اخبار فلسطين
موقع كل يوم -ار تي عربي
نشر بتاريخ: ٢٦ أب ٢٠٢٥
عن مصير غزة، كتب مراد صادق زاده، في 'إزفيستيا':
بعد اثنين وعشرين شهرًا، من 7 أكتوبر/ت1 2023، تحولّت المعركة التي بدأت كحملة عقابية سريعة إلى حرب استنزاف، مع جبهات متعددة، وكارثة إنسانية، وجمود في المفاوضات.
في أوائل أغسطس/آب، قال بنيامين نتنياهو، في مقابلة مع قناة فوكس نيوز، إن إسرائيل تنوي السيطرة على قطاع غزة بأكمله، 'وإزالة حماس'، وتسليم إدارة القطاع إلى هيكل غير حماس، مؤكدًا أن إسرائيل لن تحكم الجيب بشكل مباشر. وفي اليوم التالي، وافقت الحكومة الأمنية على خطة للسيطرة على غزة، ووصف الأمين العام للأمم المتحدة هذا المسار بأنه 'تصعيد خطير' ينذر بتدفقات جديدة من اللاجئين.
وهكذا، يصطدم المنطق العسكري بالمنطق السياسي. فمن دون هيكل واضح 'لليوم التالي' بعد الحرب (من سيحكم القطاع وبأي تفويض)، فإن 'عربات جدعون 2' تحمل خطر تكرار مصير سابقتها. الخلفية الأيديولوجية تُفاقم الوضع: فلقد أثار اعتراف نتنياهو، في أغسطس/آب، بالتزامه بـ'إسرائيل الكبرى' ردة فعلٍ حادة من العواصم العربية. لكن الواقع يقول ببساطة: لم يفد عامان تقريبًا من الحرب في القضاء على التهديد تمامًا، ولا يوجد إجماعٌ داخل الجيش.
وهكذا، تزامنت 'عربات جدعون 2' مع مفترق طرقٍ نادر: إما ممرٌّ دبلوماسيٌّ مع وقفةٍ وتبادلٍ للآراء، أو مفرمة لحمٍ جديدةٍ في حرب المدن. يتطلب المسار الأول شجاعةً سياسيةً- الاعتراف بأن الأمن لا يتحقق بالدبابات وحدها، بل وبالمؤسسات. أما المسار الثاني، فيتطلب المزيد من جنود الاحتياط وأوامرَ أكثر صرامةً.
في صبرا، تجلت بوضوح معالم هذا الخيار، حيث جنازير الدبابات سبقت الكلمات. ومع ذلك فالكلمات- الدبلوماسية والقانونية- هي التي ستُقرر ما إذا كان احتلال غزة سيعني نهاية الحرب أم مجرد فصلٍ جديد من فصولها. المسار الثاني، أكثر احتمالا..
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب