اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٣١ أيار ٢٠٢٥
أفادت شبكة 'سي أن أن' الأميركية، في تقرير نشرته اليوم السبت، بأنّ أكثر من 80% من قطاع غزة بات تحت أوامر الإخلاء أو التدمير، وبأنّ الاحتلال الإسرائيلي يحشر السكان في رقعة أرض تتقلص باستمرار.
ولفتت الشبكة إلى أنه بالتزامن مع تسارع وتيرة الحرب على غزة، التي تهدف بحسب تصريحات إسرائيلية إلى 'السيطرة الكاملة' على القطاع، تتوسع المناطق التي تشملها أوامر الإخلاء والمناطق العسكرية.
ويعيش فلسطينيو غزة في دوامة من التهجير القسري المتكرر، وسط أوضاع إنسانية كارثية، شملت انهيار النظام الصحي، وندرة الغذاء، وانعدام المياه النظيفة.
وبحسب 'سي أن أن'، فإنه منذ أن خرقت إسرائيل وقف إطلاق النار في منتصف مارس/آذار الماضي، أصبحت هناك منطقة محظورة على الأقل بعمق 2-3 كيلومترات داخل حدود غزة البرية، وتشمل منطقة عازلة بعرض كيلومتر واحد، حيث هُدمت المنازل والمصانع والأراضي الزراعية بشكل ممنهج. ويُحظر الوصول إلى البحر لصيد الأسماك بشكل شبه كامل.
ووفقاً لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة 'فاو'، فقد دُمرت معظم قوارب الصيد، واستُهدف الفلسطينيون الذين يصطادون على بُعد أمتار من الشاطئ.
وأُنشئ ممر عسكري آخر في أوائل إبريل/نيسان، وهو 'ممر موراج' الذي أنشأه جيش الاحتلال في رفح - بهدف معلن- هو 'تقسيم القطاع'. وهذا واحد من أربعة مسارات على الأقل أنشأها جيش الاحتلال الإسرائيلي للسيطرة على غزة، حيث يهدم ويزيل جميع المباني والأراضي الزراعية لإفساح المجال لها.
وأصدرت قوات الاحتلال الإسرائيلي ما لا يقل عن 31 أمر إخلاء منذ 18 مارس/آذار الماضي، تغطي مساحات شاسعة من القطاع، بمعدل أمرين يومياً في بعض الأحيان. نتيجةً لذلك، نزح ما يُقدر بـ600 ألف شخص في غزة خلال تلك الفترة (يشمل هذا الرقم الأشخاص الذين ربما نزحوا عدة مرات)، وفقاً لمجموعة إدارة المواقع التي تقودها الأمم المتحدة.
ولا تُعتبر أوامر الإخلاء دائمة بالضرورة، لكن إسرائيل لم تُعلن عن مدة سريانها. وسألت شبكة 'سي أن أن' الجيش الإسرائيلي عما إذا كانت الأوامر ستنتهي مدتها، لكنها لم تتلقَّ رداً.
المواصي مكتظة بالسكان
وفي شمال غزة، رافقت هذه الأوامر مؤخراً تعليمات بالتحرك جنوباً، على الرغم من الهجمات المستمرة هناك أيضاً. وهذا الأسبوع، أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي أوامر إخلاء لمعظم جنوب غزة مع توجيهات بالتوجه نحو منطقة المواصي، وهي شريط ساحلي ضيق في جنوب القطاع.
وكانت في السابق أرضاً زراعية ريفية، وبحلول فبراير/شباط، أصبحت المنطقة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في غزة، حيث نزح إليها ما يُقدر بنحو 116.000 شخص؛ أي ما يقرب من 6% من سكان القطاع، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
وانتقدت منظمات الإغاثة استخدام هذه التوجيهات، ووصفتها بأنها مُربكة، فغالباً ما تكون غير دقيقة، وتعتمد بشكل مفرط على اتصال الإنترنت الذي لا يتوفر لمعظم سكان غزة إلا بشكل متقطع. وعلى أرض الواقع، تقول 'سي أن أن' إنّ معالم غزة لم تعد معروفة للسكان، حيث دُمّرت أو تضررت معظم المعالم، بما في ذلك المتاجر والأشجار والطرق، مما زاد من صعوبة التنقل. وللتنقل، يحتاج الناس إلى المرور عبر نقاط تفتيش إسرائيلية عسكرية مشددة، عادةً سيراً على الأقدام.
دمار واسع
أما المناطق المتبقية التي لم تُصنّف كمناطق إخلاء أو مناطق عسكرية، فقد تعرّضت هي الأخرى لأضرار جسيمة. وبحسب تقييم أعدّه مركز الدراسات العليا بجامعة نيويورك، تبيّن أنّ نحو 60% من المباني قد دُمرت.
ووفقاً لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'أونروا'، فإنّ 92% من المنازل إما تضررت أو دُمّرت كلياً. كما أفاد مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية 'يونوسات' بأنّ 68% من شبكة الطرق في القطاع قد تضررت، ما فاقم من صعوبة إيصال المساعدات الإنسانية عبر غزة.