اخبار فلسطين
موقع كل يوم -شبكة قدس الإخبارية
نشر بتاريخ: ٣٠ أيار ٢٠٢٥
ترجمات عبرية - قدس الإخبارية: كانت دولة الاحتلال الإسرائيلي أول الدول الذين أعلنوا صراحة دعمها لإقامة دولة مستقلة للأكراد في إقليم 'كردستان' العراق، بعد الأنباء التي تحدثت عن إجراء استفتاء شعبي في الإقليم في الخامس والعشرين من الشهر الجاري حول إنشاء دولة مستقلة.
هذا القرار من قبل رئاسة الإقليم لاقى ردود فعل إقليمية ودولية غاضبة، والتي دعت لإلغاء الاستفتاء أو تأجيله، في حين بادرت دولة الاحتلال إلى تأييد الانفصال وإعلان استعدادها لتقديم الدعم له.
هذا الموقف الإسرائيلي أعلن عنه رئيس حكومة الاحتلال 'بنيامين نتنياهو' الأسبوع الماضي، الذي قال: 'إن إسرائيل تدعم بكامل إرادتها جهود الشعب الكردي للحصول على دولة مستقلة.
من جهته عبر الجنرال المتقاعد بجيش الاحتلال 'يائير غولان' رئيس معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى وقال: 'بالنظر إلى إيران في الشرق، وبالنظر إلى عدم الاستقرار في المنطقة، فإن كياناً كردياً متيناً ومستقراً ومتماسكاً وسط هذا المستنقع، ليس فكرة سيئة'.
وتطرَّق غولان أيضاً إلى 'التعاون الجيد (بين إسرائيل) والشعب الكردي، منذ أوائل الستينات'.
'حلفاء للأبد'
من جهته قال الوزير السابق بحكومة الاحتلال 'جدعون ساعر': 'إن الأكراد بحاجة إلى تحقيق دولة مستقلة، كونهم مثل اليهود أقلية في الشرق الأوسط'.
وأضاف، 'الأكراد كانوا وسيبقون حلفاء طويلي الأمد يُعتمد عليهم، لأنهم مثلنا، أقلية في المنطقة'.
وتابع، 'علينا أن نشجع استقلال الأقليات التي ظلمتها الاتفاقيات الإقليمية منذ سايكس-بيكو، على مدار المئة عام الماضية، وتعرَّضت للقمع تحت أنظمة استبدادية مثل صدام حسين في العراق، وعائلة الأسد في سوريا'.
وتطرق ساعر أيضاً إلى جهود كردستان في صدِّ الهجمات التي يقوم بها إسلاميون متطرفون، موضحاً: 'بالنظر إلى موقع الأكراد على الخارطة، فإنك ترى أن بإمكانهم تشكيل سد يمنع انتشار الإسلام الراديكالي في المنطقة، عملياً رأيناهم يقاتلون تنظيم الدولة الإسلامية بمفردهم'.
ويضيف ساعر: 'على مدار السنوات، لم ينجذب الأكراد إلى التصورات المعادية لإسرائيل أو المعادية للصهيونية، وحافظوا على روابط جيدة مع الشعب اليهودي وإسرائيل'.
منطقة عازلة ضد 'التطرف'
وتؤكد عوفرا بنغيو، التي تترأس برنامج الدراسات الكردية في جامعة تل أبيب، على أن إسرائيل قامت بتزويد كردستان بمساعدات سرية عسكرية واستخباراتية وإنسانية، في الفترة ما بين 1965-1975.
كما بينت أن الأكراد ساعدوا في السبعينات في تهريب اليهود من المدن العراقية إلى الخارج، ولم يشارك الأكراد في الحروب العربية ضد الاحتلال الإسرائيلي في عامي 1967 و1973.
وقام القيادي الكردي مصطفى بارزاني في الماضي بزيارة إسرائيل، وكذلك فعل ابنه مسعود، الذي يترأس إقليم كردستان العراق حالياً، فيما زار عدد من المسؤولين الإسرائيليين كردستان، بحسب بنغيو، صاحبة كتاب بعنوان 'أكراد العراق: بناء دولة داخل دولة'.
وتابعت: 'لا أعرف إلى أي مدى يمكن أن تكون فيه (كردستان) حليفة، لأنها ستتعرض لضغوط نتيجة عوامل عربية مختلفة، ولكنها على الأقل لن تكون معادية لإسرائيل، وهذا مؤكد'.
واعتبرت بنغيو أن 'الأمر الأكثر أهمية سيكون تشكيل منطقة عازلة ضد العناصر المتطرفة، ليس إيران فحسب، بل غيرها أيضاً'، في إشارة إلى تنظيم الدولة الإسلامية والميليشيات العراقية الشيعية.
وأوضحت أن 'دولة كردستان' تركز على 'العلمانية والديمقراطية والاعتدال وقبول الآخر، وستكون بالتالي عنصراً إيجابياً في منطقة تزداد تطرفاً وغير مستقرة'.
هاف بوست