اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكـالـة مـعـا الاخـبـارية
نشر بتاريخ: ٢٨ أيلول ٢٠٢٥
رام الله-معا-أصدر الاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين بيانًا في الذكرى الأولى لرحيل الراحل الأديب المناضل رشاد أبو شاور جاء فيه:يغيب أبو الطيب سنة كاملة، ويبقى حضوره المكين أدبًا ومنهجًا في زمننا الأليم وسنوات تحوّلها الصعب. هو الأديب المناضل صاحب المسيرة والسيرة المرصعة بالتحدي والتضحية والفداء، بصريح القول وبالمواجهة لكل زيف وضعف وارتجاف. عاش قانعًا بما آمن به ومقتنعًا بحق شعبه في الوجود، زاحفًا بكل ما أوتي من قوة نحو تحقيق حلم شعبه الأكبر والأجمل، غير متراجعٍ ولا مداهنٍ، ولا مساومٍ على حبة رمل واحدة من أرض فلسطين.
في سنته الأولى على رحيله بقي الجرح النازف في الوطن ينزف، ولم تَسلم أعشاش الطيور في أشجارها القديمة. لم يترك المحتل الصهيوني في السهول شجرًا، ولا للبحر نوارسَه؛ بل زاد طغيانه وجوره ووحشيته فيما لم تَشهده عيون التاريخ المعاصر. وكم كان الراحل الكبير، رغم مرضه الشديد، متابعًا لجرائم الدم في غزة والضفة على يد جيش يمارس القتل كأنه هوايةً، وبقي يحث الأجيال على الثبات ويدعو الأمة لأن تلتحم من أجل تخليص شعبنا من الاحتلال والقهر.
عبرت كتاباته عن غصّة مرّة من الخذلان، لكنه راهن ورحل وهو يراهن على سواعد الثائرين والمناضلين والمخلصين من أجل الخلاص. رشاد أبو شاور، في كل مسارات النضال التي أمضاها، ظل حتى النفس الأخير رافعًا شعار الكفاح في وجه المجرمين المحتلين، ثابتًا بثوابت لا تَزحزحها رياح الزمن، مؤمنًا بأن لا بديل عن فلسطين إلا فلسطين.
كما بدأ حياته مشوارًا، انتهت أنفاسه عينه على ترابه الوطني بكامل تفاصيله، لا ينقصه ذرةٌ من ترابٍ واحد. عاش ليعلّمنا معاني الصدق في الثبات والصبر والمضيّ في سبيل الحرية وكنس الاحتلال الغاشم. لم تَثنه حسابات الراحة والخسارة عن إتمام دربه، بل واجه الصعاب وتجاوز المعيقات، فأمّن مسارًا صلبًا كجبالٍ راسيات على ما آمن به وناضل لأجله.
ونحن على عهده — أصالةً وثباتًا لا حياد فيه ولا مرواغة — نمسك بوصاياه وعهدته أمانة في رقابنا. عهدة المخلصين الأوفياء والمناضلين التقاة من أجل فلسطين ستبقى نُحفظها ونَنقلها إلى الأجيال القادمة، رغم وعورة المرحلة واستفراد الطغمة القاتلة بنا، وصمت المجتمع الدولي، وزحف بعض الأنظمة نحو التطبيع مع من يحمل سكينًا ومفجّر دمائنا .
ورغم مساندة الإمبريالية الفاحشة لجيش الاحتلال، يبقى الحق حيًا مهما بالغ الاحتلال في إبادة الإنسان والمكان الفلسطينيين. لن نتخلى عن حقيقتنا: وجودًا، وهويةً، وحلمًا مستحقّ التحقيق، بالتحرير والعودة الكاملة على كامل التراب .
نم قرير العين يا أبا الطيب، فإننا إلى غايتك زاحفون. ولن يكون لنا بديل عن فلسطين إلا فلسطين. رحمك الله والملتقى يقين.