اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٤ أيار ٢٠٢٥
تستغل تشكيلات عصابية من اللصوص والمجرمين، أثبتت الوقائع أنهم يتحركون بأوامر من أجهزة مخابرات الاحتلال وتحت غطاء جوي لهم، حالة المجاعة الشديدة التي تعصف بقطاع غزة، ويعملون على نهب مخازن الغذاء، بهدف تعميق المجاعة ومنع عمل التكايا الخيرية التي يستفيد منها مئات الآلاف من الفقراء وإثارة الفوضى والتعدي على ممتلكات الأهالي ومخازن الغذاء للمؤسسات المختلفة، وسرقتها.
ويتجمع اللصوص بنقاط محددة، ويحملون أسلحة خفيفة وأسلحة بيضاء، ثم يتوجهون إلى نقاط معينة ويقومون بإطلاق زخات كثيفة من الرصاص مما يرعب النساء والأطفال والأهالي وكذلك يعتدون على المارة ويسرقون مقتنياهم، وما يثير الشبهات حول تحركاتهم، أن المناطق التي يتوجهون إليها، تشهد تحليقا مكثفا لطائرات الاحتلال المسيّرة، ما يفسره البعض أنه غطاء جوي من الاحتلال لهم.
وخلال الأيام الماضية اعتدى اللصوص على عدد من مخازن غذاء بعدة أماكن بمدينة غزة، وعندما حاول عاملون في تكية خيرية بمنطقة الكرامة الدفاع عن أنفسهم واحباط سرقة التكية، قامت طائرات الاحتلال باستهداف العاملين الذين استشهد منهم تسعة أفراد.
وتكرر الأمر مساء الجمعة، عندما تجمع اللصوص عند مفترق 'التايلندي' وسط مدينة غزة، وحاولوا اقتحام أحد المخازن وبعض البيوت، إلا أن أجهزة الأمن قامت بمواجهتهم وطردهم، فقامت طائرات الاحتلال باستهداف رجال الأمن واستشهد أحد أفرادها كما استشهدت طفلة بالقصف وأصيب عدد آخر.
إشاعة الفوضى
ويؤكد المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي د. إسماعيل الثوابتة، أن الاحتلال 'الإسرائيلي' يسعى لإشاعة الفوضى كجزء من استراتيجية ممنهجة تهدف إلى تفكيك الجبهة الداخلية الفلسطينية، وضرب تماسك المجتمع، وخلق بيئة داخلية مضطربة تسهّل له السيطرة والاختراق الأمني.
وقال الثوابتة لصحيفة 'فلسطين': إن 'الفوضى ليست هدفاً بحد ذاتها، بل أداة يستخدمها الاحتلال لإضعاف المقاومة وإشغال الناس عن الجريمة الكبرى التي يرتكبها بحقهم: الإبادة الجماعية والتجويع. لذلك، نرى أن الفوضى تأتي دائماً متزامنة مع تصعيد في الاستهدافات الجوية، وكأن الاحتلال يسعى لإشغال الناس بين نار القصف ونار الفوضى الداخلية'.
وحول وقوف الاحتلال خلف هذه المجموعات، أوضح الثوابتة أن هناك أدلة موثقة واعترافات صريحة تم الحصول عليها من خلال التحقيقات الأمنية الجارية، تؤكد أن بعض العناصر التي تم القبض عليها كانت على تواصل مباشر مع جهات أمنية 'إسرائيلية'، وتلقّت منها توجيهات واضحة بإثارة الفوضى وتنفيذ عمليات سطو مسلح وترويع للآمنين.
وأكد 'لدينا معلومات استخبارية دقيقة تفيد بأن أجهزة الاحتلال 'الإسرائيلي' تدير خلايا نائمة وعصابات مأجورة داخل القطاع، ويحرّكها وفق خطة تتماشى مع الأهداف العسكرية الميدانية، بما يشكل تنسيقاً مفضوحاً بين الطيران الحربي والعصابات على الأرض.
