اخبار فلسطين
موقع كل يوم -شبكة مصدر الإخبارية
نشر بتاريخ: ١٦ حزيران ٢٠٢٥
'لا نعرف معنى النوم من البعوض ولا القصف'، هكذا عبرت رؤى الغندور عن غضبها من انتشار البعوض في المنطقة خاصة في ساعات الليل، وتعرض أطفالها لأمراض جلدية بسبب لدغات الحشرة.
تقول رؤى لـ'شبكة مصدر الإخبارية': 'نحن نعيش في خيمة لا تحمي من أي شيء خاصة الحشرات منها البعوض لم نعرف طعم النوم ولدي طفل أصيب بتسلخات جلدية والتهابات لم أستطع توفير له العلاج المناسب نظرًا لشح الأدوية بغزة'.
وتشير إلى أنّ الليل والنهار عبارة عن مطاردة للبعوض ويحاولون الفرار من لدغات بعدة طرق ولكن دون جدوى، فوضع الأطفال هو الأصعب من الكحة والبكاء بفعل لدغة البعوضة لأجسادهم.
وتؤكّد أن بيئة النزوح تفتقر لمقومات النظافة بفعل النفايات ومياه الصرف الصحي المنتشرة بكثافة في المنطقة، ما أدى إلى انتشار وجلب البعوض والحشرات الضارة في عدة مناطق بغزّة.
ولم تقتصر معاناة الغزّيين من لدغات البعوض فقط، بل الإزعاج من صوتها على مدار الوقت، بالإضافة إلى الأمراض الجلدية، وارتفاع درجات الحرارة.
رؤى ليست الوحيدة التي تعاني من البعوض، وأيضًا محمد الكحلوت الآخر أصيب بتنفخات في وجهه بفعل اللدغات اليومية، فلجأ إلى طبيب جلدية أخبره بأنه يجب عليه تناول بعض الأدوية وبعضها غير متوفرة في الصيدليات.
يخبرنا محمد أن البعوض لا ترحم الصغير ولا الكبير فباتت مزعجة بعد قصف المنازل والبنية التحتية وانتشار النفايات ومياه الصرف الصحي عدا عن الرائحة الكريهة التي تجلب الحشرات الضارة للخيام والمنازل.
ويلفت إلى أنّ الليل أصبح عبارة عن معركة مع البعوض بمحاولات قتلها أو استخدام طرق أخرى لعدم ملامسة أجسادهم كالكريمات والسولار ودواء طارد للبعوض.
ويضيف: 'كل الطرق الطاردة للبعوض للأسف لم تعطي أي نتيجة، أكثر ما يحزننا هم الأطفال نحاول نبقى مستيقظين في الليل لحمايتهم من لجوء البعوضة على أجسادهم ومحاولة قتلها ونشعر من بعدها بفرحة التخلص منها'.
ويتمنى محمد إدخال المعدات اللازمة للبلديات للقيام بدورها لإزالة النفايات وتصريف المياه الصرف الصحي من المناطق المكتظة بالمواطنين، ورش المبيدات الحشرية للتخفيف من معاناتهم.
أمراض معدية
يوضح أخصائي الأمراض الجلدية د. إبراهيم حبوب، إن الحشرات الضارة خاصة البعوض تسبب حساسية حبيبية المصاب تعرضه لحكة شديدة تؤدي لجروح خفيفة، والبكتيريا تغزو الجلد ويصاب بالتهابات بكتيرية حادة وقيح على الجلد يفرز مادة صفراء.
ويقول حبوب لـ'شبكة مصدر الإخبارية'، إن الأمراض الجلدية معدية، مشيرًا إلى أنّ هناك أسباب لانتشار الحشرات منها النفايات ومياه الصرف الصحي والركام في الأماكن المقصوفة.
ويلفت إلى أنّ الأطفال يعانون بشكل خاص، ففي الحرب يعاني معظم النازحين خاصة في المواصي والبيوت المتضررة والمخيمات خصوصًا في ظل عدم قدرة البلديات للقيام بدورها بشكل يومي كما كانت في السابق.
ويؤكّد أن شح الأدوية في غزة سبب أزمة للمواطنين، فيضطرون إلى اختراع أدوية بديلة عن المضادات الحيوية للتخفيف عنهم، والأمراض الجلدية بسبب لدغات البعوض تتفاقم بشكل متزايد خاصة في فصل الصيف.
وسابقًا، ناشدت بلدية غزة في غزة، المنظمات الدولية بضرورة المساعدة في توفير المبيدات والمعدات اللازمة لمكافحة الحشرات التي يتزايد انتشارها وسط الكارثة الكبيرة التي تعيشها المدينة بسبب العدوان وحرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على القطاع.
وقالت البلدية إن 'الاحتلال الإسرائيلي دمر نحو 134 آلية، وهو ما يعادل نحو 85% من إجمالي عدد آليات البلدية، بالإضافة إلى عدم توفر الوقود والزيوت بشكل دائم لتشغيل الآليات والمرافق الخدمية'.
وأكدت البلدية أن الآليات والوقود ومصادر الطاقة تمثل الشريان الحيوي لعمل بلدية غزة، إذ تُعتبر عناصر أساسية لضمان استمرارية تقديم خدمات المياه والصرف الصحي، وجمع النفايات، وفتح الطرق، وتشغيل المرافق الحيوية مثل آبار المياه ومحطات الصرف الصحي.
وبينت أن النقص الحاد في الآليات، وعدم توفّر الوقود وقطع الغيار اللازمة لصيانة الآليات، يشكّل مشكلة كبيرة تواجه البلدية وتحدّ من قدرتها على توفير الخدمات الأساسية للمدينة.
اقرأ/ي أيضًا: بعد النصيرات وخان يونس.. بلدية الزوايدة تعلن عن توقف خدماتها الأساسية غدًا