اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١٢ أيار ٢٠٢٥
أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مساء الأحد 11 مايو/أيار 2025، موافقتها على الإفراج عن الأسير الإسرائيلي الأميركي عيدان ألكسندر، بعد أكثر من 580 يوما قضاها في قبضة كتائب القسام، الجناح العسكري للحركة، في قطاع غزة، في خطوة وصفتها بأنها 'بادرة حسن نية' ضمن جهود التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
ويأتي هذا التطور بعد اتصالات مباشرة بين الحركة والإدارة الأميركية في ظل محادثات غير مباشرة مستمرة بوساطة عربية ودولية. وفي بيانها، أكدت حماس أنها 'أبدت إيجابية عالية' تجاوبا مع جهود الوسطاء، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تأتي في سياق التهيئة لوقف شامل لإطلاق النار، وفتح المعابر، وإدخال المساعدات الإنسانية.
كما أعربت الحركة عن استعدادها لبدء مفاوضات مكثفة، تهدف إلى التوصل إلى اتفاق نهائي يشمل تبادل الأسرى، وإدارة غزة عبر لجنة مهنية مستقلة، بما يضمن سنوات من الاستقرار، إلى جانب إعادة الإعمار ورفع الحصار عن القطاع.
أسير من اللحظات الأولى
عيدان ألكسندر، جندي إسرائيلي يحمل الجنسية الأميركية، وُلد في تل أبيب عام 2003، وانتقل في طفولته إلى الولايات المتحدة حيث نشأ في ولاية نيوجيرسي. بعد إنهائه المرحلة الثانوية عام 2022، قرر العودة إلى إسرائيل والتحق بصفوف جيشها.
وفي صباح الـ 7 من أكتوبر/ 2023، اعتقل عيدان ألكسندر، الجندي في لواء 'غولاني' الإسرائيلي، خلال مهمته الحراسة بموقع استيطاني بالقرب من كيبوتس نيريم قرب الحدود مع قطاع غزة، وذلك خلال الهجوم المفاجئ الذي شنّته المقاومة الفلسطينية على المستوطنات والقواعد العسكرية الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة.
وبحسب روايات عائلته، كان ألكسندر البالغ من العمر 20 عامًا حينها، قد أجرى اتصالا سريعا مع والدته خلال الهجوم، أبلغها فيه بإصابته بشظايا في خوذته، لكنه طمأنها أنه بخير، قبل أن يُفقد الاتصال به ويُعلن لاحقًا وقوعه أسيرًا في قبضة المقاومة.
رسائل من داخل الأسر
في تسجيلين مصورين بثتهما كتائب القسام في نوفمبر 2024 وأبريل 2025، ظهر ألكسندر متحدثًا عن ظروف احتجازه، موجّهًا رسائل مؤثرة إلى عائلته، وانتقادات لاذعة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، متهما إياه بـ'إهمال الجنود' وبأنه 'أفشل صفقة التبادل'.
وقال في أحد التسجيلات: 'نحن نموت ألف مرة كل يوم، الخوف والعزلة يقتلاننا. من فضلكم لا تنسونا، اضغطوا على الحكومة'. كما توجه برسالة إلى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ناشده فيها التدخل لإنهاء معاناته، وانتقد دعم إدارة بايدن لإسرائيل قائلا 'أسلحتكم تقتلنا، لا تكرروا الخطأ'.
فقدان أثر.. وتصعيد الغموض
في 15 أبريل/نيسان 2025، صرح الناطق باسم كتائب القسام 'أبو عبيدة' بأن الاتصال قد فُقد مع المجموعة التي كانت تحتجز ألكسندر، بعد قصف إسرائيلي مباشر استهدف موقعهم، مرجحًا أن الاحتلال 'يسعى للتخلص من ملف الأسرى مزدوجي الجنسية'.
البيان أثار قلقا واسعا في أوساط عائلة ألكسندر، وداخل الولايات المتحدة، ما زاد الضغط على الحكومة الإسرائيلية، التي تواجه انتقادات متصاعدة بشأن تعاملها مع ملف الأسرى.
ترامب يرحّب بالخطوة ويأمل في إنهاء النزاع
من جانبه، رحّب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بإعلان الإفراج عن ألكسندر، وكتب على منصات التواصل: 'أنا ممتن لكل من ساعد في تحقيق هذا النبأ التاريخي. هذه خطوة أولى في طريق إنهاء هذا النزاع الوحشي'، مضيفا: 'أدعو إلى إطلاق سراح باقي الأسرى، ووقف القتال'.
الإفراج عن ألكسندر يأتي وسط جهود متصاعدة للوصول إلى اتفاق طويل الأمد، في ظل تصاعد التوترات العسكرية والسياسية، واستمرار العدوان الإسرائيلي على غزة الذي خلف حتى الآن عشرات آلاف الشهداء والجرحى.