اخبار فلسطين
موقع كل يوم -شبكة مصدر الإخبارية
نشر بتاريخ: ٢٣ حزيران ٢٠٢٥
'ايدي ورجلي راحوا ما ضل شي لالي بالدنيا'، بهذه الكلمات بدأ المزارع صلاح رجب '58 عامًا' حديثه بعد أن بترت يده وقدمه جراء قصفٍ إسرائيلي في مدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
في تاريخ 3-4-2024، خرج رجب لأجل لقمة العيش مع ابن عمه في ظل المجاعة الشديدة التي خيّمت على شمال القطاع، ما أدى لإصابته واستشهاد ابن عمه.
كان رجب يُعيل 5 عائلات من خلال عمله في الزراعة، والآن بات دون عمل ولا معيل له، فابنه الآخر مصاب بشلل نصفي بعد أن أصيب باستهداف إسرائيلي.
'صرت بتمنى الموت ايدي راحت كيف بدي أرجع أزرع تاني، إلى هنا وحياتي انتهت لم أستطع التأقلم مع الواقع الجديد، تحولت من حياتي من شخص يزرع ويعمل في الكثير من الأراضي والآن بدأت أشعر وكأنني لا أسوى شيء'، يقول رجب بحسرة وقهر.
يروي رجب لـ'شبكة مصدر الإخبارية' سبقته دموعه قبل كلماته: 'كنا نعيش حياة وكأنها من الجنة تحولت إلى جحيم حرب وجوع وقتل وبتر أجسادنا، والعيش في الخيام معاناة أخرى لا نستطيع تحملها'.
ويضيف: 'كيف لنا نتحمل الوجع وحرّ الصيف في الخيمة، حياتنا باتت شبه معدومة، أربع عائلات تعيش في خيمة واحدة وأنا مصاب وابني كمان لم يستطع تحمل الحرارة ونقلناه إلى شقيقته التي تعيش في إحدى المباني للتخفيف عنه'.
يُعاني صلاح من ورم في يده المبتورة، فالأدوية باتت مضرّة له بعد أن كان لكل داء دواء، فاختلف الأمر مع حالته، ليس أمامه سوى عملية جراحية غير قادرة المستشفيات في غزّة على إجرائها بسبب شح الأدوية والمعدات الطبية.
ويشير إلى أنّه كان يقطف الخضروات والفواكه ويبيعها في الأسواق, والآن بات يشتهي هذه الأصناف في ظل المجاعة التي عادت مرة أخرى، مردفًا: 'حتى الطحين صرنا نجيبه بعد معاناة، ولا أحد قدم لنا أي نوع من المساعدات'.
ويتمنى صلاح بأنّ يحصل على حقه بالسفر للعلاج بالخارج وتركيب أطراف صناعية لتعود حياته الطبيعية كما كانت، قائلًا: 'نفسي أرجع إلى أرضي وأزرعها من جديد الحياة دون زراعة كالعدم وكأنني فقدت قطعة من الجنة'.
اقرأ/ي أيضًا: فرشاة من تحت الركام: ياسمين الداية ترسم وجع غزة