اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكالة شهاب للأنباء
نشر بتاريخ: ٢٥ حزيران ٢٠٢٥
ينما تدخل العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة شهرها الـ20 بلا نهاية في الأفق، يقرّ أحد أبرز الأصوات في الصحافة العبرية، بن درور يميني، بأن إسرائيل تعيش لحظة فشل مزدوجة: عسكرياً بلا إنجاز سياسي، ودبلوماسياً بلا دعم دولي.
ويدعو يميني في مقال لافت في صحيفة يديعوت أحرونوت إلى ما يصفه بـ'القرار العاقل الوحيد': الانسحاب من غزة وإطلاق سراح الأسرى، كخطوة ضرورية لحسم المواجهة الأهم – وهي ليست مع حماس، بل مع إيران.
ويشير إلى أن الصراع هناك لم يحقق أي نصر حاسم رغم مرور قرابة عامين، حيث يُقتل جندي أو مستوطن يوميًا تقريبًا في دوامة استنزاف لا نهاية لها. على المستوى العسكري، يعترف بأن الواقع مرهق وقاسٍ، لكن الأخطر – من وجهة نظره – هو ما يحدث في الجبهة السياسية.
فقد نجحت إسرائيل، بحسب قوله، في تسجيل هزيمة دبلوماسية ضد نفسها، عبر 'تصريحات متغطرسة' وصفت بأنها عنصرية وفاشية من قبل وزراء وأعضاء كنيست، وضعت إسرائيل في أدنى مستوى دبلوماسي بتاريخها.
وأكد يميني أن المعركة المركزية الحقيقية لإسرائيل ليست في غزة، بل في مواجهة إيران. ويذهب أبعد من ذلك حين يقول: 'هذه هي المعركة التي قد تغيّر وجه الشرق الأوسط... المعركة التي قد تُنقذ إسرائيل من الانهيار السياسي'.
غير أن استمرار الحرب على غزة، حسب رأيه، يُضعف قدرة إسرائيل على تركيز مواردها ومكانتها السياسية والعسكرية في معركتها مع طهران. فكل يوم يمر، يُفقدها دعمًا دوليًا إضافيًا كانت تحتاجه لبناء إجماع عالمي ضد التهديد الإيراني.
يشير إلى مثال واضح يعكس تحوّل المزاج الغربي، وهو الصحفي البريطاني بيرس مورغان، الذي بدأ مواقفه مؤيدة لإسرائيل، قبل أن يتراجع عنها بشكل علني نتيجة تقارير عن مقتل مدنيين فلسطينيين. السبب؟ تصريح الوزير المتطرف بتسلئيل سموتريتش، الذي دعا إلى 'تدمير ما تبقى من غزة'.
ويُحمل يميني مسؤولية ذلك التحوّل إلى وزراء وشخصيات عامة إسرائيلية وصفهم بأنهم 'مهووسون بالظهور كرجال أقوياء' أمام قاعدة انتخابية متعطشة للدماء، وفق وصفه، حتى لو كان الثمن خسارة دعم المجتمع الدولي.
ويحذر بن درور يميني من أن التمادي في غزة سيؤدي إلى كارثة في أي مواجهة مقبلة مع إيران، لأن الخسائر السياسية والإعلامية والدبلوماسية التي لحقت بإسرائيل ستتضاعف في سياق معركة تحتاج فيها إلى حلفاء. ويُحمّل الحكومة الإسرائيلية مسؤولية تقويض الجبهة الداعمة لها خارجيًا.
ويختم يميني مقاله بمناشدة صريحة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزرائه، قائلا: 'إذا تبقى لديكم ذرة عقل، غادروا غزة. أطلقوا سراح الرهائن. هذا هو الشيء الوحيد الذي يمكن أن يساعد إسرائيل على التركيز في الهدف الأساسي الذي هو إيران'.
ويشدد على أن 'إسرائيل أهم بكثير من القاعدة اليمينية المتعطشة للدماء التي يغازلها الوزراء بتصريحاتهم'، مضيفا أن التصرفات الحالية 'تُقوّض الجهد العسكري والسياسي'، وقد تعيد سيناريو فقدان الدعم كما حصل في بداية الحرب على غزة.