اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ٢٨ حزيران ٢٠٢٥
القراءةُ طقس إنساني، له من يرغبه، وهو على أتم الاستعداد لممارستها في كل ظروفه، ولو بالحد الأدنى؛ لأنه يعده الأكسجين الذي يتنفسه، أنا من أولئك، ولله الفضل والمنة.
توافر الرغبة يختصر على مُحبِ القراءة نصف الطريق، فلا يكترث بالضجيج وأجواء العدوان، أو الجوع الذي ينهش الأجساد، فهو برغم المعيقات يواصل مسيرة القراءة؛ لأنها تغذي روحه وعقله وتنسيه جوع جسده.
قدر الله عز وجل لي مواصلة مسيرة القراءة، فقرأتُ أكثر من 60 كتاباً منذ بداية2023 في شتى المجالات، وهذا كان ضمن خطة شخصية أعدها سنوياً وأضمن جزءا منها لقراءة الكتب.
لماذا نقرأ؟
القراءة في هذه الظروف، خاصة إن كانت في السيرة النبوية والتجارب البشرية تقوي عزائمنا، وتعطينا فهما عميقاً لما يدور حولنا، وأن ما حدث هو من قدر الله عز وجل، وعلينا الصبر والاحتساب رغبة في الأجر بانتظار النصر.
ماذا قرأت؟
قرأتُ كتبًا في السيرة النبوية، أخبرتني أن الابتلاء سنة الله في المؤمنين، والرسل قد تعرضوا لذلك، والنصر للصابرين.
قرأتُ عن تجارب أمم انتصرت بالتضحيات لا بالكلمات، وأن فراعنة العصور كان مصيرهم الويل والثبور، والبقاء للشعوب.
وجهتُ قبلتي تجاه إنتاجات أسرانا في سجون الاحتلال، وأعجبني أنهم رغم القيود يكتبون ويُخرجون لنا تجاربهم؛ لتكون لنا نبراساً، فدخلتُ 'شريعة الغاب والخرافة' التي كشفها الأسير الدكتور 'عبد الله البرغوثي' وفضح خلالها الصهيونية، وحينما انتهت الجولة أهداني 'الغراقيد'، تفحصتها، عرفت أن ما بنا من أذى، أكثره من بني جلدتنا، ومسكت 'صدى القيد' الذي خطه بروحه وعقله' الأسير القائد أحمد سعدات'، وتحدث عن ظروف الحياة في السجون والتي لا تليق بالبشر، ومع الأسير' حسن سلامة' قضيتُ أياما، وذهلت مما كتبه في 'خمسة آلاف يوم في عالم البرزخ' وسررت حين رأيت 'الحافلات تحترق'، وقرأت ما كتبه الأسير المحرر محمود عزام مع الذي قضى 'عقد في جفن الردى'.
قرأت كتبا لكتاب غربيين أسلموا وكشفوا عورة الفكر الغربي المشوه القائم على انكار الآخر، وأنهم هم فقط يحق لهم ما لا يحق لغيرهم، منهم 'روجيه جارودي' الفيلسوف الفرنسي الذي أسلم ودافع بقوة عن الإسلام والعرب وفلسطين، وكتب' الإرهاب الغربي'، ' وعود الإسلام' و' محاكمة جارودي '، وقرأت لـ'ناعوم تشومسكي'، وعرفت ان الحضارة الغربية التي نعيش عقدة النقص تجاهها تعيش هي عقدة نقص مع القيم الإنسانية الأصيلة.
ما سبق هو جزء مما قرأته، وأحدثه' محاربة التطرف' لأمير التطرف وطاغية العصر' بنيامين نتنياهو' وسأتطرق للحديث عن بعض الكتب في مواضع أخرى.
أما عن ماذا نكتب، فواقعنا بغزة مادة خصبة جدا للكتابة قد لا تكفيها سنوات لإيفاء ما بها من وجع وجوع.