اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١٦ حزيران ٢٠٢٥
في خضم كارثة إنسانية غير مسبوقة يعيشها أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة، تتهم تقارير غربية الولايات المتحدة وإسرائيل بتحويل المساعدات الإنسانية إلى أداة سياسية وعسكرية، تُستخدم ليس فقط لتوجيه السكان، بل وللتغطية على جرائم الحرب والتهرب من المساءلة الدولية.
وفي مقال نشرته مجلة ناشونال إنترست، يؤكد ألكسندر لانغلوا، محلل السياسة الخارجية والزميل في مؤسسة أولويات الدفاع الأميركية، أن 'مؤسسة غزة الإنسانية' ليست سوى قناع أميركي لحماية إسرائيل من الضغوط والملاحقة القانونية على جرائمها في غزة، وعلى رأسها 'التجويع المتعمد'، الذي يُعد جريمة حرب بموجب القانون الدولي.
يقارن الكاتب بين المؤسسة الجديدة والميناء العائم الذي أنشأته إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، ويشير إلى أن كليهما وظّف لتلميع صورة إسرائيل وإخفاء انتهاكاتها، خاصة خلال أوقات كان القضاء الدولي يتحرك ضدها.
ففي ذروة النظر في قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، سارعت واشنطن إلى إطلاق مشاريع 'إنسانية' بديلة، تهدف لذر الرماد في العيون.
وفي الوقت نفسه، صدرت مذكرات توقيف عن المحكمة الجنائية الدولية بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، بتهم تتعلق بجرائم ضد الإنسانية.
يذهب المقال إلى أن الأزمة الإنسانية في غزة ليست نتيجة خلل عشوائي، بل 'كابوس منظم'، يُنفذ بإحكام منذ إدارة دونالد ترامب، والهدف منه هو دفع سكان غزة نحو التهجير القسري، ضمن خطة تطهير عرقي إسرائيلية، موثّقة بتصريحات نتنياهو نفسه.
ويكشف الكاتب أن مواقع توزيع المساعدات التي تديرها المؤسسة الأميركية تقع في مناطق عسكرية مغلقة، لا يمكن لوسائل الإعلام أو لمراقبي الأمم المتحدة الوصول إليها، ما يُمكّن الجيش الإسرائيلي من ارتكاب الانتهاكات بعيدًا عن الكاميرات والمساءلة.
بحسب المقال، فإن الولايات المتحدة لا تخاطر فقط بسمعتها الأخلاقية، بل بأمنها ومصالحها، عبر دعم سياسة إسرائيل في تجويع السكان وتشريدهم بالقوة. فتهميش الأمم المتحدة، وإضعاف القانون الدولي، وتعزيز إفلات إسرائيل من العقاب، كل ذلك يعمّق عزلة واشنطن الدولية، ويفاقم التوتر في المنطقة.
واستشهد 68 شخصا بينهم 38 من طالبي المساعدات فيما أصيب أكثر من 182 آخرين جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على غزة في آخر 24 ساعة.
وارتفعت حصيلة الضحايا الإجمالية منذ بدء الحرب الإسرائيلية إلى 55432 شهيدًا و128882 إصابة منذ السابع من أكتوبر 2023.
وبحسب الحصيلة التي أعلنت عنها وزارة الصحة في القطاع، فإن إجمالي 'شهداء لقمة العيش' ممن وصلوا إلى المستشفيات من المناطق المخصصة لتوزيع المساعدات ارتفع إلى 338 وأكثر من 2831 إصابة.
ومر 618 يوما على الحرب، وسط استمرار المجازر والحصار والتجويع بحق أهالي غزة، في ظل أوضاع إنسانية متدهورة تزداد سوءا يوما بعد آخر.
ومن جانبه، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن '300 فلسطيني استشهدوا وأصيب 2649 آخرون، في الفترة الممتدة من 27 مايو وحتى اليوم، خلال محاولتهم الوصول إلى مراكز توزيع الغذاء المعروفة بالآلية الأمريكية-الإسرائيلية'.
ووصف المكتب الإعلامي هذه المراكز بأنها 'مصائد موت' تستدرج الجائعين نحو الاستهداف المباشر، لافتا إلى أن الاعتداءات وقعت تحديدا في مناطق رفح جنوبا ووادي غزة وسط القطاع.