اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكـالـة مـعـا الاخـبـارية
نشر بتاريخ: ١٩ أيلول ٢٠٢٥
صنعاء- معا- وثّقت لجنة حماية الصحفيين مقتل 31 صحفيا وعاملا في وسائل الإعلام الأسبوع الماضي جراء غارات جوية إسرائيلية استهدفت مجمع صحفي في العاصمة اليمنية صنعاء، في واحدة من أخطر الهجمات على الصحفيين في الشرق الأوسط منذ عقود.
ووصف التقرير الهجوم بأنه الأعنف منذ مجزرة ماغوينداناو في الفلبين قبل 16 عاما، والثاني على مستوى العالم وفق سجلات اللجنة.
ووقعت الغارة يوم 11 أيلول/ سبتمبر عند الساعة 16:45 بالتوقيت المحلي، أثناء تحضير موظفي وكالة '26 سبتمبر' التابعة للجيش اليمني نسختهم الأسبوعية للطباعة، ما ساهم في ارتفاع عدد الضحايا، بحسب ناصر الخضري، رئيس تحرير الوكالة. وقد لقي طفل كان يرافق أحد الصحفيين مصرعه أيضاً في الغارات.
وقالت وزارة الصحة الحوثية إن الغارة أسفرت عن استشهاد 35 شخصا وإصابة 131 آخرين، فيما صرّح الجيش الإسرائيلي بأن الهدف كان 'مقر العلاقات العامة العسكرية للحوثيين المسؤول عن نشر الرسائل الدعائية، بما في ذلك خطب عبد الملك الحوثي وتصريحات المتحدث الرسمي يحيى سريع'. ولم يقدم الجيش الإسرائيلي أي دليل على النشاط العسكري في الموقع.
وأضاف التقرير أن الغارة دمرت مطبعة الوكالة وأرشيفها التاريخي الممتد لقرن كامل، وهو ما وصفه الصحفيون بأنه خسارة 'مؤلمة للغاية'.
وشدد خبراء حقوق الإنسان، كما ذكرت صحيفة 'واشنطن بوست'، على أن استهداف المؤسسات الإعلامية غير مبرر بالقانون الدولي، حتى لو كانت مرتبطة بالنشاط العسكري أو تنشر رسائل سياسية، موضحين أن الصحفيين يظلّون مدنيين إلا إذا شاركوا مباشرة في العمليات القتالية.
وأشار التقرير إلى أن الهجوم يعكس نمطا إسرائيليا متكررا في المنطقة، حيث قتل الجيش الإسرائيلي منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023 ما لا يقل عن 233 صحفيا وعاملا إعلاميا في غزة ولبنان وإيران واليمن.
كما أضاف التقرير أن الضربة الإسرائيلية جاءت بعد سلسلة غارات استهدفت إيران وداعميها، بما في ذلك هجوم على مقر بث إيراني في طهران حزيران/ يونيو الماضي، ما يؤكد استمرار سياسة استهداف المؤسسات الإعلامية المرتبطة بالدول أو الجماعات المعادية لإسرائيل.
وحذر محللون من أن الهجوم قد يؤدي إلى انهيار جزئي للقطاع الإعلامي اليمني، الذي يعاني منذ سنوات من العقوبات الاقتصادية، والتضخم الحاد، والحرب المستمرة، حيث كان العديد من الصحفيين ينامون في مكاتبهم لعدم قدرتهم على دفع الإيجار، وفق تقرير أروى مقداد، باحثة الشرق الأوسط بجامعة أكسفورد.
وتأتي الغارة في ظل أزمة إنسانية حادة في اليمن، حيث يعيش أكثر من 82% من السكان في فقر، وتوقف المساعدات الأميركية منذ شباط/ فبراير الماضي، فيما يعاني نصف السكان من نقص غذائي شديد حسب تقرير أممي حديث.
هذا ويعد الهجوم على مجمع صحفي في صنعاء حالة استثنائية وغير مسبوقة في تاريخ النزاعات اليمنية، ما يعكس مخاطر متزايدة على الصحفيين في مناطق الصراع، وسط غياب تنديد دولي واسع، حسب مراقبين.