاحتلال في إيجاد بيئة اجتماعية تستقبل مشروعه أو تحمي وكلاءه، ثانيها قوة الرفض الشعبي والعشائري لأي محاولة لخلق سلطة موازية أو تقسيم غزة، ثالثها قدرة المقاومة على تفكيك أي بنية تهدد الأمن الوطني أو تُستخدم كأداة للاحتلال'.
مصير كل خائن مرتبط بالاحتلال
ونوه القرا إلى أنَّ ما حدث يعيد التذكير بقاعدة تاريخية ثابتة، مفادها أن كل من يجعل نفسه أداة في يد الاحتلال ينتهي وحيدًا، منبوذًا، ويتم التخلص منه عندما تنتهي وظيفته، ونهاية أبو شباب ليست حادثة عابرة؛ بل نهاية مسار كامل كان الاحتلال يراهن عليه لإعادة تشكيل غزة، وإقامة كيان تابع يقوده وكلاء يتحركون وفق أجندة الاحتلال.
ولفت إلى أنَّ إن سقوط هذا المشروع، قبل أن يكتمل، يرسل رسالة صريحة، بأن غزة لا تُقسَّم، والمجتمع الفلسطيني أقوى من كل محاولات الاستدراج والانقسام، ولا يمكن لأي مشروع إسرائيلي يعتمد على العملاء أن ينجح في بيئة وطنية موحدة.
وختم القرا بالقول 'بقدر ما أراد الاحتلال أن يجعل من أبو شباب نموذجًا، انتهى الرجل كنموذج معكوس: نموذج لفشل الاحتلال، ولانهيار كل مشروع يقوم على الخيانة ويستهدف وحدة غزة وأمنها الوطني'.
ماذا يعني تصفية أبو شباب؟
ومن جهته، يرى الباحث في الشؤون الأمنية والعسكرية رامي أبو زبيدة، أنَّ أي مشروع لإحلال قوة محلية مكان المقاومة غير قابل للنجاح، مشيرًا إلى أن محاولات الاحتلال في 'هندسة الفوضى' أو استخدام ميليشيات وظيفية لن تحقق استقراراً أو نفوذاً داخلياً.
وأضاف أبو زبيدة، أنَّ البيئة الأمنية في غزة بقيادة المقاومة قادرة على إفشال هذه المشاريع، ما يجعل أي رهان إسرائيلي على وكلاء محليين محكوم عليه بالفشل منذ البداية.
وحول الرؤية التحليلية لمقتل أبو شباب، أشار أبو زبيدة إلى أن مقتل أبو شباب يؤكد فشل كل محاولات الاحتلال لإيجاد قوة محلية تخدم خططه، وانكشاف مشروع “البديل عن حماس” الذي تراهن عليه 'إسرائيل'.
وتابع 'تصفية العميل أبو شباب تأكيد أن المجتمع الغزي لا يوفر غطاءً لأي ميليشيا مرتبطة بالاحتلال'.
وأكمل 'ياسر أبو شباب لم يكن ظاهرة، بل أداة استُخدمت ثم سقطت. ونهايته ليست استثناءً، بل نموذجاً لِما ينتظر أي تشكيل وظيفي يعمل ضد شعبه وتحت حماية قوة احتلال تبحث فقط عن مصالحها'.

























































