اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٥ تشرين الأول ٢٠٢٥
في وقتٍ أراد فيه رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عزل حركة حماس كما ادعى عقب خطة الرئيس الأمريكي لإنهاء الحرب على قطاع غزة، فاجأت الحركة العالم وقيادة الاحتلال بردها الذي وصفه الكثيرون بالموزون والدبلوماسي والذكي.
وحمل رد حركة حماس الذي لاقى ترحيب دولي وعربي وأممي واسع، رسائل مزدوجة للداخل والخارج دون أن يعطي ترامب أو (إسرائيل) فرصة لاستثماره سياسيًا.
وتركت الحركة الباب مواربًا أمام أي حل جاد، مما يعكس نضجًا سياسيًا وتكتيكًا إعلاميًا يحافظ على موقفها أمام جمهورها دون خسارة أوراق دولية، أو إعطاء أي مبرر للاحتلال الإسرائيلي بالاستمرار في العدوان، أو تحميلها المسؤولية عن عدم الموافقة على الخطة الأمريكية.
أستاذ العلوم السياسية حسن نافعة وصف رد حركة حماس وموقفها من خطة الرئيس الأمريكي ترامب بالذكي وجاء في توقيت صعب للغاية، موضحًا أن الوضع الدولي والإقليمي لم يكن مواتيًا للقيام بخيارات أخرى.
وقال نافعة في حديثه لصحيفة 'فلسطين': إن 'فرض القبول بالصيغة التي قدمتها حركة حماس يعني الدخول في مفاوضات حول التفاصيل، وهو ما يجعل موقف الحركة أقرب إلى موافقة مشروطة لم يكن متوقعًا'.
وأضاف نافعة أن نتنياهو فوجئ برد ترامب بعد صدور موقف حركة حماس، خاصة وأن خطة الرئيس الأمريكي جاءت مكتظة بالمبادئ العامة من دون جداول زمنية أو بنود تفصيلية، الأمر الذي يترك التنفيذ رهينًا بالمفاوضات.
وأضح نافعة أن الكرة الآن في الملعب الإسرائيلي، والسؤال المطروح: هل ستقبل دولة الاحتلال الإسرائيلي وقفًا دائمًا لإطلاق النار أم ستعاود الهجوم على غزة وتتراجع عن الضمانات التي سيتم وضعها من أجل عدو العودة للعدوان من جديد على القطاع؟
وأشار إلى أن استئناف القتال سيكون صعبًا على دولة الاحتلال وعلى نتنياهو، وهنا يبرز دور الدول العربية والإسلامية التي عليها تحمل مسؤولية الأمن في القطاع، والعمل على عزل الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني لإتاحة فرصة النقاش بهدوء.
ولفت إلى أن الرد الفلسطيني تضمن فتح آفاق أمام قيام الدولة الفلسطينية، موضحًا أن حماس أكدت أن هذا الرد يمثل كل الفصائل الفلسطينية، لكنها في الوقت ذاته سجّلت نقطة مهمة وهي أن الأزمة يجب أن تنتهي بتقريب الشعب الفلسطيني.
من جانبه، الكاتب والمحلل السياسي فراس ياغي أن موقف حركة حماس في ردها على خطة 'نتنياهو ترامب' يُعد موقفً مسؤولًا للغاية، موضحًا أن الحركة تتحمل مسؤوليتين أساسيتين الأولى قضية الأسرى، والثانية تسليم الحكم.
وقال ياغي في حديثه لصحيفة 'فلسطين': ' إن 'مستقبل قطاع غزة قضية وطنية فلسطينية ترتبط بالقوانين والقرارات الدولية، ولذلك فإن تفاصيل الخطة يجب أن يكون الرد عليها بإجماع فلسطيني'. وأوضح أن من الإيجابي أن حماس تجاهلت نقاط الخلاف المتعلقة بنزع السلاح والانسحابات، حيث تركت هذه القضايا للوسطاء لبحثها مع إدارة الرئيس ترامب.
وأشار ياغي إلى أن إدارة ترامب أبلغت الوسطاء بأنها غير مستعدة لحذف أو إضافة أي بند على الخطة، لكنها مستعدة لمناقشة التفاصيل الواردة فيها من حيث الجداول الزمنية والجوانب التقنية وشرح بعض البنود.
وأكد أن حركة حماس أنهت الجدل حول مسألة 'نعم أو لا'، وتحدثت مباشرة عما هي مسؤولة عنه وقادرة على تنفيذه، فيما تركت القضايا المفصلية الأخرى ليكون القرار بشأنها فلسطينيًا جامعًا، معتبرًا أن حماس جزء من الكل الفلسطيني وليست الكل.
وأضاف 'نتنياهو وأنصاره من السياسيين والإعلاميين سيحاولون تصوير الموقف على أنه رفض من حماس، غير أن موافقة الحركة على الإفراج عن الأسرى وفق الخطة تنقل الكرة إلى ملعب نتنياهو وترامب، خاصة وأن غالبية الرأي العام الإسرائيلي وأهالي الأسرى يريدون الإفراج عنهم أولًا، وبالتالي فإن المعضلة الآن ستتركز عند نتنياهو وحكومته.
ولفت ياغي إلى أن حماس أثبتت مرة أخرى أنها مسؤولة ومقتدرة تفاوضيًا، وأنها تبحث عن حلول ومستعدة للتعاطي مع أي مسار يمكن أن يوقف الإبادة والتطهير العرقي الذي تمارسه حكومة نتنياهو.
وأشار إلى أنه أحدًا لم يعد يستطيع تحميل حماس المسؤولية تحت ذريعة الأسرى والمحتجزين، فهي وافقت بشكل واضح على الإفراج عنهم وفق الخطة المقترحة، كما أعلنت رسميًا استعدادها لتسليم الحكم إلى حكومة تكنوقراط فلسطينية وفق ما تم الاتفاق عليه مع مصر والفصائل الفلسطينية.