اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٨ شباط ٢٠٢٥
حوّل الاحتلال 'الإسرائيلي' قطاع غزة إلى منطقة منكوبة، حيث تنتشر صور الدمار في كل مكان، ولا توجد مقومات للحياة فيه؛ فلا شبكات كهرباء، ولا مياه، ولا صرف صحي، وأكثر من 80% من المباني مدمرة كليًا أو جزئيًا.
لذا، فإن قطاع غزة بحاجة ماسة وعاجلة إلى إعادة الإعمار، من قبل الجهات المانحة والدولية، من أجل تحسين معيشة آلاف المنكوبين الذين فقدوا منازلهم، وإيجاد مأوى لهم، وعدم الاقتصار فقط على المساعدات الإغاثية والغذائية.
ليس المعلبات فقط
وقفت لمى العجلة، العائدة مؤخرًا من الجنوب، مندهشة أمام أكوام المعلبات الفارغة التي أغرقت شوارع حي الشجاعية شرق مدينة غزة، بعدما عانى شمال القطاع من مجاعة لأكثر من عام منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية في السابع من أكتوبر عام 2023.
تقول العجلة لـ 'فلسطين أون لاين': 'لماذا تقتصر الجهات الداعمة لسكان القطاع على كراتين المعلبات فقط؟ صحيح أن الغزيين عانوا من مجاعة طاحنة، وهم بحاجة إلى الطعام، ولكنهم في الوقت ذاته يحتاجون إلى خيام، وكرفانات، ومصادر طاقة بديلة'.
منذ يومين، عادت مرام عجور إلى غرب غزة، حيث كانت تقطن، ووصفته بأنه بات يشبه 'مدينة أشباح'، إذ تنتشر فيه البيوت المحروقة والمدمرة، ولم يعد سكانها إليها لأنها لا تصلح للسكن، بينما الحياة فيه شبه متوقفة.
تقول عجور لـ'فلسطين أون لاين': 'أمهلت نفسي بعض الوقت قبل العودة إلى منطقة ميناء غزة، بسبب عدم توفر المياه وعودة عدد قليل فقط من السكان إليها، لكني في نهاية المطاف عدت، لأنها مدينتي، ومهما طال الزمن أو قصر، ستدب فيها الحياة من جديد. سنعاني، ولكننا سنتخطى كل ذلك، وهذا يعتمد على مساعدة الجهات المسؤولة في حل المشاكل'.
وتتابع: 'مشكلة توفر مياه الشرب تؤرقنا، حيث نضطر إلى المشي مسافة طويلة من أجل الحصول عليها. كما أحتاج إلى شوادر، أو خيمة، أو كرفان لحمايتنا من البرد والرياح الشديدة التي تحمل معها غبار الركام والحجارة الصغيرة'.
وتناشد عجور الجهات المانحة والدولية توفير الخيام، والكرفانات، وألواح الطاقة الشمسية التي تُعد عصب الحياة، في ظل تدمير محطة الكهرباء وارتفاع أسعار الوقود، بشكل عاجل وضروري.
إزالة الركام
عوني الشوا، الذي يسكن في شارع 8 جنوب مدينة غزة، ذُهل من هول الدمار والتجريف والركام الذي أغلق معظم الشوارع الفرعية المؤدية إلى منزله.
يقول الشوا لـ'فلسطين أون لاين': 'لم أعرف إلى أين أتجه، تهت عن البيت أكثر من مرة، فركام البيوت يغلق الشوارع، وبصعوبة بالغة وصلت إلى البناية التي أسكنها، حيث اضطررت للسير فوق تلال الركام'.
يوضح الشوا أن شمال غزة يحتاج إلى الإسراع في إزالة الركام وفتح الشوارع، من أجل التسهيل على السكان في التنقل، وكذلك تيسير حركة وسائل النقل، التي تكاد تكون شبه معدومة، حيث يضطر السكان إلى قطع مسافات طويلة سيرًا على الأقدام.
ويطالب بتوفير الأغطية والشوادر وجالونات المياه لسكان الشمال، من أجل تسهيل حياتهم، ومساعدتهم على مواجهة الأجواء الباردة، وتمكينهم من الصمود في وجه الظروف القاسية.