اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٧ تموز ٢٠٢٥
في ظل تصاعد الضغوط السياسية والداخلية على الحكومة الإسرائيلية، تأتي زيارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الثالثة إلى واشنطن خلال ستة أشهر في توقيت بالغ الحساسية، وسط مؤشرات على اقتراب محتمل لهدنة في قطاع غزة، وتغيرات جيوسياسية متسارعة في الإقليم.
ويرى خبراء ومحللون سياسيون أن زيارة نتنياهو تتجاوز البعد الدبلوماسي التقليدي، وتحمل في طياتها أهدافًا شخصية واستراتيجية، في محاولة لتثبيت بقائه السياسي وتمرير مشاريع إسرائيلية كبرى بدعم من الإدارة الأميركية.
وأكد السفير الأميركي السابق ومساعد وزير الخارجية الأسبق ديفيد ماك، أن نتنياهو يسعى من خلال هذه الزيارة لإبراز نفوذه أمام شركائه في الائتلاف الحاكم وداخل الكنيست، خصوصًا في ظل استمرار ملفات الفساد ضده. ولفت إلى أن نجاح الزيارة قد يحصّنه سياسيًا، فيما قد يؤدي فشلها إلى انتخابات جديدة تعيده مجددًا إلى أروقة المحاكم.
من جهته، اعتبر رئيس برنامج الدراسات الدولية بجامعة سيراكيوز في نيويورك، البروفيسور أسامة خليل، أن نتنياهو يوظف العلاقة مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب كوسيلة لمهاجمة الجهاز القضائي الإسرائيلي وتعزيز صورته أمام جمهوره اليميني، مضيفًا أن 'هدفه الأول هو إنقاذ مستقبله السياسي، وتحييد التهم التي قد تؤدي إلى إدانته وسجنه'.
أما الباحث المتخصص في السياسة الخارجية الأميركية آدم شابيرو، فرأى أن زيارة نتنياهو إلى واشنطن تندرج ضمن 'حملة علاقات عامة موجهة للداخل الإسرائيلي'، وتستهدف بالدرجة الأولى انتزاع تعهد من ترامب بعدم العودة لأي اتفاق مع إيران من شأنه تقويض خطط إسرائيل، معتبرًا أن 'نتنياهو يقول ما يشاء، لكنه لا يلتزم بشيء'.
وفيما يخص ملف غزة، أشار ماك إلى أن نتنياهو يراهن على المفاوضات لتعزيز موقعه السياسي من خلال استعادة الأسرى، ما قد يخفف الضغوط عنه داخليًا.
وفي ضوء ذلك، تناولت عدة صحف ومجلات عالمية المشهد السياسي والإنساني المتعلقة بمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، والتحولات الإقليمية المصاحبة، بالإضافة إلى تصاعد الكارثة الإنسانية على الأرض، وخطط ما بعد الحرب التي تُطرح من خلف الكواليس؟
وذكرت مجلة 'إيكونوميست' أن هناك ما يدعو للتفاؤل بشأن الجولة الحالية من المفاوضات بين إسرائيل وحركة 'حماس'، مشيرة إلى أن عدة عوامل قد تسهم في الوصول إلى اتفاق قريب.
وأبرزت المجلة دور الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي بات يرى نفسه 'صانع سلام' بعد أن تدخل لفرض وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل.
وتوقعت المجلة أن يمارس ترامب ضغوطًا على بنيامين نتنياهو لقبول الاتفاق، خاصة وأن الأخير يسعى في المقابل للحصول على دعم واشنطن في حال قرر توجيه ضربة لإيران.
من جهتها، أشارت صحيفة 'الغارديان' إلى أن العلاقة بين نتنياهو وترامب اتسمت بالتوتر في بعض الأحيان، لكنها شهدت تنسيقًا وثيقًا مؤخرًا بعد القصف الأميركي لمنشآت نووية إيرانية، وهو ما شكل إنجازًا كبيرًا للمخططين العسكريين في إسرائيل.
ووفق مراقبين نقلت عنهم الصحيفة، فإن نتنياهو يسعى للاستفادة من الدعم الأميركي الحالي ليُمرّر اتفاقًا بشأن غزة دون مواجهة تمرد من حلفائه اليمينيين في حكومته.
وفي تحليل نشره موقع 'ناشيونال إنترست'، وُصفت الولايات المتحدة بأنها تملك حاليًا 'هيمنة مطلقة' على منطقة الشرق الأوسط، للمرة الأولى منذ ثلاثة عقود.
واعتبر المقال أن هذا النفوذ يمنح إدارة ترامب فرصة فريدة لفرض اتفاق سلام دائم يبدأ بإنهاء الحرب على غزة، مستفيدًا من قوة النفوذ الإقليمي والدولي.