اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٩ تموز ٢٠٢٥
زعم جيش الاحتلال، صباح الأحد، أنه بدأ تنفيذ سلسلة عمليات 'لتحسين الاستجابة الإنسانية' في قطاع غزة، بتوجيهات من المستوى السياسي، شملت إسقاط المساعدات من الجو وتحديد ما سمّاها 'ممرات إنسانية' مزعومة، يُسمح عبرها لقوافل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بالتحرك الآمن لإدخال المواد الغذائية والأدوية.
ويأتي هذا الادعاء في ظل تفاقم المجاعة التي تضرب أكثر من مليوني فلسطيني في غزة، بعد مرور خمسة أشهر على إغلاق (إسرائيل) المحكم لمعابر القطاع، ومنع دخول الغذاء والدواء.
كيف تعمّقت المجاعة في قطاع غزة؟
منذ 2 مارس/آذار الماضي، أغلق الاحتلال الإسرائيلي جميع المعابر المؤدية إلى قطاع غزة، منقلبًا على اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 18 يناير/كانون الثاني، والذي نصّ على إدخال 600 شاحنة مساعدات و50 شاحنة وقود يوميًا.
ومنذ ذلك الحين، بدأ سكان القطاع يعتمدون على المواد الغذائية المخزنة، والتي نفدت تدريجيًا، ما أدى إلى انتشار الجوع وسوء التغذية، خاصة مع نقص مشتقات الحليب، اللحوم، الدواجن، الخضروات، والأدوية، بالإضافة إلى مستلزمات النظافة.
وبحسب وزارة الصحة في غزة، فقد أدى التجويع إلى استشهاد 133 فلسطينيًا، بينهم 87 طفلًا، بعد منع الاحتلال إدخال أكثر من 80 ألف شاحنة مساعدات ووقود منذ مارس.
كيف عادت المساعدات إلى غزة؟
في 27 مايو/أيار، أعلن جيش الاحتلال اعتماد آلية جديدة لتوزيع المساعدات، تعتمد على ما يُسمّى 'مؤسسة غزة الإنسانية'، الممولة أميركيًا، وتديرها ضباط أميركيون سابقون. وأقيمت ثلاث نقاط توزيع رئيسية:
لكن هذه الآلية فشلت في تخفيف المجاعة، بل ساهمت في تفاقمها، لعدة أسباب:
ماذا عن المعابر؟
في 28 مايو/أيار، أعلن جيش الاحتلال السماح بإدخال مساعدات عبر المعابر البرية، بعد تفاهم أميركي مع حركة حماس يقضي بإطلاق سراح الجندي عيدان ألكسندر، مقابل السماح بتدفق المساعدات.
لكن منذ ذلك الإعلان، لم يلتزم الاحتلال بالاتفاق، بل واصل:
ما 'الجديد' في إدخال المساعدات؟
بعد تصاعد الضغط الشعبي والدولي، أعلن جيش الاحتلال، الأحد، السماح بإدخال المساعدات بما فيها العالقة على الجهة المصرية من معبر رفح، عبر حاجز كرم أبو سالم.
لكن الواقع لم يتغير كثيرًا، وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي ما دخل إلى قطاع غزة لا يتعدى (87) شاحنة مساعدات، وقد تعرضت غالبيتها للنهب والسَّرقة بفعل الفوضى التي يُكرّسها الاحتلال 'الإسرائيلي' بشكل ممنهج.
وبشأن الإسقاط الجوي، أكد المكتب أن القطاع شهد '3 عمليات إنزال جوي لم تعادل في مجموعها سوى شاحنتين من المساعدات، وسقطت حمولتها في مناطق قتال حمراء خطرة، وفق خرائط الاحتلال (الإسرائيلي)، يُمنع على المدنيين الوصول إليها'.
ولفت إلى أن 'الحل الجذري يتمثل فقط بفتح المعابر بشكل عاجل وبدون شروط وكسر الحصار (الإسرائيلي) الظالم وإدخال الغذاء وحليب الأطفال فوراً قبل فوات الأوان، فالعالم أمام مسؤولية تاريخية'.
كما انتقدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'أونروا' الإنزال الجوي الإسرائيلي للمساعدات في غزة، مؤكدة أنه 'لن ينهي' المجاعة المتفاقمة، وفق ما صرحت به جولييت توما، مديرة الإعلام والتواصل في الوكالة لصحيفة نيويورك تايمز، ونشرتها صفحة الأونروا على 'إكس'.
فيما قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إنّ استئناف عمليات إنزال المساعدات جوا، 'بعد أشهر من التجويع الشامل، يروّج لوهم الإغاثة بينما تواصل الآلة الإسرائيلية استخدام الجوع سلاحا ضد المدنيين'.
مع منع الاحتلال تأمين وصول المساعدات إلى المؤسسات الدولية، وغياب التنظيم، يتجمّع مئات آلاف المواطنين يوميًا أمام الحواجز ومراكز التوزيع، رغم المخاطر الجسيمة.
هذه الحالة أدت إلى:
ما كمية المساعدات التي يحتاجها القطاع يوميًا؟
بحسب الجهات المختصة:
ومطلع مارس/آذار الماضي، تنصلت إسرائيل من اتفاق وقف إطلاق نار وتبادل أسرى مع حماس، بدأ في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، واستأنفت الإبادة، ومنذ ذلك الحين ترفض جميع المبادرات والمطالبات الدولية والأممية لوقف إطلاق النار.
أما منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، فقالت في بيان الاثنين، أن كل الفلسطينيين في قطاع غزة جوعى، لكن الأطفال هم 'الأكثر معاناة، فحتى 25 يوليو/ تموز (الجاري)، أفادت التقارير بوفاة 83 طفلا بسبب سوء التغذية'.
وأضافت أنه 'بدلا من الذهاب إلى المدرسة، يُخاطر الأولاد والبنات بحياتهم أملا في الحصول على بعض الطعام.. يجب الآن السماح بدخول كميات كافية من المساعدات'.