اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٣ تموز ٢٠٢٥
يعيش الرياضيون في غزة أوضاعًا استثنائية تختلف كليًّا عن بقية زملائهم في العالم، إذ تضربهم المجاعة مع اشتداد الحصار الإسرائيلي واستمرار الحرب الممتدة منذ أكثر من 650 يومًا.
واضطر الرياضيون في غزة إلى ترك الكرة، وأصبحوا يقضون يومهم كبقية أبناء شعبهم في البحث عن الطعام والماء، لتأمين لقمة العيش التي بات الحصول عليها صعبًا في ظل صمت دولي مريب، رغم أن عددًا كبيرًا منهم لعب تحت راية الاتحاد الدولي لكرة القدم 'الفيفا'.
ومنذ 2 مارس 2025، تغلق (إسرائيل) جميع المعابر مع قطاع غزة وتمنع دخول المساعدات الغذائية والطبية، مما أدى إلى تفشّي المجاعة بشكل كبير، ولم يسلم منها الرياضيون أيضًا.
وقد نعى الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم اللاعب محمود معمر، الذي ارتقى شهيدًا خلال محاولته الحصول على مساعدة غذائية في مدينة رفح، وسبقه قبل أيام قائد منتخب فلسطين لكرة الطائرة أحمد المفتي، الذي استشهد بنفس الطريقة.
كما عرض اللاعب الموهوب حمادة صالح، نجم خط وسط فريق النادي الأهلي الفلسطيني، حذاءه للبيع عبر منشور على صفحته في موقع 'فيسبوك'، في محاولة لإنقاذ أسرته من الجوع، وكتب: 'للأسف، آخر ما تبقى لي من ذكريات كرة القدم... للبيع'، وأرفق معه صورة الحذاء.
وتفاعل عدد كبير من النشطاء والمتابعين مع منشور صالح، مطالبين المؤسسات الرياضية الدولية بالتحرك للضغط من أجل فك الحصار ومساندة الرياضيين الفلسطينيين.
أما لاعب منتخب فلسطين السابق والمدرب محمد السويركي، فلم تشفع له مشاركاته الدولية ولا إنجازاته في ملاعب كرة القدم، ليعيش مأساة النزوح بعد تدمير منزله في حي التفاح شرق غزة، وليقاسي الجوع مع أفراد عائلته.
وقال السويركي لـ 'فلسطين أون لاين': 'أكبر انتصار حاليًا هو تأمين لقمة العيش اليومية لأسرتك، خصوصًا في ظل الغلاء الفاحش في الأسعار، حيث أصبحت الأمور صعبة للغاية، ونعيش حالة مجاعة حقيقية'.
وأضاف: 'كنت سابقًا أسمع صوت البكاء على خسارة مباراة، أما اليوم فأسمع بكاء أطفالي وأحفادي من شدة الجوع. بدلًا من أن نخطط للمباراة القادمة، أصبحت خطتنا اليوم تدور حول كيفية تأمين الطعام والشراب، في مهمة صعبة داخل ملعب فقد كل مقومات الحياة'.
وكتب لاعب كرة القدم السابق رامي الحلبي عبر صفحته في 'فيسبوك': 'أول منشور لي منذ بداية الحرب.. أطلب من الأصدقاء ممن لديه طحين أن يبلغني لشرائه، من أجل الأطفال فقط'.
النشر على مواقع التواصل الإجتماعي لم يتوقف، فكتب الكابتن هيثم حجاج مدرب فريق نادي اتحاد الشجاعية ' من حقنا أن نصرخ برجولة وشهامة.. غزة مجوعة وليست جائعة'.
صرخات الرياضيين في غزة لم تجد الصدى المتوقع لدى زملائهم في الملاعب العربية أو العالمية، ولا حتى لدى الإعلاميين، سوى من بعض الأصوات التي تضامنت بخجل دون فعل حقيقي على الأرض، على أساس أن الرياضة موقف، والحب فعل.
وقد نشر اللاعب المغربي أشرف بن شرقي، نجم فريق النادي الأهلي المصري، صورة لعدد من النساء والأطفال في غزة وهم يقفون أمام تكية للطعام، وكتب: 'عند الله تجتمع الخصوم'، مرفقًا الصورة بعلم فلسطين.
أما محمد عواد، حارس مرمى نادي الزمالك المصري، فقد نشر على منصة 'إكس' وسم (#غزة\_تموت\_جوعًا) وأرفقه بعلم فلسطين.
اللاعب الدولي المصري محمد النني لاعب نادي أرسنال الإنجليزي السابق، كتب على منصة إكس ' يارب كن مع أهل غزة .. قلوبنا معكم .. يارب النصر قريب .. يارب أنت عالم بهم انصرهم'
ونشر لاعبوا نادي الوحدات الأردني فيديو قصير خاص بهم، يطلبون الوقوف والمساندة لأهل غزة، ودعمهم بشتى الطرق والوسائل، بينما شارك بعض نجوم المنتخب الوطني الفلسطيني والأردني هاشتاق (غزة_تموت_جوعا) مصاحب بصورة جسم إنسان على هيئة هيكل عظمي.
الصحفي الأردني المخضرم مفيد حسونة كتب: 'يا أمة الإسلام.. أيها العرب، زودوهم بالطعام فقط، وليس بالسلاح ولا بالمال.. غزة مدينة الجنة، كلهم شهداء عند الله، ونحن أسوأ جيل في تاريخ الإسلام'، وأرفق منشوره بصور للمواطنين وهم يتجمهرون للحصول على الطعام.
ومن مدينة الخليل، أعلن الإعلامي الرياضي الفلسطيني إيهاب أبو مرخية إضرابه عن الطعام منذ يومين، تعبيرًا عن تضامنه مع أهالي غزة. وقال إنه بدأ يشعر بالهزال والدوخة، ولم يعد قادرًا على المشي بشكل طبيعي.
وأوضح أبو مرخية: 'لم أفعل ذلك من باب المباهاة، بل من باب الشعور بأبناء وطني وديني. ومهما فعلنا فلن نقدم نقطة في بحر ما قدموه ويقدموه. لقد أنهكني التعب من يوم واحد، فكيف حال من لا يجدون رغيف خبز منذ أيام؟'.
وختم حديثه بقول النبي ﷺ: 'المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا'، في إشارة إلى ضرورة أن يقف الجميع من أبناء الوطن والأمة العربية والإسلامية إلى جانب غزة وأهلها.