اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٥ تشرين الثاني ٢٠٢٥
شهد شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي تصاعدًا لافتًا في انتهاكات قوات الاحتلال 'الإسرائيلي' بحقّ المسجد الأقصى في القدس المحتلة، إذ ارتفع عدد المستوطنين الذين اقتحموا باحات المسجد بنسبة 130% مقارنة بالشهر السابق، ليصل إلى 10,822 مستوطنا إسرائيليا.
وأوضح تقرير صادر عن محافظة القدس، أول من أمس، أن 8,704 شخصا إضافيين دخلوا المسجد الأقصى تحت غطاء ما يُعرف بـ'السياحة'، في إطار سياسة تهويدية ممنهجة تهدف إلى فرض السيادة الإسرائيلية على المسجد ومحيطه.
وقال رئيس وحدة العلاقات العامة والإعلام في المحافظة، معروف الرفاعي، إن هذه الأرقام تُعدّ من بين الأعلى خلال السنوات الأخيرة، مشيرًا إلى أن الجمعيات الاستيطانية تنظم اقتحامات يومية للمسجد وتكثّف وجودها داخله بهدف فرض واقع إسرائيلي فعلي ومنع المسلمين من المكوث فيه بين الصلوات.
وأضاف أن شرطة الاحتلال المتمركزة على أبواب المسجد تمنع المصلين من دخوله خارج أوقات الصلاة، في محاولة لفرض واقع جديد يُقوّض الوجود الإسلامي في المكان، مؤكدًا أن تكثيف الاقتحامات يهدف أيضًا إلى غرس صورة ذهنية مضلّلة لدى الرأي العام الإسرائيلي والعالمي بأن الأقصى 'مكان مقدّس لليهود'.
وأشار الرفاعي إلى أن المستوطنين، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، أصبحوا يؤدّون طقوسًا وصلوات تلمودية علنية داخل ساحات المسجد، ويتعاملون معه وكأنه كنيس يهودي، لا سيّما في الجهة الشرقية.
وأوضح أن الزيادة الملحوظة في أعداد المقتحمين خلال أكتوبر ترتبط مباشرة بفترة الأعياد اليهودية، إذ شهدت الأيام الواقعة بين مطلع الشهر والسابع عشر منه سلسلة مناسبات دينية مثل رأس السنة العبرية وعيد العُرش، ما جعل الأقصى هدفًا رئيسيًا للاقتحامات. وقد بدأت هذه المناسبات فعليًا منتصف سبتمبر واستمرت حتى منتصف أكتوبر.
وبيّن الرفاعي أن هذه الاقتحامات غالبًا ما تُسبق باقتحامات لأحياء البلدة القديمة في القدس، في خرق واضح للقانون الدولي، وغالبًا ما تترافق مع أداء طقوس تلمودية وارتداء ملابس كهنوتية، واستخدام أدوات دينية كـ النفخ في البوق شرق المسجد، وأداء ما يُعرف بـ'السجود الملحمي'، خاصة قرب مصلى باب الرحمة في الجهة الشرقية، وهي منطقة يمنع الاحتلال دخول المسلمين إليها منذ عامين وتُستهدف بشكل متزايد من الجمعيات الاستيطانية تحت حماية الشرطة والمخابرات الإسرائيلية.
وأكد الرفاعي أن منطقة باب الرحمة تشهد تكثيفًا غير مسبوق للاقتحامات، إذ يعتقد المستوطنون أن ما تبقّى من'الهيكل المزعوم' يقع في محيطها، ما يدفعهم إلى محاولة فرض سيطرة كاملة عليها بزعم قدسيتها الدينية.
وفي ما يتعلق بخطوات محافظة القدس إزاء هذا التصعيد، أوضح الرفاعي أن دورها يقتصر على توثيق الجرائم وإعداد التقارير الرسمية التي تُرفع إلى الجهات السيادية الفلسطينية، لتتولى بدورها مخاطبة المؤسسات والمنظمات الدولية والدول الراعية لاتفاقيات السلام، إلى جانب الأردن صاحب الوصاية على المقدسات الإسلامية في القدس.
وأضاف أن المحافظة لا تملك إمكانات مالية أو ميدانية كافية لحماية المسجد، لكنّ صمود المقدسيين ومرابطتهم يمثل خط الدفاع الأول عنه، مشيرًا إلى أن السنوات الخمس الأخيرة شهدت ارتفاع نسبة السكان العرب في القدس من 40% إلى 45%، ما يعكس تمسّكهم بأرضهم رغم تصاعد الانتهاكات 'الإسرائيلية' ومحاولات التهجير القسري.
واختتم الرفاعي بالتأكيد على أن المقدسيين بحاجة ماسة إلى دعم حقيقي لتعزيز صمودهم، خصوصًا أولئك الذين يواجهون خطر هدم منازلهم أو الإخلاء القسري.
ووفق معطيات فلسطينية، أصدرت سلطات الاحتلال خلال الشهر الماضي 55 إخطارًا تشمل 45 أمر هدم و7 قرارات إخلاء و3 أوامر استيلاء على أراضٍ وممتلكات، تركزت في أحياء 'الطور وسلوان وعناتا وجبع وقلنديا'، إضافة إلى تجمع 'السعيدي' البدوي شرق المدينة، ونُفذت 15 عملية هدم وتجريف خلال الشهر ذاته.

























































