اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٨ شباط ٢٠٢٥
لم يكن الطالب الفلسطيني سمير حسين، الذي يدرس في كلية الطب بجامعة القاهرة، يتوقع أن تتحول زيارته القصيرة لعائلته في غزة إلى إقامة قسرية تمتد لأكثر من عام ونصف، بسبب الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023، والتي أغلقت الأبواب أمام عودته لمقاعد الدراسة.
ورغم محاولات أساتذته إرسال المواد الدراسية إلكترونيًا، فإن ظروف الحرب، وما تبعها من انقطاع الكهرباء وضعف شبكات الإنترنت، حالت دون استفادته الكاملة. إضافة إلى ذلك، فإن دراسته الطبية تتطلب تدريبًا عمليًا داخل المستشفيات، وهو ما لا يمكن تعويضه عن بُعد.
يقول حسين لـ 'فلسطين أون لاين': 'كنت أظن أن انتظاري لن يطول، لكن الحرب غيرت كل شيء. لا يمكنني التخلي عن حلمي بأن أصبح طبيبًا.'
ويوجه مناشدة عاجلة للمؤسسات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان، مطالبًا بالتدخل لمساعدته في السفر، محذرًا من أن استمرار تأخره عن دراسته قد يهدد مستقبله الأكاديمي بالكامل.
عمل مفقود ومستقبل مجهول
لا يختلف حال محمد عاشور كثيرًا عن حسين؛ فبعدما كان يعمل في الإمارات منذ عشر سنوات، وجد نفسه عالقًا في غزة بعد زيارته لحضور زفاف شقيقته، إذ تحول الفرح إلى معاناة طويلة بسبب إغلاق معبر رفح.
مع مرور الوقت، تزداد مخاوف عاشور من فقدان وظيفته، خاصة مع استمرار الحرب وتعطل سفره.
يقول لـ'فلسطين أون لاين' بأسى: 'ضاقت بي الحياة هنا، ولا أعرف متى سأتمكن من العودة. كلما طال انتظاري، زادت احتمالية أن تستبدلني الشركة بموظف آخر.'
ومثل عاشور، يعيش آلاف العالقين في غزة حالة من الترقب والقلق، بين انتظار انفراجة قد تأتي أو لا تأتي، وبين واقع اقتصادي صعب يفرض مزيدًا من التحديات.
حنين إلى الوطن
أما الحاجة أم مصطفى، فتعيش معاناة من نوع آخر، إذ تنتظر بفارغ الصبر السماح لها بالعودة إلى غزة، بعدما أُجبرت على البقاء في مصر بسبب الحرب.
رافقت أم مصطفى زوجها في رحلة علاجية إلى القاهرة، لكن الأوضاع تغيرت بسرعة، إذ أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي معبر رفح واستولت عليه، مما منعها من العودة إلى القطاع.
تحكي لـ'فلسطين أون لاين' بمرارة: 'خرجت مع زوجي للعلاج، لكن خلال وجودنا في مصر أُغلق المعبر، ورأينا بأعيننا كيف تزداد الأوضاع سوءًا. توفي زوجي هناك، ودفنته بعيدًا عن أرضه، والآن أعيش وحيدة، أشتاق إلى أهلي وأحفادي، لكنني لا أملك سوى الانتظار.'
وتضيف بحزن: 'قلبي يعتصره الألم، ليس فقط لفقدان زوجي، ولكن أيضًا للقلق المستمر على أهلي في غزة، والخوف من أن أموت هنا دون أن أعود لوطني.'
مطالبات بفتح المعبر
من جانبه، أكد د. باسل عابد، الناشط في حقوق الإنسان، على ضرورة فتح معبر رفح بانتظام، وتمكين الفلسطينيين من التنقل بين غزة ومصر بحرية، خاصة في الحالات الإنسانية الملحة.
وقال عابد لـ'فلسطين أون لاين': 'يجب تخصيص آلية عاجلة للتعامل مع الحالات الطارئة، مثل المرضى المحتاجين إلى علاج عاجل في الخارج. كما أن تأخير سفر الطلبة والعاملين العالقين في غزة يهدد مستقبلهم بشكل خطير.'
وشدد على ضرورة إعادة فتح المعبر أمام حركة التجارة أيضًا، لتخفيف حدة الأزمة الاقتصادية التي يعانيها القطاع، في ظل الحصار المفروض عليه منذ سنوات.
ويُعد معبر رفح الحدودي البري الوحيد الذي يربط قطاع غزة بالعالم الخارجي عبر مصر، وهو شريان الحياة الأساسي لسكان القطاع. ومنذ أن فرض الاحتلال الإسرائيلي سيطرته على المعبر خلال الحرب الأخيرة، أصبح العبور منه حلمًا صعب المنال لآلاف الفلسطينيين الذين ينتظرون بفارغ الصبر لحظة انفراجه