اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٣ تموز ٢٠٢٥
رغم الزخم العربي الكبير الداعم لغزة، والتظاهرات التي اجتاحت العديد من العواصم العربية، فإن استجابة الأنظمة لهذا الحراك الشعبي بقيت محدودة، بل تكاد تكون شكلية في بعض الحالات.
وشهدت شوارع عواصم عربية كصنعاء، وعمان، الرباط، تونس، حشودًا ضخمة تطالب بكسر الحصار عن غزة وفتح المعابر وإيصال المساعدات دون شروط.
ورفعت التظاهرات الشعارات المناهضة للتطبيع، والمنددة بالمواقف الرسمية المتراخية، إلا أن أغلب الأنظمة تعاملت مع هذا الحراك إما بالصمت أو القمع المحدود.
معظم الأنظمة اكتفت بإصدار بيانات إدانة ووعود بدعم غزة، دون اتخاذ خطوات عملية حقيقية. لم تفتح المعابر بشكل دائم، ولم تُفعّل أدوات الضغط السياسي والاقتصادي على المجتمع الدولي أو الاحتلال.
الكاتب والمحلل السياسي علي أبو رزق أكد أن هناك عدة طرق لدى الأنظمة لمساندة غزة لو توفرت الإرادة السياسية لديها.
وقال أبو رزق في حديثه لـ 'فلسطين أون لاين': 'الأنظمة العربية لم تنظر للمعركة الحالية أنها لحركة تحرر وطني تريد تنتزع حريتها من الاحتلال ولكنهم ينظرون اليها أنها حرب ضد معقل من معاقل الإسلام السياسي في المنطقة الذي يجب كسرها والخلاص منه لذلك تجد حالة صمت وتواطؤ'.
وأضاف' بإمكان الأنظمة العربية الاستثمار بورقة الاتفاقيات مع الاحتلال والتخلص منها او تعليقها على الأقل، والسماح للمناصرين التدفق للحدود لتشكيل حالة ضغط شعبي على الاحتلال '.
وأشار إلى ان هناك تواطؤ عربي رسمي من خلال الاعتداء على المناصرين قبل وصولهم لمعبر رفح.
ولفت إلى أن الأنظمة العربية مطلوب منها السماح لشعوبها التظاهر وتشكيل ضغط شعبي حقيقي امام السفارات الداعمة لجريمة الإبادة الجماعية ومحاصرة السفارات .
وذكر أن مشهد الضغط على السفارات الأمريكية سيجبر الولايات المتحدة الضغط على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتيناهو لوقف جريمة التجويع.
وبين ان هناك ورقة الاستثمارات والنفط والغاز من خلال تعليقها وتجميدها .
بدوره، أكد عارف العامري، مسؤول العلاقات والتواصل في الأحزاب اليمنية المناهضة للعدوان، أن صمت معظم الأنظمة العربية تجاه ما يجري في قطاع غزة يعكس تخلياً خطيراً عن المسؤولية القومية والدينية، في لحظة تواجه فيها الأمة تهديداً وجودياً غير مسبوق.
وقال العامري في حديثه لـ 'فلسطين أون لاين' إن 'الأنظمة العربية باتت عاجزة عن اتخاذ أي موقف جاد أو تحرك فعلي أمام المجازر المستمرة التي يرتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين، مضيفاً أن 'ما نشهده اليوم هو حالة من القعود والجمود تُشبه الموت السريري، لا يمكن تبريرها أو القبول بها'.
وأشار إلى أن موقف تلك الأنظمة لا يتعدى دور المتفرج الصامت، فيما تتفاقم جرائم الحرب بحق المدنيين في غزة، محملاً هذا العجز إلى هشاشة البنية السياسية للكثير من الأنظمة العربية، وانغماسها في حسابات ضيقة أبعدتها عن قضايا الأمة المصيرية.