اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٤ أب ٢٠٢٥
حذّر المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي، د. إسماعيل الثوابتة، من أن التقديرات الحكومية في غزة تؤكد دخول سكان القطاع، البالغ عددهم نحو 2,440,666 نسمة بينهم 1.2 مليون طفل، فعليًا المرحلة الخامسة من الجوع، في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي في إغلاق المعابر ومنع إدخال الكميات اللازمة لتلبية احتياجات هذا العدد الكبير من السكان.
وأول من أمس، أعلنت الأمم المتحدة رسميًا حالة المجاعة في غزة، في سابقة هي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط. وأوضح تقرير المنظمة الأممية أن '500 ألف شخص يواجهون جوعًا كارثيًا'، وبعد أشهر من التحذيرات بشأن تفاقم الوضع الإنساني، أكد 'التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي' (IPC)، ومقره روما، أن محافظة غزة (مدينة غزة وحدها)، التي تغطي نحو 20% من مساحة القطاع، تشهد مجاعة بالفعل.
وقال الثوابتة لصحيفة فلسطين: 'إن إعلان الـIPC عن المجاعة في مدينة غزة ومحيطها هو تثبيتٌ فني دولي بأن عتبات المجاعة قد تحققت وفق المعايير المعتمدة (نقص غذائي حاد، سوء تغذية واسع لدى الأطفال، ووفيات تتجاوز المعدلات الحرجة)'.
وأضاف أن 'أهمية الإعلان تكمن في رفع مستوى الإنذار والضغط الدولي للسماح بدخول المساعدات الإنسانية على نحو أكبر، كما يوفر أساسًا مرجعيًا لتعبئة الاستجابة الإنسانية وتمويلها، ويؤكد أن ما يجري هو كارثة من صنع الإنسان، كما قال الأمين العام للأمم المتحدة، بما يحمله ذلك من دلالات أخلاقية وسياسية وقانونية قوية على ضرورة وقف إطلاق النار وضمان وصول إنساني كامل وغير مقيّد'.
وبيّن أن 'الـIPC حدّد أن 514 ألف إنسان يعيشون المجاعة فعليًا، مع توقّع ارتفاع العدد إلى 641 ألفًا بنهاية سبتمبر، واحتمال امتدادها إلى دير البلح وخان يونس. كما أشار إلى أن الوضع في الشمال قد يكون أسوأ، لكن نقص البيانات حال دون التصنيف'.
وشدّد الثوابتة على أن هذا الإقرار الفني ينسف ادعاءات الاحتلال الإسرائيلي بانتفاء المجاعة أو الاكتفاء بتدفقٍ محدود للغذاء، إذ إن 'التقييم يحكم بالواقع على الأرض لا بالتصريحات، ويؤكد أن الإدخال المحدود وغير الكافي لا يبدّل طبيعة الأزمة البنيوية للاحتياجات ولا يرفع المؤشرات عن عتبات المجاعة'.
وأشار إلى أن الاحتلال بدأ منذ 27 مايو 2025 إدخال عشرات الشاحنات تحت ضغط دولي وإعلامي هائل، إلا أن هذه الكميات لا تغطي سوى 14% إلى 15% فقط من احتياجات السكان، فيما يبقى باقي السكان بلا غذاء كافٍ. 'أعداد الوفيات ترتفع يومًا بعد يوم، ونعلن عن ذلك بكل وضوح'، أضاف الثوابتة.
وحول خطورة الوضع، حذّر من أن 'المجاعة متحققة فعلًا في غزة ومحيطها، واحتمال انتشارها إلى الوسطى والجنوب خلال أسابيع قائم بحسب التقرير'.
ولفت إلى أن التقرير يبرز تحكّم سلطات الاحتلال الإسرائيلي بجميع معابر ومنافذ القطاع، وسط شكاوى أممية مزمنة من العراقيل أمام إدخال المساعدات وتوزيعها. وأكد أن 'المفوض السامي شدّد بوضوح على أن المجاعة نتيجة مباشرة لسياسات الحكومة الإسرائيلية'، محذرًا من أن 'وفيات الجوع قد ترقى إلى جريمة حرب، ما يجعل أي تلاعب بالسردية الإعلامية عديم الأثر أمام الوقائع الفنية التي وثّقها الـIPC'.
واختتم الثوابتة بالتأكيد أن 'الخطر الداهم مستمر ومقلق، وسيكون له تداعيات كارثية على الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة'.

























































