الأحزاب السياسية الأردنية والقيادة القيمية

جاء كتاب فن استثمار القيم للمؤلف هاري كريمر ، في تعريف القيادة بانها القدرة على التأثير في نفوس الآخرين، بحيث تجعل الفرد يقوم بعمل ما وهو مقتنع به وبكامل رغبته الشخصية، وكذلك قال كريمر في كتابه ان القيادة القيمية تكون بتوافق الأقوال والأفعال وهنا تظهر القدوة القيادية.

ويتحلى القائد القيمي بأربع مبادئ هي القدرة على التأمل والثقة بالنفس والتوازن وأخيرًا التواضع .

وعليه فان القيادة القيمية تمتاز بالتركيز وعدم التخبط إذا انها تستند إلى مرجعية وأساس للقيم والمبادئ التي تحكم منظومتها.

وحيث ان الأحزاب الأردنية تتسم بتنوعها الفكري والسياسي، حيث تلعب دورًا هامًا في تشكيل المشهد السياسي ودعم عملية بناء المجتمع. ومن أجل تحقيق التطور والاستقرار، يأتي دور القيادة القيمية كمكمل أساسي لأهداف تلك الأحزاب.

تعتبر القيادة القيمية مفتاحًا لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الاستقرار في أي بيئة سياسية. فهي ترتبط بمفاهيم النزاهة والأمانة، وتشجع على تبني مبادئ العدالة والمساواة. في هذا السياق، يجب على الأحزاب الأردنية أن تسعى إلى اختيار قادة متحفزين منقطعين النظير، يمتلكون قيمًا وأخلاقيات تسهم في تعزيز العمل السياسي.

اننا نتطلع ان تعمل الأحزاب الأردنية على تحقيق أهدافها من خلال وضع برامج سياسية مستدامة ومرنة، وهنا يأتي دور من يمثل القيادة القيمية في توجيه تلك البرامج نحو تحقيق الصالح العام والمساهمة في بناء جسور التواصل بين الأحزاب والمواطنين، وتعزز مشاركتهم في صنع القرار.

إضافةً إلى ذلك، يجب أن تكون تلك النماذج القيادية قادرة على التعامل بحكمة مع التحديات والضغوط السياسية، وتشجع على التفاوض والحوار كوسيلة لحل النزاعات. كما ينبغي على القادة القيميين أن يكونوا ملهمين، وقادرين على تحفيز الفريق السياسي نحو تحقيق التقدم وتحقيق الأهداف المشتركة.

في الختام، اننا نتطلع لإيجاد رؤية تعزز التنمية والاستقرار وهنا يظهر الارتباط الوثيق بين الأحزاب الأردنية والقيادة القيمية كأساس لبناء مستقبل أفضل للمجتمع لذلك على الأحزاب أن تعتمد على قيادة قيمية تسهم في تعزيز النمو والاستقرار، مما يعكس التزامها بخدمة الشعب وتحقيق التنمية الشاملة.

فهل يمكن القول ان الأحزاب السياسية في الأردن يقودها من يمكن وصفهم كقادة قيميين، يفعلون ما يقولون ويمتلكون رؤية واضحة ولديهم مرتكزات سياسية لا تخبط فيها ، هل هناك متألمون في هذا المشهد لديهم القدرة على التوازن وتقدير المواقف وأصحاب ثقة بأنفسهم ويثق بهم الناس والاهم ان يكونوا متواضعين، لرفعة وطنهم والنهوض بالمجتمع نحو المستقبل المنشود.

حمي الله الوطن ومليكه وولي عهده وعاش الشباب.