اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢١ أب ٢٠٢٥
أكد الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد المتقاعد نضال أبو زيد أن العملية التي نفذتها كتائب القسام، أمس، شرق خان يونس، تعكس تماسك المقاومة الفلسطينية وقدرتها على العمل الاستخباراتي والعملياتي المعقد في قلب ما يدعي جيش الاحتلال الإسرائيلي أنها 'مناطق مؤمنة'.
وأوضح أبو زيد لـ 'فلسطين أون لاين'، أن العملية نفذت بعد رصد ومتابعة دقيقة لتحركات قوات الاحتلال، واختيار توقيتها في ساعات الصباح الأولى، وهي فترة تعرف عسكريا بضعف اليقظة، ما يزيد من أثر المفاجأة العملياتية.
وأعلنت كتائب القسام، أن قوة قوامها فصيل مشاة اقتحمت الموقع واشتبكت مع جنود الاحتلال وجها لوجه، مستهدفة عددا من دبابات 'ميركفاه 4' بعبوات شواظ وقذائف 'الياسين 105'، كما هاجمت منازل كانت تتحصن بداخلها قوات الاحتلال بالقنابل اليدوية والأسلحة الخفيفة، ما أدى إلى مقتل وجرح عدد من الجنود، بينهم قائد دبابة تم قنصه بشكل مباشر.
وأضافت الكتائب في بيان، أن مقاتلي القسام فجروا عبوات ناسفة في محيط الموقع لقطع الإمدادات، واستخدمت قذائف الهاون لتأمين الانسحاب، فيما نفذ أحد الاستشهاديين عملية فدائية وسط قوة إنقاذ للاحتلال لحظة وصولها إلى المكان، موقعا في صفوفها قتلى وجرحى، في عملية وصفت بأنها مركبة ومباشرة.
فشل استخباري
واعتبرت صحيفة معاريف العبرية أن ما جرى في خان يونس يمثل فشلا استخباراتيا مدويا لكل من الشاباك وشعبة الاستخبارات العسكرية، اللتين عجزتا مجددا عن تقديم الإنذار المبكر أو رصد تحركات المقاومة.
وأكدت أن عملية بهذا الحجم وبهذه الجرأة تكشف ضعفا خطيرا في التغطية الأمنية، وتكشف ضعف جاهزية الجيش لمواصلة احتلال القطاع. مشيرة إلى أن مقاتلي حماس في خان يونس يواصلون إدارة حرب عصابات معقدة.
ولفتت إلى أن هذا الحدث يشكل إحراجا كبيرا للجيش، ويضع أمامه تحدييا متزايدا مع وجود بنية تحتية قتالية ما زالت نشطة ومنظمة، ستسعى لتكرار الهجمات وفرض مزيد من الإرباك في الميدان.
ارتباك الاحتلال
وشدد أبو زيد على أن المقاومة، بهذه العملية، لم توجه ضربة ميدانية فقط، بل أربكت الخطة العسكرية الإسرائيلية لاحتلال غزة، خاصة أنها جاءت بعد إعلان المقاومة موافقتها على مبادرة سياسية، وعدم رد الاحتلال على تلك المبادرة، مما يجعل الهجوم ردا ميدانيا على التعنت السياسي.
وأشار إلى أن العملية استهدفت منطقة تحدث عنها رئيس أركان الاحتلال ووزير جيش الاحتلال سابقا بأنها 'مؤمنة'، وقد زارها نتنياهو ميدانيا، ما يجعل الهجوم بمثابة ضربة مباشرة للخطاب الإعلامي الإسرائيلي.
وأوضح أبو زيد، أن خان يونس ليست منطقة اشتباك رئيسية حاليا، بل تصنف ضمن المناطق 'المطهرة' وفقا لتقارير الاحتلال، وبالتالي فإن ظهور المقاومة فيها بهذه القوة تخلط أوراق جيش الاحتلال، وتفرض عليه إعادة تقييم 'أمر عملياته'.
تفوق تكتيكي
ورأى أن الهجوم يكشف عن تطور نوعي في أداء المقاومة، خصوصا عبر دمج عدة تكتيكات في آن واحد: القنص، التفجير، الاقتحام المباشر، والاستشهاد، في نموذج يشبه 'معركة مصغرة' من القتال المترابط.
ونوّه أبو زيد إلى أن المقاومة باتت تركز على نقطة ضعف واضحة لدى الاحتلال وهي الآليات العسكرية، مستفيدة من تجارب سابقة أظهرت محدودية قدرات الاحتلال في حماية دباباته ومعداته الثقيلة.
وتوقف عند مسألة التسميات العسكرية الإسرائيلية، معتبرا أن إعلان جيش الاحتلال بدء 'عربات جدعون 2' بعد فشل 'عربات جدعون 1'، يكشف رغبة واضحة في التغطية على الإخفاق، وإظهار العملية الجديدة كـ'استمرار' لا كـ'بديل'، هروبا من الاعتراف بالفشل.
وأضاف الخبير الأردني 'الانتقال السريع من عملية إلى أخرى دون مراجعة، يورط الجيش، خاصة مع استمرار استنزاف قواته بشريا وماديا، وقدرة المقاومة على مواكبة التغيير في أساليب الاحتلال'.
وأكد أن القوس الجغرافي من عبسان الكبيرة إلى بني سهيلا وقيزان النجار وصولا إلى معن، الذي كان يعتقد أنه بات مؤمنا بالكامل، عاد ليصبح مركز اشتباك ونقطة اشتعال جديدة، ما يعني أن الاحتلال فشل في تحقيق ثنائية 'التثبيت والتطهير'.
وختم أبو زيد بالقول: 'نحن أمام قتال وجودي من وجهة نظر المقاومة، والتكتيك الجديد الذي ظهر في العملية يدل على نضج عسكري، وقدرة على هندسة الدفاع والهجوم بطريقة مرنة وفعالة'.

























































