اخبار فلسطين
موقع كل يوم -دنيا الوطن
نشر بتاريخ: ١٣ كانون الأول ٢٠٢٥
تابعنا أيضا عبر تليجرام t.me/alwatanvoice رام الله - دنيا الوطن
خلّف المنخفض الجوي العنيف الذي يضرب قطاع غزة منذ أيام أوضاعاً إنسانية كارثية، بعدما تضرر أكثر من ربع مليون نازح، وتوفي ما لا يقل عن 16 شخصاً بينهم أطفال، في ظل انهيار منازل وغرق آلاف الخيام، واستمرار القيود المفروضة على إدخال مستلزمات الإغاثة والطوارئ.
وأفاد الدفاع المدني في غزة بأن الأمطار الغزيرة والرياح العاتية أدت إلى انهيار 13 منزلاً، وغرق نحو 27 ألف خيمة تؤوي نازحين، إضافة إلى تسجيل وفيات جرى انتشال بعضها من تحت أنقاض منازل تضررت بفعل الأحوال الجوية القاسية، لا سيما في مدينة غزة والمناطق الشمالية من القطاع.
ويواجه السكان، أوضاعاً بالغة الخطورة ، حيث فاقمت السيول وانعدام تصريف المياه معاناة آلاف العائلات التي تعيش في خيام وملاجئ مؤقتة، في وقت لا تزال فيه إمدادات الطوارئ ومواد الإيواء ممنوعة من الدخول.
وفي السياق ذاته، حذّرت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة من أن مئات الآلاف من النازحين في قطاع غزة يواجهون خطر غرق خيامهم وملاجئهم، بسبب الأمطار الغزيرة وعدم السماح بإدخال مواد أساسية مثل مستلزمات بناء المأوى وأكياس الرمل. وأشارت المنظمة إلى أن نحو 795 ألف نازح يقيمون في مناطق منخفضة ومليئة بالأنقاض، ما يعرّضهم لمخاطر السيول والانهيارات.
وأكدت وزارة الصحة في غزة أن العاصفة تسببت في غرق خيام تؤوي عائلات شردتها الحرب، وأسفرت عن وفاة رضيعة نتيجة التعرض الشديد للبرد، محذرة من تداعيات صحية خطيرة مع استمرار تدهور الظروف المعيشية.
وأوضحت منظمة الهجرة أن نقص خدمات الصرف الصحي وإدارة النفايات يرفع من احتمالات تفشي الأمراض، في وقت لا تزال فيه المواد الضرورية لدعم المأوى، مثل الأخشاب، وأكياس الرمل، ومضخات سحب المياه، عالقة خارج القطاع بسبب القيود المفروضة.
وفي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، تحولت الخيام إلى برك من المياه، وغمرت السيول المراتب والملابس والأحذية. ويروي يوسف طوطح، وهو أب لعدة أطفال، معاناة عائلته قائلاً: 'قضينا الليل واقفين أنا وأولادي. إذا كنت أنا لا أتحمل، فكيف بالأطفال؟'، مضيفاً أن نقص الطعام والمياه زاد من قسوة المشهد.
من جهتها، أكدت مديرة المنظمة الدولية للهجرة إيمي بوب أن الإمدادات التي دخلت غزة سابقاً، بما فيها الخيام المقاومة للماء والبطانيات الحرارية، لم تكن كافية لمواجهة حجم السيول. وقالت إن العائلات تحاول حماية أطفالها بما يتوفر لديها منذ بداية العاصفة.
وفي ظل الدمار الواسع الذي لحق بالبنية التحتية نتيجة الحرب، أشار مسؤولون فلسطينيون وأمميون إلى حاجة ملحّة لتوفير ما لا يقل عن 300 ألف خيمة جديدة، لإيواء نحو 1.5 مليون نازح لا يزالون في القطاع.
كما حذّرت منظمة الصحة العالمية من مخاطر إضافية تهدد آلاف الأشخاص المقيمين في مناطق ساحلية منخفضة وعالية الخطورة، حيث يعيش أكثر من 4 آلاف شخص في ظروف تفتقر إلى أنظمة الصرف الصحي والحماية من الأمواج العاتية، وسط انتشار واسع للنفايات ومخاطر التلوث، ما ينذر بتداعيات صحية خطيرة إذا استمر الوضع على حاله.

























































