اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٠ تشرين الأول ٢٠٢٥
مثقلا بجراحه، يترقب الشاب أيمن الأسطل لليوم الـ10 بعد دخول اتفاق وقف حرب الإبادة حيز التنفيذ، فتح بوابات معبر رفح البري ليتمكن من السفر للعلاج، لكن أمله يصطدم بقرار الاحتلال استمرار إغلاق المنفذ الوحيد للغزيين إلى العالم.
أصيب الأسطل في الأول من يونيو/حزيران بطلق ناري في الرأس، ما أدى إلى كسر في الجمجمة وشلل نصفي، ولا يزال يعاني آلاما في رأسه والتهابات متكررة، ويعيش على المسكنات فقط بانتظار فرصة العلاج.
بصوت مرهق، يقول الجريح لصحيفة 'فلسطين': حتى اللحظة، ما زلت عالقًا بانتظار السفر، في حين يتدهور وضعي الصحي يومًا بعد يوم، رغم أن التقارير الطبية تؤكد حاجتي العاجلة إلى زراعة عظم للرأس وعلاج متكامل في الخارج.
ويضيف: كل لحظة تمر عليّ هي معاناة وألم لا يُطاق، وأنا أريد فقط أن أعود لحياتي، أن أقف على قدميّ من جديد، وأبني مستقبلي.
وفي حالة مشابهة، يعاني الأسير المحرر محمد الكحلوت منذ أن بُترت رجله بعد استهداف مركز إيواء بجباليا، شمال قطاع غزة.
وقد اعتقله الاحتلال من سيارة الإسعاف في أثناء نقل الجرحى من مستشفى كمال عدوان إلى مجمع الشفاء الطبي بعد تنسيق منظمة الصحة العالمية.
وتعرض الكحلوت، وفق إفادته في منشور بفيسبوك، للإهمال الطبي وتحرر أخيرا من الأسر بعد سنة من الاعتقال. ويحتاج الشاب إلى العلاج بالخارج، لتركيب طرف صناعي يمكنه من مواصلة حياته بشكل طبيعي.
والسبت، تنصل رئيس حكومة الاحتلال المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بنيامين نتنياهو من فتح معبر رفح، الذي يعد شريان الحياة للغزيين.
وفي مايو/أيار 2024، احتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الجانب الفلسطيني من معبر رفح البري الحدودي مع مصر. ويطبق الاحتلال حصاره على جميع المعابر المؤدية إلى قطاع غزة، بما يشمل منع تنقل الأفراد وتقييد إدخال البضائع والمساعدات الإنسانية.
الآلاف بحاجة للسفر
ويتقاسم الأسطل والكحلوت هذه المعاناة مع الآلاف من الجرحى والمرضى في غزة.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، ارتكب الاحتلال إبادة جماعية، أدت إلى استشهاد وفقد 73,731 مواطن، بينهم أكثر من 20,000 طفل و12,500 امرأة، إضافة إلى إبادة 2,700 أسرة بالكامل من السجل المدني، كما أصيب أكثر من 170 ألف غزي، بينهم آلاف حالات البتر، والشلل، وفقدان البصر، بحسب معطيات رسمية.
ويحتاج أكثر من 22,000 مريض في غزة للعلاج في الخارج، فيما أنهى أكثر من 17,000 مريض إجراءات التحويل وينتظرون سماح الاحتلال لهم بالسفر، وفق بيان للمكتب الإعلامي الحكومي في 6 سبتمبر/أيلول.
وجاء في البيان، أن أكثر من 5,200 طفل يحتاجون إجلاء طبيا عاجلا لإنقاذ حياتهم، ويمنعهم الاحتلال من السفر، على مدار عامين متتاليين.
ويواجه 12,500 مريض سرطان خطر الموت في ظل حاجتهم للعلاج، كما يحتاج 3,000 مريض بأمراض مختلفة للعلاج في الخارج. ويرزح 350,000 مريض مزمن تحت الخطر بسبب منع الاحتلال إدخال الأدوية، بحسب 'الإعلامي الحكومي'.
خرق الاتفاق
بدورها، تقول مسؤولة الإعلام في المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان مها الحسيني: إن الاحتلال لايزال يفرض قيودا منذ بداية الإبادة الجماعية ويستمر في خرق وقف إطلاق النار ويمنع خروج المرضى والمحتاجين إلى الرعاية الصحية العاجلة.
وتضيف الحسيني لصحيفة 'فلسطين': الاحتلال الإسرائيلي يدمر مقومات الحياة في قطاع غزة ويمنع حتى خروج هؤلاء المرضى للعلاج في الخارج، مشيرة إلى أن (إسرائيل) عملت منذ بداية حرب الإبادة على تدمير مقومات الحياة ولاسيما الصحية.
وتؤكد أن الاحتلال يستمر في حرب الإبادة الجماعية على غزة حتى في أثناء وقف إطلاق النار، مفسرة: 'جميع الأدوات التي استخدمها خلال حرب الإبادة الجماعية مازال يستخدمها الآن ولكن بشكل خفي وصامت وبطيء، فهو يقتل الفلسطينيين في قطاع غزة بطرق أخرى غير القنابل وغير الصواريخ'.
ومن ذلك ـوفق الحسيني- منع الجرحى والمرضى من العلاج وإبطاء عملية إعادة الإعمار وإزالة الركام ومنع إدخال المعدات الثقيلة لقطاع غزة للبحث عن المفقودين.
وتفيد مسؤولة الإعلام في 'الأورومتوسطي'، برصد 48 اختراق إسرائيلي لوقف إطلاق النار، منذ دخوله حيز التنفيذ في 10 من الشهر الجاري، مؤكدة أن الاحتلال لا يزال يخرق الاتفاق، ولم يوقف أصلا حرب الإبادة.
ووسط تعنت الاحتلال في الالتزام بفتح معبر رفح، يناشد الأسطل والكحلوت ومعهما سائر جرحى ومرضى تمكينهم من السفر للعلاج، ويعولون على مساعدة المجتمع الدولي، والمؤسسات الحقوقية، والمنظمات الإنسانية المعنية، لئلا يتبدد أملهم في الحياة.

























































