في غزة.. أشكال عديدة للموت للحصول على المساعدات الإنسانية

أسفل عجلات إحدى شاحنات المساعدات الإنسانية التي تدخل شمال قطاع غزة، قضى الشاب عبد الله الديري أخر أنفاسه، خلال مساعيه للحصول على كيس طحين لأفراد أسرته.

الديري الذي فقد حياته، كان يأمل في الحصول على الطحين لإطعام أسرته المكونة من خمسة أفراد، في ظل المجاعة التي تضرب قطاع غزة.

ويقول أكرم إبن عم الشهيد الديري، إن نفاد الطحين من خيمة عبد الله ولدى غالبية سكان غزة منذ شهرين وارتفاع أسعاره بشكل جنوني لم يترك للجائعين في القطاع سوى الذهاب إلى نقاط التوزيع وأماكن توزيع المساعدات رغم خطورتها واستغلال الاحتلال لها وجعلها مصائد للموت.

ويضيف أن الجوعى في غزة 'أصبحوا يفضلون الموت برصاص الاحتلال على رؤية الاطفال والنساء يموتون جوعاً ويشتهون كسرة خبز'.

ويشير إلى أن' نموذج استشهاد ابن عمه عبد الله تحت عجلات الشاحنات أحد صور الموت المتعددة في القطاع التي تشمل القتل بنيران الاحتلال، ومن قبل مثيري الفوضى، وخلال التدافع والتزاحم'.

وبمكان ليس ببعيد عن منزل الديري، تعرض الفلسطيني عبدو بدوان لتهتك في قدمه بعد صعدت شاحنة مساعدات عليها خلال محاولته الحصول على كيس طحين.

ويصف بدوان ما وصلت له حالته بسبب سعيه للحصول على غذاء لأطفاله: 'بنهاية حياته كإنسان كانت قدمه طبيعية، وقادر على السير عيها وقضاء حوائجه'.

ويقول إن ما يجري للحصول على الطعام بغزة عبارة عن انتحار يقدم عليه السكان لإشباع بطون أبناءهم 'لكن ليس باليد حيلة لشيء آخر، سوى المخاطرة'.

ويشير إلى أن استمرار دخول المساعدات وفقاً للنظام المعمول به حالياً من شأنه حصد المزيد من أرواح الأبرياء الجوعى في غزة.

وتحوّلت نقاط توزيع المساعدات الأميركيةـ الاسرائيلية إلى كمائن للقتل الجماعي، حيث بلغ إجمالي عدد الشهداء منذ بدء العمل بآلية نقاط توزيع المساعدات في 27 مايو/ أيار 2025، أكثر من 200 شهيد، ومئات المُصابين.

يشار إلى أن 2.2 مليون فلسطيني في قطاع غزة يعانون من المجاعة نتيجة إغلاق اسرائيل المعابر ورفضها إدخال المساعدات الإنسانية للمنظمات الأممية.

اقرأ المزيد: حصيلة جديدة للشهداء في غزة وحدثين أمنيين بالقطاع