اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكالة شمس نيوز
نشر بتاريخ: ٢ أيلول ٢٠٢٥
تتواصل مأساة النزوح في غزة مع اشتداد القصف واتساع رقعة الدمار وارتكاب المزيد من المجازر إذ أجبرت الاف العائلات على مغادرة بيوتها سيراً على الأقدام تحمل وهي ما تبقى من امتعة بسيطة فوق عربات او اكتاف متعبة.
الأباء يبحثون عن مكان يحمي أطفالهم من حر الصيف وفي الشتاء من برد الليل وخوف الطائرات، والأمهات يغطين أجساد صغارهن بقطع من القماش خشية ان يتجمدوا او يناموا جوعى.
والكثير من النازحين فقدوا منازلهم بشكل كامل أي احياء لا وجود لها وبعضهم نزح اكثر من مرة لينتقل من خيمة الى أخرى لا تقى حر الصيف ولا برد الشتاء.
وفي كل رحلة نزوح يزداد الألم ويغيب الأمان وتبقى غزة شاهدة على معاناة إنسانية غير مسبوقة نزوح غير مسبوق
تعيش مدينة غزة هذه الأيام أكبر حدث أمني وإنساني منذ بدء الحرب، مع نزوح أكثر من مليون مواطن من أحيائها المدمرة إلى الجنوب أو نحو مناطق يظنون أنها أقل خطرًا.
مشاهد مروعة لعائلات بأكملها تحمل ما تبقى من أمتعة وتتنقل على الطرقات المدمرة، وسط انعدام وسائل النقل وغياب الممرات الآمنة.
اكتظاظ الملاجئ وانهيار الخدمات في المدارس والمساجد والمراكز العامة التي تحولت إلى ملاجئ مؤقتة، لكنها لم تعد قادرة على استيعاب الأعداد المتزايدة. فالخيام التي نصبت في بعض الساحات امتلأت، فيما ينام آلاف النازحين في العراء بلا ماء ولا كهرباء ولا غذاء كافٍ.
مأساة إنسانية متفاقمة مع استمرار القصف واتساع رقعة التهجير، يعيش المواطنون حالة من اليأس واللايقين، فلا جهة تضمن لهم الأمان، ولا ممر إنساني آمن يوقف نزيف النزوح.
غزة اليوم أمام كارثة تاريخية: مدينة كاملة تبحث عن الحياة وسط ركام الحرب، وأكثر من مليون إنسان يفتقدون إلى أبسط حق وهو المأوى.
النزوح في غزة بات ابرز المظاهر الإنسانية القاسية للحرب حيث اضطرت بعض العائلات الى ترك بيوتها تحت القصف والدمار بحثا عن مأوى او مكان يوفر لهم شيئا من الأمان.
مشاهد النزوح مؤلمة جدا عائلات تحمل ما استطاعت من متاع أطفال يسيرون حفاة او ينامون على الأرصفة ، نساء وكبار السن يتكئون على بعضهم البعض في رحلة الهروب من الموت.
الكثير من العائلات نزحت اكثر من 10 مرات من بيت الى مدرسة الى خيمة الى أخرى حتى اليوم التشرد والنزوح هوية قسرية فرضتها الحرب .
ورغم الحديث عن مناطق امنة الا ان الواقع بكل مكان في غزة مهدد بالقصف ما يجعل النزوح رحلة بلانهاية
شهادات من قلب النزوح
أم محمد – نازحة من حي الشجاعية
'خرجنا تحت القصف، لم نحمل سوى ثيابنا. كنا نظن أننا سنجد مأوى في مدرسة قريبة، لكننا وجدناها مكتظة. الآن ننام على الأرض في ساحة صغيرة، لا ماء ولا كهرباء ولا مكان للأطفال.'
أبو أحمد – أب لخمسة أطفال
'هذه المرة الثالثة التي أنزح فيها مع عائلتي. كل مرة نترك البيت خلفنا، ولا نعرف إن كنا سنعود. أكثر ما يخيفني هو أطفالي، يسألونني: بابا فين نروح؟ وأنا لا أملك جوابًا.'
الطفلة سارة – 10 سنوات
'أنا تعبت. بدي بيت مثل قبل. ليش ما في مكان نلعب فيه؟ كل يوم بنمشي وبنخاف من الطيارة.'
مريم – مسنّة سبعيني
'عشت كل الحروب، لكن ما رأيت مثل هذا. الناس تائهة، تحمل أطفالها وتمشي بلا وجهة. لو في أمان بس يوم واحد، يمكن نرجع نلتقط أنفاسنا.'---
بهذه الشهادات، تظهر مأساة غزة ليست مجرد أرقام وإحصاءات، بل قصص إنسانية موجعة لملايين يعيشون أسوأ لحظات حياتهم.