وعن خطوات الجهات الأمنية في التعامل معها، شدد أن الموقف حازم ولا تهاون فيه، مؤكدا، أن الأجهزة الأمنية والشرطية ستضرب بيد من حديد كل من تسوّل له نفسه العبث بأمن الناس أو التواطؤ مع الاحتلال 'الإسرائيلي'.
وأشار إلى أنه قد تم خلال الأيام الأخيرة تنفيذ حكم إعدام الثوري بحق 6 من كبار المجرمين بعد ثبوت تواطؤهم وضلوعهم في زعزعة الأمن، كما أعلنت الجبهة الداخلية الفلسطينية، وكذلك إصابة 13 آخرين في عمليات ميدانية هادفة إلى تفكيك هذه الشبكات الإجرامية، إضافة إلى فرض حظر تجوال جزئي في بعض المناطق الحساسة لمنع تنفيذ عمليات سطو.
هبة شعبية
وبشأن تعزيز دور لجان الحماية الشعبية، أكد أنها ركيزة حيوية في صيانة الأمن الأهلي، ويمكن تعزيز دورها عبر تقوية لجان الحماية قانونياً وتنظيمياً بإطار رسمي ينظم صلاحياتها ويحمي أفرادها، وتدريبهم أمنياً وميدانياً على أساليب حفظ الأمن والتعامل مع الطوارئ، وربطهم مباشرة بغرف العمليات الأمنية لتسريع الاستجابة لأي تهديد، وتشجيع العائلات على الانخراط فيها بما يعزز مفهوم الحماية الذاتية المجتمعية، وتوفير دعم لوجستي ومعنوي، والتأكيد على مكانتهم كشركاء في المعركة الوطنية والأمنية.
وقال: إن 'الفوضى التي يسعى الاحتلال لإشاعتها لن تمر، وشعبنا الذي صمد تحت القصف والتجويع، لن يسمح لأذناب الاحتلال بتهديد أمنه الداخلي. نحارب على جبهتين: جبهة ضد المحتل، وجبهة ضد المتواطئين معه، ولن نسمح بتكرار تجربة 'الفراغ الأمني' أو فتح ثغرة داخلية تُستغل لضرب وحدتنا وصمودنا'.
وبادرت الكثير من العائلات، على إصدار بيانات شجب واستنكار لأعمال الفوضى التي تنفذها مجموعة من التشكيلات العصابية، وأكدت على تعزيز الأمن في غزة، والحفاظ على الممتلكات العامة ومخازن الغذاء، وعبر الأهالي عن استيائهم من سرقة الغذاء والتعدي على الممتلكات، داعين لاتخاذ إجراءات عقابية مشددة بحق المخالفين.
بدوره، قال مدير عام الإدارة العامة لشؤون العشائر والإصلاح في فلسطين د. علاء الدين العكلوك: إن 'الهبة العشائرية التي لمسناها، تنم عن عمق كبير في حب الوطن والدفاع عنه، وأن العشائر تسعى لتوفير الأمن والأمان للشعب كما هي دائما صمام الأمان للمجتمع'، معتبرا، البيانات لفتة مهمة تؤكد على دور العائلات الكبير في توفير السلم والأمن المجتمعي.
وأكد العكلوك في حديثه لصحيفة 'فلسطين' أن الاحتلال يسعى دائما لتوفير بيئة ملوثة ينفذ فيها سياسته بالتفرقة والفوضى وعدم الاستتباب الأمني ويسعى دائما عبر أدواته لأن تكون غزة مناخا غير آمن ولا تشعر بالأمن والأمان وعدم تمتين الجبهة الداخلية من خلال أدواته، بهدف إشاعة الفوضى وأن تشعر الناس بالقلق ولا تشعر بالأمن والأمان، لأنه يدرك أن الجبهة الداخلية متمكنة وقوية ويسعى لتفكيك الجبهة القوية التي هي حضن دافئ للمقاومة.
وشدد، على أن للعائلات والعشائر دور كبير وتستطيع أن تحد من الظاهرة، مشيرا، إلى أن إدارة شؤون العشائر بادرت لدفع العائلات لإصدار بيانات نبذ للمجرمين، فيما يستبعه خطوات أخرى بنبذ الأفراد أنفسهم، وبعد ذلك لضربهم بيد من حديد.